الاقتصاد الإسرائيلي في عين العاصفة.. الحروب تُضعف النمو وتُفاقم العجز

قال تقرير نشرته صحيفة «التليغراف» البريطانية إن الاقتصاد الإسرائيلي تلقى بالفعل ضربات موجعة بسبب الحروب التي تخوضها تل أبيب.

وأوضح التقرير إن شوارع القدس التي كانت يوماً تعج بالحركة أصبحت شبه خالية بسبب الحرب التي توقفت باتفاق وقف اطلاق نار يشكك البعض في مدى ثباته. ومع دوي صافرات الإنذار وسقوط صواريخ إيرانية على نظام القبة الحديدية الدفاعي الإسرائيلي، لجأ الإسرائيليون الى الملاجئ للاحتماء وقد تخلوا عن الحركة غير الضرورية.

• «طيران العال»: سنزيد جدول رحلاتنا لإعادة الآلاف إلى إسرائيل بعد وقف إطلاق النار

ومنذ بدء الهجمات الإيرانية على إسرائيل، يصف السكان الأجواء في المدينة بأنها أشبه بفترة جائحة كورونا، حيث تراجعت مظاهر الحياة اليومية بشكل ملحوظ. وأُغلقت المتاجر والمدارس، ويعمل كثيرون من منازلهم للبقاء قرب الملاجئ.

وقال المهندس تومر دالومي، البالغ من العمر 34 عامًا والمقيم في وسط القدس، إن الشوارع شبه خالية والنقل العام محدود للغاية.

معاناة قاسية

ويعاني الاقتصاد الإسرائيلي بالفعل من ضغوط متزايدة بسبب العمليات العسكرية في غزة وإيران. وتشير التقديرات إلى أن الاقتصاد قد ينكمش بنسبة 5% خلال السنوات القادمة مقارنة بما كان سيكون عليه لولا الحرب، بسبب غياب العمالة وارتفاع الاستدعاءات العسكرية.

والنمو الذي تجاوز 6% عام 2022 انخفض إلى أقل من 1% العام الماضي. وفي الوقت نفسه، ارتفع الإنفاق الدفاعي بأكثر من 60%، ما أدى إلى عجز في الموازنة يتجاوز 6% من الناتج المحلي، وارتفاع الدين العام إلى نحو 70%. 

من جهتها، وضعت وكالات التصنيف الائتماني إسرائيل تحت المراقبة السلبية، محذرة من أن استمرار التصعيد قد يؤثر على الثقة والاستقرار المالي.

ورفعت الحكومة ضريبة القيمة المضافة وتخطط لتجميد رواتب الموظفين الحكوميين. ومع انخفاض التصنيف الائتماني، لم تعد الحكومة قادرة على الاقتراض بسهولة، ما يعني أن التخفيضات في الإنفاق باتت حتمية. وأوضح التقرير إن المواطنين بدأوا يشعرون بالأثر، مع طول فترات الانتظار للحصول على مواعيد طبية، وتراجع في جودة الخدمات الأساسية.

ورغم هذه التحديات، يشير بعض الاقتصاديين إلى أن الإنفاق الدفاعي قد يعزز الصادرات العسكرية، فيما يرى آخرون أن استقرار الوضع مع إيران مستقبلاً قد يفتح المجال لاستثمارات ضخمة في المنطقة.

وفي الوقت الراهن، لا يزال هناك تفاؤل في الأسواق المالية. وارتفع المؤشر الرئيسي في تل أبيب، كما تعزز الشيكل أمام الدولار.