"أطفال دبابات".. مخاوف من دمج مجندات إسرائيل بسلاح المدرعات
خلافات داخلية حادة في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية؛ بعد قرار دمج المجندات داخل سلاح المدرعات الإسرائيلي.
ارتفعت حدة الخلافات الداخلية في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، بعد قرار قيادة الجيش دمج المجندات داخل سلاح المدرعات الإسرائيلي، وهو الأمر الذي تسبب في قيام التيار الديني الصهيوني داخل المؤسسة العسكرية بالاعتراض على هذا القرار.
حاخام عسكري سابق أعرب عن خشيته من إنجاب "أطفال دبابات"، حسب تعبيره، في اعتراض ضمني على دمج المجندات مع الجنود.
ويسود الخلاف حالياً بين قادة الجيش الإسرائيلي إزاء هذا القرار، ما بين مؤيد ومعارض؛ حيث يشير المؤيدون إلى أن نقص الموارد البشرية يدفع الجيش للسماح بانخراط المجندات في سلاح المدرعات أسوة بالجيوش الأخرى في العالم، في حين يعتبر المعارضون أن انخراط المجندات سيتسبب في إضعاف قوة الجيش الإسرائيلي والمس بقدراته.
وركزت وسائل الإعلام الإسرائيلية، مؤخرا، على تداعيات هذا الأمر، خصوصا أن التيار المعارض لانخراط المجندات في سلاح المدرعات، يتخوف من إمكانية انتقال الأمر لضمهن لألوية أخرى في الجيش الاسرائيلي، كالمظليين والدبابات وغيرهما.
وتعد إسرائيل من الدول القليلة التي تفرض التجنيد الإجباري على النساء اللواتي يشكلن ما نسبته 33% من الجيش الإسرائيلي الذي يجبر النساء على الخدمة الإجبارية لسنتين تقريباً، في حين يتم إعفاؤهن من التجنيد لأسباب الزواج أو الحمل، أو أسباب دينية فقط.
وقال الخبير في الشؤون الإسرائيلية والصهيونية، الدكتور سامي أبوجلهوم، أن هذه الاحتجاجات يقودها تيار الصهيونية الدينية، الذي يمثله حزب البيت اليهودي، بذريعة عدم اختلاط الشباب بالفتيات في الوحدات القتالية، موضحاً أن سبب هذه الاحتجاجات الحالية بسبب قيام قيادة الجيش بطرح مسألة دمج المجندات في سلاح المدرعات وهو السلاح الذي لا يضم سوى الجنود الذكور.
وأضاف، في حديثه لبوابة "العين" الإخبارية، أن جنرالات سابقين حذروا من وجود المجندات داخل المدرعات مع الجنود، وهو الأمر الذي أيده أيضاً قادة علمانيين من بينهم الجنرال السابق أفيغدور كهلاني الذي قال إن مكان المرأة هو البيت لإنجاب الأطفال، موضحا أن وجود الفتاة في الدبابة والمشاركة في الحرب سيغير من دور الأم ويؤثر على حالتها النفسية والاجتماعية.
ولفت إلى أن أكثر المعارضين كان الحاخام العسكري السابق يسرائيل فايس، الذي ذهب لأبعد من ذلك، عندما أكد أن وجود المجندات مع الجنود داخل المدرعات سيخرج للعالم بعد تسعة شهور (أطفال الدبابات) -حسب تعبيره.
وتوقع " أبوجلهوم" أن تواصل قيادة الجيش الإسرائيلي المضي في مشروع دمج المجندات في سلاح المدرعات، ولو على نطاق محدود، خصوصا أن الجيش الإسرائيلي يعاني من نقص في الموارد البشرية.
وأوضح الخبير في الشؤون الإسرائيلية والصهيونية، أن هذه الاحتجاجات وما تبعها من ضجة كبيرة تدلل على تعاظم دور المتدينين الصهاينة في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، واعتقادهم بإمكانية التأثير على القرارات داخل المؤسسة الأمنية خاصة أن رئيس الشاباك والموارد والمفتش العام للشرطة منهم.
aXA6IDE4LjExNi45MC41NyA=
جزيرة ام اند امز