«البصمة الضعيفة» تثير عواصف الشكوك في إسرائيل.. كيف فعلها الحوثيون؟
بمرور أكثر من 11 ساعة على إعلان الجيش الإسرائيلي استهداف مسيرة وسط تل أبيب فإنه لا يملك إجابة بشأن الطريق الذي سلكته.
وفي وقت سابق اليوم، قال المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري في مؤتمر صحفي، إن إسرائيل تعتقد أن المسيرة، التي انفجرت مبنى في وسط تل أبيب دون إطلاق صفارات الإنذار، جاءت من اليمن وإنها إيرانية الصنع.
ولكن هاغاري لم يتحدث عن الطريق الذي سلكته المسيرة للوصول إلى تل أبيب.
وبالمقابل فقد انهمكت إسرائيل بتحليل أسباب عدم اعتراض المسيرة في ظل التأهب الأمني، وحقيقة أن تل أبيب هي أكثر الأماكن استراتيجية في إسرائيل.
ويكاد يكون الأمر الوحيد بيد إسرائيل الذي يربط المسيرة، التي أدت إلى شخص وإصابة 8 بجروح طفيفة، بالحوثيين هو إعلان الجماعة اليمنية عن مسؤوليتها عن الهجوم.
وكتب محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل: "لا يزال طريق الطائرة بدون طيار إلى تل أبيب غير واضح بالمرة".
وأضاف في تحليل تابعته "العين الإخبارية": "من المحتمل أنها وصلت من الجنوب، وربما من الشرق، مع احتمال قيام الحوثيين بالتنسيق مع المليشيات العراقية".
وتابع: "لا يزال المسؤولون الإسرائيليون يفحصون نوع الطائرة بدون طيار والقدرة على تشغيلها عن بعد، لذلك من الصعب معرفة ما إذا كانت تستهدف السفارة الأمريكية القريبة من موقع الانفجار".
وسبق للحوثيين أن أطلقوا صواريخ وطائرات مسيرة على إسرائيل ولكنها وصلت إلى مدينة إيلات في جنوبي إسرائيل كأقصى حد.
وتكاد تكون حركة حماس هي الوحيدة، التي تمكنت منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، من الوصول بصواريخها إلى مدينة تل أبيب بوسط البلاد.
أما حزب الله، فقد وصلت صواريخه ومسيراته إلى البلدات والمدن في شمالي إسرائيل، خلال هذه الجولة من القتال.
وأعلنت إسرائيل اعتراض معظم الصواريخ والمسيرات التي أطلقت من جهة العراق.
وفي إشارة إلى هجوم تل أبيب، فجر الجمعة، قال هارئيل: "إن الفشل في تشغيل نظام الدفاع الجوي، كما اعترفت القوات الجوية، هو الذي يقف وراء الهجوم".
وقال: "يظهر التحقيق الأولي رصد الطائرة بدون طيار وهي متجهة نحو إسرائيل ولكن لسبب ما لم تعتبر تهديدا ولم يحاول الجيش اعتراضها".
وأضاف: "خلال تلك الساعات، اعترض سلاح الجو هدفا جويا آخر كان متجها من الشرق باتجاه إسرائيل. وفي صباح يوم الخميس، أسقط الأمريكيون ثلاث طائرات بدون طيار وصاروخ كروز من اليمن إلى الشمال، ربما باتجاه إسرائيل".
ولفت هارئيل إلى أن "التفسير الأول للقوات الجوية هو خطأ بشري (حال دون اعتراض المسيرة)، وهو ما سيجري التحقيق منه".
وقال: "وفقًا للإرشادات، عندما ترصد طائرة بدون طيار، فإن الهدف هو إسقاطها. لكن ذلك لم يحدث، وهو خطأ جسيم واضح كلف شخصاً حياته، بينما أصيب آخرون، ناهيك عن الضرر الذي لحق بشعور الناس بالأمان".
وأضاف: "كانت القوات الجوية حتى الآن جيدة في إسقاط الطائرات بدون طيار بعيدة المدى باستخدام الطائرات والمروحيات وبطاريات الدفاع الجوي. وكانت غالبية الخسائر إلى حد كبير نتيجة المسيرات قصيرة المدى التي أطلقها حزب الله من لبنان".
واستدرك هارئيل: "تتحرك هذه الأسلحة ببطء على ارتفاعات منخفضة وتترك بصمة أضعف على شاشات الرادار. ومع ذلك، لا يوجد أي عذر لما حدث في وقت مبكر من يوم الجمعة".
أما القناة 12 الإخبارية الإسرائيلية فقد رجحت في تحليل تابعته "العين الإخبارية" أن المسيرة انطلقت من اليمن ومرت فوق البحر الأحمر ثم وصلت إلى مدينة تل أبيب على شواطئ البحر المتوسط.
وقالت: "منذ بداية الحرب، تم إطلاق آلاف الطائرات بدون طيار على إسرائيل، وتم اعتراض الغالبية العظمى منها من قبل مقاتلات الدفاع الجوي، وهي صغيرة وبطيئة ولكن قد يكون من الصعب إيقافها".
وعزت تمكن المسيرة من قطع كل هذه المسافة الى أنها مسيرة من طراز "SMAD 3" الإيرانية الصنع.
وقالت إنها (هذا الطراز) عبارة عن طائرة بدون طيار متقدمة، وأبرز ما يميزها هو نطاق التشغيل الممتد، والذي يتم تحقيقه من خلال إضافة خزان وقود خاص، ويتم تثبيت هذا الخزان، المعروف باسم "خزان الوقود المطابق للشكل"، على الجزء الخلفي من الطائرة الطائرات بدون طيار بطريقة تتكامل مع هيكلها الديناميكي الهوائي".
وأضافت: "ومن حيث الأبعاد، فإن Smad-3 تشبه سابقتها Smad-2 حيث يبلغ طول جناحيها نحو 4.5 متر. إنها متوسطة الحجم مقارنة بالطائرات بدون طيار من نوعها، مما يسمح بالجمع بين القدرة على حمل الحمولة والمرونة التشغيلية".
وتابعت: "وبحسب تصريحات الحوثيين، الذين يستخدمون هذه المسيرة، فإن "Smad-3" قادرة على التحليق لمسافة تصل إلى 1500 كيلومتر، وهذا المدى يسمح لها بالوصول إلى أهداف بعيدة بشكل كبير عن مكان إطلاقها حتى تل أبيب".
وأردفت: "وتتراوح سرعتها القصوى بين 200 و250 كم/ساعة، ويبلغ وزنها نحو 30 كيلوغراما. بالإضافة إلى ذلك، فإن الطائرة بدون طيار قادرة على حمل عبوة ناسفة، مما يجعلها أداة هجومية محتملة".
واعتبرت أنها أداة "رخيصة وصغيرة وبطيئة ومرهقة"، وقالت: "يعني هذا الوصف أنه يتم إنتاجها بتكلفة منخفضة نسبيًا، مما يسمح بإنتاجها وتشغيلها بكميات كبيرة. ومع ذلك، فإن سرعتها البطيئة وقدرتها المحدودة على المناورة تجعلها عرضة نسبيا لأنظمة الدفاع الجوي المتقدمة".
aXA6IDE4LjE4OC4yMDUuOTUg جزيرة ام اند امز