اعتراف فرنسا بفلسطين.. زلزال دبلوماسي يشعل إسرائيل ويحرك سيناريوهات الرد

ماذا قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعليقا على اعتزام فرنسا الاعتراف بدولة فلسطينية؟
نتنياهو قال في بيان له مساء الخميس: " ندين بشدة قرار الرئيس ماكرون الاعتراف بدولة فلسطينية بجوار تل أبيب في أعقاب مجزرة 7 أكتوبر/تشرين الأول.. هذه الخطوة تُكافئ الإرهاب وتُخاطر بخلق وكيل إيراني آخر، كما حدث في غزة".
واعتبر نتنياهو أنه "ستكون الدولة الفلسطينية في ظل هذه الظروف بمثابة منصة لإبادة إسرائيل، لا للعيش بسلام بجانبها"، مضيفا أنه "لنكن واضحين: الفلسطينيون لا يسعون إلى دولة إلى جانب إسرائيل؛ بل يسعون إلى دولة بدلًا من إسرائيل".
أما وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر فقال في بيان: "إن ادعاءات الرئيس الفرنسي بإيجاد تسوية دائمة في بلدنا، دون جدوى، هي ادعاءات واهية وغير جادة.. يُظهر تصريحه هذا المساء أن جميع الشروط التي وضعها بنفسه قبل أسابيع قليلة قد تبخرت.. كل ما تبقى هو الدولة الوهمية التي يدّعي إقامتها".
وأضاف أنه: "ستكون الدولة الفلسطينية دولة حماس، تمامًا كما أدى الانسحاب من قطاع غزة قبل عشرين عامًا إلى سيطرة حماس عليه".
وتابع ساعر قائلا إنه "لا يمكن للرئيس ماكرون أن يوفر الأمن لإسرائيل.. فلنأمل أن ينجح في ذلك في شوارع باريس".
ومن جهته قال وزير الأمن القومي اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي إنه "نعترف بفرنسا كدولة فلسطينية".
وتوحدت إسرائيل حكومة ومعارضة في رفض قرار الرئيس الفرنسي الاعتراف بدولة فلسطين فيما دعا اليمين الإسرائيلي للرد على القرار بضم الضفة الغربية.
وكان مسؤولون إسرائيليون لوحوا بالرد على الاعتراف بإجراءات على الأرض في الضفة الغربية.
"العين الإخبارية" رصدت ردود الأفعال في إسرائيل على قرار الرئيس الفرنسي والتي تفاوتت ما بين التهديد بضم الضفة الغربية وتوجيه الانتقاد الحاد إلى الرئيس الفرنسي.
وهذا ما عبر عنه نائب رئيس الوزراء ووزير العدل الإسرائيلي ياريف ليفين الذي قال في بيان: "قرار الرئيس الفرنسي ماكرون الاعتراف بالدولة الفلسطينية الوهمية وصمة عار في تاريخ فرنسا، ودعم مباشر للإرهاب".
وأضاف: "أرض إسرائيل ملك لشعب إسرائيل، وحتى إعلان الرئيس ماكرون لا يمكن أن يغير هذا".
وتابع ليفين: "حان الوقت لتطبيق السيادة (الضم) الإسرائيلية على يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وغور الأردن. هذا ردٌّ تاريخيٌّ عادلٌ على القرار المخزي للرئيس الفرنسي".
وبدوره قال وزير المالية وزعيم حزب "الصهيونية الدينية" بتسلئيل سموتريتش على منصة "إكس": "أشكر الرئيس ماكرون على قراره الذي منحنا مبررًا لتطبيق السيادة (الضم) الإسرائيلية نهائيًا على أرض الوطن في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، ورمي فكرة إقامة دولة إرهابية عربية في قلب أرض إسرائيل في مزبلة التاريخ".
وأضاف سموتريتش: "سيكون هذا ردنا الصهيوني المناسب على محاولات ماكرون وشركائه أحادية الجانب".
ومن جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس على منصة "إكس": "إن إعلان ماكرون عن نيته الاعتراف بدولة فلسطينية وصمة عار واستسلام للإرهاب".
وأضاف أنه: "بدلاً من الوقوف إلى جانب إسرائيل في هذه المحنة، يعمل الرئيس الفرنسي على إضعافها، لن نسمح بقيام كيان فلسطيني من شأنه أن يضر بأمننا ويهدد وجودنا ويمس حقنا التاريخي في أرض إسرائيل، جميعنا متحدون لدرء هذا الخطر الجسيم".
وبدورها قالت وزيرة المواصلات من حزب "الليكود" ميري ريغيف على منصة "إكس": "ماكرون، بدلًا من التعامل مع دولة فلسطينية لن تقوم أبدًا، استيقظ على واقع بلدك، باريس بالفعل أشبه بكابول، وفي ضواحيك تُحرق الأعلام الفرنسية، لا الإسرائيلية".
