هل يصمد لقاء الخميس؟ «حماس» تطلب خطة تفصيلية ونتنياهو لا يثق بمفاوضيه
رغم الترحيب العربي والدولي بالدعوة لمفاوضات الخميس لوقف إطلاق النار في غزة فإن هناك تشاؤما في إسرائيل وحركة حماس.
ودعا قادة الولايات المتحدة الأمريكية ومصر وقطر إلى مفاوضات تبدأ الخميس من أجل جسر هوة الخلافات التي ما زالت قائمة بين إسرائيل وحماس.
ولكن قبل أيام من اللقاء كانت مؤشرات التشاؤم من الطرفين واضحة.
موقف حماس
وقالت حماس في بيان تلقته "العين الإخبارية": "من منطلق الحرص والمسؤولية تجاه شعبنا ومصالحه، فإن الحركة تطالب الوسطاء بتقديم خطة لتنفيذ ما قاموا بعرضه على الحركة ووافقت عليه بتاريخ 2/7/2024، استنادا لرؤية (الرئيس الأمريكي جو) بايدن وقرار مجلس الأمن، وإلزام الاحتلال بذلك، بدلاً من الذهاب إلى مزيد من جولات المفاوضات أو مقترحات جديدة توفر الغطاء لعدوان الاحتلال، وتمنحه مزيداً من الوقت لإدامة حرب الإبادة الجماعية بحق شعبنا".
ولفتت إلى أنه "حتى بعد إعلان البيان الثلاثي، أقدم العدو على جريمة نكراء، وارتكب مجزرة بحق النازحين في مدرسة التابعين في حي الدرج بغزة وهم يؤدون صلاة الفجر يوم السبت (..)، ما أدى إلى استشهاد أكثر من مائة من المدنيين وجرح ما يزيد على 250 منهم".
وقالت الحركة: "منذ بداية العدوان حرصت (..) حماس على إنجاح جهود الأشقاء الوسطاء في مصر وقطر، للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار وإنهاء حرب الإبادة الجماعية على شعبنا، وأكدت دعمها لأي جهد يحقق وقف العدوان".
وأضافت: "رغم أننا والأشقاء الوسطاء في مصر وقطر ندرك حقيقة نوايا ومواقف الاحتلال ورئيس حكومته، إلا أن الحركة تجاوبت مع الاتفاق الأخير (..)، والذي واجهه العدو بشروط جديدة لم تكن مطروحة طوال عملية التفاوض، وذهب للتصعيد في عدوانه على شعبنا وارتكاب المزيد من المجازر، وصولاً لاغتيال رئيس الحركة".
ماذا بالنسبة لإسرائيل؟
ورغم إعلان إسرائيل إرسال وفدها إلى المفاوضات يوم الخميس فقد كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية النقاب إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لم يترأس أي جلسة لبحث الأمر.
وقالت القناة الإخبارية 13 الإسرائيلية: "قبيل مغادرة الوفد الإسرائيلي لحضور قمة أخرى ستعقد في قطر خلال الأيام المقبلة، في محاولة لبدء صفقة رهائن جديدة، أعرب مسؤولون أمنيون عن تشاؤمهم بشأن فرص التوصل إلى اتفاق مع حماس، ولكنه حذر من أن هذه هي الفرصة الأخيرة لإعادة الرهائن أحياء".
وأضافت: "في غضون ذلك، يعبر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في محادثات داخلية عن عدم الثقة في فريق التفاوض الإسرائيلي في حين يدعي أعضاء الفريق أنه، خلافا لإعلان مكتب رئيس الوزراء، لم يتم منحهم تفويضا لمواصلة المحادثات".
وأكد مسؤول أمني إسرائيلي كبير على "أهمية القمة المقبلة، ووصفها بأنها نقطة زمنية مصيرية".
