زيارة غانتس لواشنطن.. هل تمثل إعلانا أمريكيا عن بديل نتنياهو؟
تمثل زيارة الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس إلى الولايات المتحدة الأمريكية ضربة قوية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
الزيارة يراها مراقبون إسرائيليون، بمثابة "خطوة أولى" نحو انسحاب حزب "الوحدة الوطنية" برئاسة غانتس من حكومة الطوارئ التي أعلن عنها بعد الحرب على غزة.
- إنزال أمريكا مساعدات على غزة.. فقدان لأوراق الضغط أم «سأم» من نتنياهو؟
- تجنيد «الحريديم».. قنبلة موقوتة تهدد حكومة نتنياهو
تهديد لحكومة الحرب
وبينما لا يشكل الانسحاب تهديدا فوريا على حكومة نتنياهو التي لديها أصلا 64 مقعدا من مقاعد الكنيست الـ120 فإنها تعطي شرعية أكبر لدعوات تبكير الانتخابات وستزيد من أزمة حكومة نتنياهو مع المجتمع الدولي حول استمرار الحرب.
ولكن انسحابه يمثل من ناحية ثانية انفراجة لحزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف برئاسة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وحزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف برئاسة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش اللذين يريدان مغادرة غانتس للحكومة لتصعيد الحرب.
ولكن قد ينظر إلى زيارة غانتس على أنها "إعلان أمريكي واضح عن الشخصية التي تفضلها واشنطن في رئاسة الحكومة".
غضب نتنياهو
وكان مقربون أعلنوا عن زيارة غانتس الى الولايات المتحدة الأمريكية بدءا من اليوم الأحد وهو ما أغضب رئيس الوزراء نتنياهو.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن نتنياهو قوله بغضب ردا على إصرار غانتس على الزيارة "هناك رئيس وزراء واحد في إسرائيل".
وقالت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي: "في أعقاب عدم موافقة رئيس الوزراء نتنياهو على زيارة الوزير بيني غانتس إلى واشنطن اليوم (الأحد) وبالتالي عدم موافقة الحكومة على هذه الزيارة، صدرت تعليمات للسفارة الإسرائيلية في واشنطن بعدم التعامل مع زيارة غانتس أو مرافقته في تنقلاته من قبل السفير الإسرائيلي هرتسوغ كما تقتضي زيارات رسمية لشخصيات رفيعة".
ومع ذلك، فقد أشارت إلى أن غانتس كان قد أبلغ أمس رئيس الوزراء نتنياهو بنيته التوجه الليلة لحضور سلسلة اجتماعات في واشنطن، دون إذن مسبق من نتنياهو.
وقالت: "ردا على ذلك، وبخه رئيس الوزراء نتنياهو بأن قال له: هناك رئيس وزراء واحد فقط في إسرائيل".
وأضاف: "وحتى تلك اللحظة، لم يكن نتنياهو على علم بنوايا غانتس التوجه إلى واشنطن، ولم يتم بين الاثنين تنسيق ما سينقله غانتس إلى الإدارة الأمريكية من رسائل".
وأشارت إلى أنه "من المتوقع أن يجتمع غانتس، يوم الإثنين، في واشنطن مع نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، ومع مستشار الأمن القومي جيك سوليفان".
وقالت: "ومن المتوقع أن يعقد الوزير غانتس اجتماعا مع أعضاء في الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي وكبار أعضاء لوبي "إيباك"".
وأضافت: "ومن المتوقع أن يعود غانتس إلى إسرائيل يوم الأربعاء، بعد زيارة سياسية أخرى لبريطانيا".
أهداف الزيارة
وبحسب الهيئة العامة للبث، فإن "من بين أهداف زيارة غانتس تعزيز التحالف الاستراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة، والحفاظ على شرعية العملية البرية الإسرائيلية المستمرة في غزة وتعزيز التسوية الأمنية مع لبنان. إضافة إلى ذلك، تعزيز الضغوط الأمريكية على الوسطاء في موضوع صفقة المختطفين، وفق المبادئ التي حددتها قمة باريس".
وتابعت: "سيتم خلال اللقاءات أيضا مناقشة مسألة التطبيع الذي سيكون جزءا من الخطة السياسية للقضاء على حكم حماس في قطاع غزة، بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يواصل غانتس مناقشة ضمان استمرار المساعدات الأمريكية وهو أمر حيوي لأمن إسرائيل".
ووصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية الزيارة بأنها "غير رسمية" مشيرة مع ذلك إلى أنه لا يستبعد أن ينضم الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى أحد اجتماعاته في البيت الأبيض.
وقالت: "مكتب رئيس الوزراء لا يقر بهذه الزيارة على أنها رسمية لأنه لم يصادق عليها رئيس الوزراء نتنياهو".
غير أن مكتب غانتس قال، في بيان: "أبلغ الوزير غانتس شخصيا رئيس الوزراء يوم الجمعة أنه يعتزم زيارة الولايات المتحدة، للتنسيق معه الرسائل لنقلها نيابة عن الحكومة".
إحباط أمريكي
وتأتي الزيارة وسط إحباط أمريكي من سلوك نتنياهو في الحرب وتقديرات أمريكية بأنه يتصرف وفقا لاعتبارات سياسية، وسط ضغوط من الوزراء اليمينيين المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريش.
وسبق للرئيس الأمريكي بايدن أن لمّح في أكثر من مناسبة بوجوب إخراج بن غفير وسموتريتش من الحكومة، ورد بن غفير وسموتريتش بمهاجمة الإدارة الأمريكية.
وكان استطلاع للرأي العام نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أشار إلى أنه لو جرت انتخابات اليوم فإن حزب "الوحدة الوطنية" سيحصل على 41 مقعدا بالكنيست مقارنة مع 12 مقعدا لديه بالكنيست حاليا.
أما حزب "الليكود" برئاسة نتنياهو فستنخفض مقاعده من 32 إلى 18 لو جرت الانتخابات اليوم، وطبقا للاستطلاع فإن 52% يفضلون غانتس في رئاسة الحكومة.
ويشير هذا الاستطلاع إلى أنه لو جرت انتخابات اليوم فإن غانتس سيرأس الحكومة المقبلة.
ويقول محللون إسرائيليون إن الولايات المتحدة الأمريكية تفضل غانتس في رئاسة الحكومة وتريد أن ترى نتنياهو خارجها.
وفي محاولة منه للحفاظ على حكومته فإن نتنياهو يسترضي بن غفير وسموتريتش وهو ما يغضب الولايات المتحدة الأمريكية.