حرائق إسرائيل .. حوادث طبيعية أم سلاح جديد في أيدي الفلسطينيين؟
يثير استمرار اشتعال الحرائق في إسرائيل تساؤلات عما إذا كان الفلسطينيون أدخلوا عمليات الحرق ضمن أساليب مواجهتهم للاحتلال
يثير استمرار اشتعال النيران داخل إسرائيل في بؤر متعددة، وإقرار مسؤولين إسرائيليين أن نصفها على الأقل متعمدة، تساؤلات عما إذا كان الفلسطينيون أدخلوا عمليات الحرق ضمن أساليب مواجهتهم للاحتلال.
ونشبت حرائق في غابات وسط وشمال إسرائيل بعد موجة الرياح الجافة التي هبت على المنطقة، وتأخر سقوط الأمطار، ونشرت وسائل إعلام عبرية العديد من الصور التي توضح حجم الحريق الذي نشب في عدة أماكن.
وأعلن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي أن 50 % من هذه الحرائق متعمدة، دون تقديم دلائل حقيقية على ذلك.
232 بؤرة اشتعال
ويؤكد أكرم سلامة الخبير في الشأن الإسرائيلي، أن متابعة تطورات الحرائق وانتقالها من الشمال إلى الجنوب ثم وسط إسرائيل، يعزز فرضية أنها مخططة، وأن مشعليها يستفيدون من الأجواء الجوية وسرعة الرياح التي تساعد على انتقال لنيران من مكان لآخر.
وقال سلامة لـ"بوابة العين" إن الشرطة الإسرائيلية تحدثت بشكل واضح توصلها إلى دلائل بأن جهة ما تقف وراء هذه النيران، لافتا إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية خاصة ريشيت بيت والقناة السابعة ربطت بين هذه الموجة من الحرائق وسعي إسرائيل لفرض منع الأذان عبر مشروع قانون جوبه برفض وغضب فلسطيني واسع.
ووفق صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، فقد اشتعلت النيران في 230 بؤرة داخل إسرائيل خلال الأيام الثلاثة الماضية، يضاف إليهم بؤرتان جديدتان صباح الخميس في مواقع تابعة للجيش، ما ألحق أضرارا باهظة في الممتلكات والمنازل، واستدعى طلب مساعدة دولية.
ويرى سلامة أن الحرائق أسلوب جديد يعتمده المقاومون الفلسطينيون في مواجهة العدوان الإسرائيلي، في ظل التضييق عليهم وتعذر استخدام أساليب أخرى.
- 8 طائرات من 5 دول أوروبية لإطفاء حرائق إسرائيل
- بالصور.. إسرائيل تحترق وتطلب مساعدة 5 دول لإخماد نيرانها
ووفق الإذاعة الإسرائيلية تشارك 120 طائرة في إخماد النيران، بينما من المتوقع أن تصل إسرائيل خلال ساعات 8 طائرات من 5 دول أوروبية، بينها روسيا، لإطفاء حرائق إسرائيل، بحسب ما أعلنته مصادر إسرائيلية.
ويأتي إرسال الطائرات استجابة لطلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث أشارت المصادر الإسرائيلية إلى أن دول روسيا، واليونان وقبرص وإيطاليا وكرواتيا لبّت طلب الاستغاثة الإسرائيلي.
فشل الجبهة الداخلية
بدوره، يقول محمد دراغمة، الخبير في الشأن الإسرائيلي، إن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي منذ اليوم الأول للحرائق (قبل 3 أيام) اتهم جهات معادية، واعتبر أنها متعمدة دون توفر دلائل على ذلك، مشيرا إلى أن الإسرائيليين كل فشل لديهم يلصقونه بالفلسطينيين.
ورأى دراغمة في حديثه لـ"بوابة العين" أن الرسالة الأهم في اشتعال الحرائق واستمرارها حتى اليوم، هو فشل إسرائيل في إخمادها حتى الآن، وإطلاق مناشدات دولية للمساعدة، وهو ما يدلل على عدم جهوزية الجبهة الداخلية لمواجهة تطورات كبيرة.
وقال إن الجبهة الداخلية الإسرائيلية تحدثت قبل شهرين أنها لن تكون قادرة على التعامل مع وقوع زلزال كبير في إسرائيل، متوقعة وقوع آلاف القتلى حال حدث، ما يعني أن إسرائيل كانت تبالغ في تقدير حجم قوتها وتجهيزاتها الداخلية خلال السنوات الماضية.
ويتفق سلامة مع هذه الرؤية، معتبرا أن دولة إسرائيل قامت على الدعاية الكاذبة التي تصورها كدولة خارقة وفوق العادة في كل الأمور، ففي حين تصور نفسها واحة الديمقراطية، نجد على أض الواقع حكما مهولا من العنصرية والتناحر، وبينما تبالغ في تصوير إمكاناتها نجدها تفشل على مدار 3 أيام في إخماد نيران، أو الوصول لمشعليها.
aXA6IDMuMTQ2LjM3LjIyMiA= جزيرة ام اند امز