«صدمة الهوية».. معضلة تؤرق الجيش الإسرائيلي في غزة

"صدمة الهوية" أزمة يواجهها الجيش الإسرائيلي في تلك الأثناء، جراء الحرب في غزة التي بدأت بشكل مفاجئ منذ أكثر من 21 شهرا ومستمرة إلى الآن.
وذكر موقع "واي نت" العبري، التابع لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الهيئة الطبية في الجيش الإسرائيلي عقدت جلسة نقاش خاصة عقب انتحار عدد من الجنود، ولكن لم يُعثر على أي سمات تُبرر اعتبار الأمر "ظاهرة".
ومع ذلك، يتجه الجيش الإسرائيلي إلى إجراء محادثات مع الجنود، وإلزام القادة برصد "علامات الضيق" لدى الجنود، بعدما أبلغ المزيد منهم عن صعوبات نفسية بعد القتال، بما في ذلك "أزمة الهوية".
جس نبض
ويستعد الجيش الإسرائيلي إلى التعامل مع زيادة حالات "أعراض ما بعد الصدمة" مع نهاية الحرب.
وأشار الموقع العبري إلى أن هذا التحرك أتى في أعقاب ثلاث حالات انتحار لجنود في الجيش في الأسبوعين الماضيين، لذا يدرس الجيش بجدية عقد "لقاء قيادي"، حيث سيناقش القادة وقادة السرايا المسألة مع جميع الجنود مع التركيز على المقاتلين من أجل "جس النبض على المستوى الميداني".
وأضاف: "سيتم طرح المسألة خلال الزيارات المتكررة التي يقوم بها قادة السرايا للمقاتلين، وخاصة في مناطق القتال".
تعزيز القدرات
وأشار "واي نت" إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يغير سياسته بعد، ولم يكشف عن عدد الجنود الذين انتحروا منذ بداية العام، لافتا إلى أن الفيلق الطبي قرر "تعزيز قدرات رصد علامات الضيق النفسي لدى الجنود، بالإضافة إلى سلسلة من التوسعات الرئيسية في أنظمة المساعدة النفسية للمقاتلين، والتي تم التخطيط لها ورصد ميزانياتها والموافقة عليها بالفعل".
وقال الجيش "نحن في حالة حرب طويلة وفريدة من نوعها لم نشهدها من قبل، بدأت بشكل مفاجئ وصادم، واستمرت بعملية برية مطولة في غزة لا تزال مستمرة، بالإضافة إلى العملية في لبنان، ومؤخرًا الجبهة الداخلية التي عانت من أضرار وتهديد مباشر لعائلات المقاتلين، في الحرب مع إيران".
وأضاف "سنعزز بشكل كبير مراكز الدعم النفسي الجديدة التي أُنشئت في الجيش في إطار الاستعدادات لزيادة طلبات الدعم النفسي من الجنود. نُجري حاليًا مراجعةً للمعالجات التي يتلقاها المقاتلون، النظاميون والاحتياط، في نهاية كل جولة قتال في غزة، حتى لا تصبح روتينية ومكررة".
صدمة الهوية
وفي الأشهر الأخيرة، رصد الجيش عددًا متزايدًا من المقاتلين الذين يعانون من "صدمة الهوية"، أي أولئك الذين عايشوا تجارب القتال في غزة عن قرب، بما يتعارض مع قيمهم الشخصية.
وأوضح "واي نت" أن "قسم الصحة النفسية نجح في تطوير أسلوب علاجي جديد لهذه المشكلة تحديدًا، وهو قيد التنفيذ حاليًا في جلسات المعالجة الجماعية للمقاتلين".
ويُقيّم متخصصو الجيش الإسرائيلي الوضع بأنه "لا توجد موجة من الأحداث غير العادية أو ما شابهها، لأن الغالبية العظمى من الجنود يتمتعون بمرونة نفسية، ومعظمهم لا يُصاب باضطراب ما بعد الصدمة. منذ بداية الحرب، عالجنا أكثر من 1500 جندي من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة".
ووفقًا للهيئة الطبية، لم يحصل سوى عدد قليل "ممن شُخِّصت إصابتهم باضطراب ما بعد الصدمة" على إذن استثنائي بالعودة إلى القتال، بعد فحص شخصي من قِبل طبيب عسكري ومراقبة مهنية.
لكن في الأشهر الأخيرة، ومع ازدياد نقص المقاتلين في الجيش الإسرائيلي بسبب استمرار القتال، ازدادت الشكاوى من الإجهاد النفسي الشديد نتيجة الإرهاق.