تشكيل حكومة إسرائيل.. سيناريوهات ما بعد الخطوة الأخيرة

مهمة تشكيل الحكومة أحيلت للكنيست، و21 يوما تحسم المشهد السياسي المتأزم في إسرائيل.
3 جولات انتخابية خلال عام لم تكتب شهادة ولادة لحكومة الاحتلال الإسرائيلي؛ ما أدخل البلاد في مأزق سياسي رفع من منسوبه تفشي فيروس كورونا.
وأمام هذا المشهد، ألقى الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، بمهمة تشكيل الحكومة على الكنيست، بعد فشل زعيم "أزرق أبيض" الوسطي بيني جانتس في بلورتها.
وتُعَد هذه الخطوة الأخيرة قبل خيار التوجه إلى انتخابات جديدة؛ ما يعقد المشهد السياسي الإسرائيلي في ظل الانتشار الواسع لفيروس كورونا.
وأعلن الرئيس الإسرائيلي، في بيان، صباح اليوم، أنه أبلغ رئيس الكنيست بقراره نقل مهمة تشكيل الحكومة إليه.
وللمفارقة، فإن رئيس الكنيست هو جانتس نفسه، ولكن هذا لا يعني تكليفه شخصيا بتشكيل الحكومة.
وأوضح ريفلين أنه بموجب القانون فإن على الكنيست أن يختار من بين أعضائه من يشكل حكومة تحظى بثقة 61 عضوا في غضون 21 يوما من موعد نقل المهمة إليه.
وقال ريفلين: "لقد جرت 3 عمليات انتخابية على التوالي في غضون نحو عام واحد دون أن ينجح أي من الأعضاء المنتخبين بتشكيل حكومة قادرة على كسب ثقة الكنيست، وبصفتي رئيسا للدولة فإنني مطالب بموجب القانون بالعمل على تشكيل حكومة في إسرائيل في أسرع وقت ممكن".
ومع منتصف ليل الأربعاء-الخميس، انتهت المهلة التي منحها الرئيس الإسرائيلي لجانتس لتشكيل حكومة خلال 30 يوما من تسلمه كتاب التكليف.
ولم يتوجه جانتس بطلب إلى ريفلين لتمديد تكليفه كما فعل يوم الإثنين الماضي؛ الأمر الذي أبقى الرئيس أمام خيارين؛ إما أن يكلف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتشكيل الحكومة في غضون 28 يوما وإما أن يطلب من الكنيست تكليف أحد أعضائه بالمهمة.
4 سيناريوهات أحدها انتخابات رابعة
ويقول محللون إسرائيليون إن ثمة 4 سيناريوهات محتملة بعد إلقاء مهمة تشكيل الحكومة على الكنيست.
السيناريو الأول: أن ينجح نتنياهو في استمالة معارضين للانضمام إلى الكتلة اليمينية التي يقودها ليرفع عدد أعضائها إلى 61.
السيناريو الثاني: أن يجدد نتنياهو مفاوضاته مع جانتس لتشكيل حكومة.
السيناريو الثالث: أن ينجح جانتس بإعادة ترميم الكتلة الوسطية التي فككها بقراره التفاوض مع نتنياهو، ولكنه سيكون عندها بحاجة إلى دعم النواب العرب وهو خيار قال في السابق إنه لا يفضله.
ولكن في حال لم ينجح أي من الأعضاء بتشكيل حكومة فإن السيناريو الرابع سيكون الذهاب إلى انتخابات رابعة تجري في غضون 16 شهرا بعد جولات أبريل/نيسان، وسبتمبر/أيلول، ومارس/آذار.
غير أن انتشار فيروس كورونا سيحول دون إجراء انتخابات، ومن غير الواضح ما إذا كان القانون يسمح بتأجيل الأمر إلى بعد انتهاء الأزمة باعتبار أنه لا سابقة قانونية لمثل هذا التأجيل.
خلافات عاقت الاتفاق
وكانت مفاوضات قد عقدت، مساء الأربعاء، بين حزبي "الليكود" الذي يرأسه نتنياهو و"أزرق أبيض" الذي يرأسه جانتس في محاولة للتوصل إلى اتفاق.
لكن الإذاعة الإسرائيلية أشارت إلى أن خلافات برزت بين الجانبين حالت دون التوصل إلى اتفاق.
وتركزت الخلافات حول رفض "أزرق أبيض" محاولة "الليكود" تقويض صلاحيات المحكمة العليا وهي أعلى هيئة قضائية في إسرائيل.
وفي هذا الصدد، ذكرت الإذاعة أن "الليكود" طلب موافقة "أزرق أبيض" على حل الكنيست في حال قررت المحكمة العليا عدم إمكانية تشكيل نتنياهو للحكومة بعد توجيه لائحة اتهام ضده بتهم الرشوة والاحتيال وإساءة الثقة.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن جانتس قوله: "لقد أردت تشكيل حكومة طوارئ وطنية وليس تجاوز المحكمة العليا للحفاظ على الديمقراطية. لست على استعداد لتجاوز المحكمة العليا ولن أحرجها".
وثمة خلاف آخر بين الرجلين، تقول الإذاعة إنه يتركز حول تناوب نتنياهو وجانتس على رئاسة حكومة الطوارئ الوطنية.
وأوضحت هنا، أن جانتس يخشى من أن نتنياهو لن ينهي رئاسته للحكومة في الموعد، في ضوء أن القانون الإسرائيلي يلزمه بالاستقالة من منصبه إثر محاكمته بتهم الفساد.
ويلزم القانون الإسرائيلي المسؤول الذي يقع في منصب وزير أو نائب رئيس الوزراء بالاستقالة من منصبه في حال توجيه لائحة اتهام ضده، ولكن ليس في حال وجوده في موقع رئيس وزراء.
ولهذا، "يطالب جانتس بأن يتم إقرار مشروع قانون التناوب على رئاسة الوزراء قبل أداء اليمين القانونية، بحيث يؤدي هو ونتنياهو اليمين في الوقت نفسه، ليتولى منصب رئيس الوزراء تلقائيا بعد عام ونصف العام".
ويريد جانتس بذلك أن يلزم نتنياهو بالتنحي عن رئاسة الحكومة نهاية العام المقبل. وفق الإذاعة نفسها.
وعلى الرغم من فشل المفاوضات؛ فإن الإذاعة الإسرائيلية أشارت إلى استمرار المفاوضات بين "الليكود" و"أزرق أبيض" حتى بعد انتهاء مهلة جانتس، لكن دون مشاركته ونتنياهو.
يذكر أن مشكلة تشكيل الحكومة ما زالت مستعصية منذ شهر أبريل/نيسان من العام الماضي.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTI2IA== جزيرة ام اند امز