وأوضح المسؤول أن "هذه هي الفرصة الأخيرة للتوصل إلى اتفاق وإعادة المختطفين أحياء. نافذة الفرصة حاسمة للإفراج عن المختطفين. الوسطاء يفقدون الاهتمام والولايات المتحدة تدخل الانتخابات".
واستدركت القناة الإسرائيلية: "رغم إلحاح وضغوط واشنطن والقاهرة والدوحة، فإن نتنياهو لا يعرب عن ثقته في الفريق الذي من المفترض أن يمثله وحكومته في القمة المقبلة في قطر.
وقال نتنياهو مؤخرا في محادثات داخلية: "ليس لدي أي ثقة في قدرة فريق التفاوض على التوصل إلى اتفاق جيد".
وبحسب القناة الإسرائيلية فإنه "في هذه المرحلة، لا تزال هناك العديد من القضايا مفتوحة في الطريق إلى الصفقة، ولم تتوصل إسرائيل وحماس إلى اتفاقات بشأن القضايا الأساسية، بما في ذلك عودة سكان غزة إلى شمال القطاع، والسيطرة على محور فيلادلفيا ومعبر رفح، فضلا عن عدد المختطفين المقرر إطلاق سراحهم وهوية السجناء الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم كجزء من الصفقة".
وأشارت إلى أنه "على خلفية التوترات مع أعضاء الفريق المفاوض والقضايا الحساسة التي لا تزال مفتوحة، ذكر مكتب رئيس الوزراء: "لقد تم بالفعل منح تفويض الوفد الإسرائيلي إلى المفاوضات، كتابيًا أيضًا. على أي حال، سيجتمع رئيس الوزراء نتنياهو مع فريق التفاوض قبل أن يغادر الوفد لإجراء المحادثات".
وقالت القناة الإسرائيلية: "يطلب أعضاء الفريق المفاوض من جانبهم البقاء لفترة أطول في العاصمة القطرية، وعدم العودة إلى إسرائيل "حتى يتصاعد دخان أبيض". ويظل عنق الزجاجة في المحادثات هو صعوبات التواصل مع زعيم حماس يحيى السنوار. ويستغرق جواب السنوار وقتا طويلا ليصل، وليس من الواضح مدى وعيه بما يجري".
ومن جهتها قالت هيئة البث الإسرائيلية، مساء الأحد: "قدمت إسرائيل وحماس عددا من المطالب من خلال وسطاء، تم تعريف بعضها على أنه (جديد)، ومن بين أمور أخرى، تطالب إسرائيل بقائمة مسبقة بأسماء 33 مختطفا حيا من المفترض أن يتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى".
وأضافت: "هذا تغيير في موقف إسرائيل، التي سعت في السابق إلى إطلاق سراح المختطفين أحياء وأمواتا في المرحلة الأولى من الصفقة".
وتابعت: "وتطالب إسرائيل أيضا باستخدام حق النقض ضد بعض السجناء الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، من ناحية أخرى، تطالب حماس باختيار أسماء الأسرى دون فيتو، وإلغاء جميع أشكال الإشراف على سكان غزة الذين من المفترض أن يعودوا إلى شمال القطاع خلال الصفقة بشكل كامل".
وكشفت النقاب عن أن "وفدا إسرائيليا سافر في الأيام الأخيرة إلى الخارج والتقى سرا مع الوسطاء من أجل نقل نفس المطالب والمسودات".
وقالت: "تقول مصادر مطلعة على التفاصيل إنه تم إحراز تقدم في النزاع حول طريق فيلادلفيا (الحدود بين غزة ومصر) ومعبر رفح".
واستدركت: "ومع ذلك، لم يتحقق حتى الآن تقدم كبير بشأن القضايا الأخرى المتنازع عليها".
وأضافت: "نقل الوسطاء، مصر وقطر، رسالة إلى المسؤولين الإسرائيليين في الأيام الأخيرة مفادها أن زعيم حماس يحيى السنوار يريد اتفاقا لوقف إطلاق النار".