وأضافت: "لم تُعطونا دولة، ولن تسلبوها. عاش شعب إسرائيل".
وقال عضو الكنيست اليميني ماتان كهانا على منصة "إكس": "عزيزي الرئيس ماكرون، أنت مدعو للاعتراف بفرنسا كدولة فلسطينية.. وإن لم تلاحظ، فأنت في طريقك إلى هناك على أي حال".
أما عضو الكنيست من "الليكود" يولي ادلشتاين، فقال على منصة "إكس": "تتابع دولة إسرائيل بقلقٍ هجرة الإسلاميين وتأثيرها على قرارات قادة الجمهورية الفرنسية. أتمنى للشعب الفرنسي التوفيق في نضاله من أجل هويته وحريته.
ومن جهته قال زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" المعارض ووزير الدفاع الأسبق أفيغدور ليبرمان على منصة "إكس": " الاعتراف بدولة فلسطينية هو مكافأةٌ للإرهاب وتشجيعٌ لحماس، المنظمة التي ارتكبت أبشع مذبحةٍ بحق اليهود منذ الهولوكوست، هذا ليس عدلاً، بل استسلامٌ للإرهاب".
وبدوره، قال رئيس وزراء إسرائيل السابق الأسبق نفتالي بينيت على منصة "إكس": "اعتراف ماكرون بدولة فلسطينية بعد مجزرة 7 أكتوبر ليس دبلوماسية؛ إنه انهيار أخلاقي".
وأضاف بينيت، وهو من المعارضة الإسرائيلية: "سيُلقى هذا القرار المشين في مزبلة التاريخ".
أما مجلس المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية فقال في بيان: " نطالب الحكومة الإسرائيلية بالرد على إعلان الرئيس الفرنسي الاعتراف بدولة فلسطينية بفرض السيادة الإسرائيلية على يهودا والسامرة (الضفة الغربية). وقد أيد الكنيست ذلك. الآن جاء دور الحكومة. انتهت الأعذار. إن عدم الرد سيشكل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل".
"السلام الآن" الوحيدة التي رحبت في إسرائيل
وكانت حركة السلام الان اليسارية الإسرائيلية هي الوحيدة التي رحبت بالقرار وقالت: " الاعتراف بالدولة الفلسطينية خبر سار لإسرائيل وفلسطين، هذه هي الطريقة الوحيدة لهزيمة حماس، وحماس اليهودية (أي اليمين الإسرائيلي المتطرف)، دفعةً واحدة"
وأضافت: "باسم ملايين الناس الذين يريدون العيش هنا بسلام وأمان - شكرًا لك يا ماكرون".
سيناريوهات الرد
تدرك إسرائيل إن اعتراف فرنسا بالدولة الفلسطينية ليس مثل أي دولة أخرى باعتبار أن من شأن هذا الاعتراف ان يجر اعترافات أخرى في أوروبا في الأسابيع والأشهر القادمة.
واعتمادا على ردود الأفعال الإسرائيلية على القرار الفرنسي وسوابق اعتراف دول أوروبية أخرى منتصف العام الماضي بالدولة الفلسطينية فإنها يمكن رسم سيناريوهات الرد الإسرائيلي المتوقع كما يلي:
أولا، استخدام الاعتراف كغطاء لتنفيذ عمليات ضم في الضفة الغربية تنفيذيا لتهديدات مسؤولين إسرائيليين وأيضا بعد قرار الكنيست، الأربعاء، دعوة الحكومة بأغلبية لضم الضفة الغربية.
ثانيا، تنفيذ إجراءات عقابية ضد فرنسا بما فيها منع قنصليتها العامة في القدس الشرقية من تقديم أي خدمات قنصلية للفلسطينيين في الضفة الغربية على غرار الإجراء الذي تم اتخاذه ضد اسبانيا في اعقاب اعترافها بالدولة الفلسطينية العام الماضي.
ثالثا، سحب تصاريح التنقل للدبلوماسيين الفرنسيين في وصولهم إلى الضفة الغربية على غرار ما فعلته إسرائيل كعقاب للنرويج بعد اعترافها بالدولة الفلسطينية منتصف العام الماضي.
رابعا، قد تلجأ إسرائيل الى تقليص تواجدها الدبلوماسي في فرنسا على غرار ما فعلت مع إيرلندا بعد اعترافها بالدولة الفلسطينية منتصف العام الماضي حيث أغلقت إسرائيل سفارتها في دبلن.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الخميس أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر/أيلول المقبل.
وقال ماكرون عبر منصتي «إكس» و«إنستغرام» للتواصل الاجتماعي: "وفاء بالتزامها التاريخي بسلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، قررتُ أن تعترف فرنسا بدولة فلسطين. سأُعلن ذلك رسميا خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTI5IA== جزيرة ام اند امز