إسرائيل في أفريقيا.. تصويت القدس يدق ناقوس الخطر
3 جولات لنتنياهو في عام ونصف تساوي 10 أصوات ضد العرب
إسرائيل أدركت مبكرا أهمية الصوت الأفريقي في المحافل والمنظمات الدولية.
كشفت جلسة التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة على القرار العربي الذي يدعو واشنطن إلى سحب قرارها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، عن مدى النفوذ الذى باتت تتمتع به إسرائيل في القارة الأفريقية.
وصوتت 10دول أفريقية خلال جلسة، مساء أمس الخميس، إما ضد القرار أو امتنعت عن التصويت عليه من الأساس، وهى دول: توجو، بنين، الكاميرون، جمهورية أفريقيا الوسطى، غينيا الاستوائية، ليسوتو، مالاوي، رواندا، جنوب السودان، أوغندا.
ومن بين الدول العشر كانت 3 دول منها (أوغندا ورواندا وجنوب السودان) ضمن محطات الزيارة الأغلى لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في يوليو/ تموز من العام الماضي، والتى شملت "عملياً" لقاءات ومباحثات ومشاورات ما بين نتنياهو ورؤساء 7 دول بالقارة، ناقشت تعزيز العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية ما بين الجانبين.
وفي تعليقها على الزيارة وقتها، نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن بوعاز بيسموت سفير تل أبيب السابق في نواكشوط إن الزيارة تعبر عن وصول العلاقات الإسرائيلية الأفريقية لمرحلة من "الازدهار غير المسبوق".
وأضاف بيسموت أن الزيارة تكتسب أهميتها من كون القارة الأفريقية تضم 54 دولة، وهي تمثل "ربع مقاعد الجمعية العامة في الأمم المتحدة"، مشيرا إلى أن العلاقات مع أفريقيا ستمثل دعماً مهماً لإسرائيل في المؤسسات الدولية وتمنحها غطاءً أمنياً واستراتيجياً.
وفي يونيو/ حزيران من العام الجاري ٢٠١٧، جاءت الزيارة الثانية لنتنياهو إلى أفريقيا، وخاصة إلى ليبيريا من أجل حضور قمة المنظمة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس"، وهي المرة الأولى التي توجه فيها دعوة لزعيم من خارج أفريقيا للتحدث أمام القمة.
وفي إطار الحرص على توطيد العلاقات مع دول القارة، قام نتنياهو بزيارته الثالثة لأفريقيا في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وذلك على هامش المشاركة في مراسم أداء الرئيس الكيني أوهورو كينياتا اليمين الدستورية بعد فوزه بولاية ثانية.
واجتمع نتنياهو مجدداً مع رؤساء أوغندا ورواندا، إلى جانب (توجو، تنزانيا، زامبيا، بوتسوانا، ناميبيا، رئيس حكومة إثيوبيا، نائب رئيس نيجيريا، وقادة آخرين)، من أجل تعزيز العلاقات بين البلدين .
وأعلن نتنياهو على هامش الزيارة عن افتتاح سفارة إسرائيلية جديدة في كيجالي عاصمة رواندا "كجزء من توسيع التواجد الإسرائيلي في أفريقيا وتعميق التعاون الإسرائيلي الأفريقي"، بحسب بيان صادر عن مكتبه.
وقد أدركت إسرائيل مبكراً أهمية الصوت الأفريقي في المحافل والمنظمات الدولية، حيث قال ديفد بن جوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل في إحدى خطبه بالكنيست عام 1960، إن "الدول الأفريقية ليست قوية ولكن صوتها مسموع في العالم".
وأضاف أن "أصواتها في المنظمات الدولية تساوي في قيمتها أصوات الدول الكبرى، والصداقة الإسرائيلية الأفريقية تهدف في حدها الأدنى إلى تحييد أفريقيا في الصراع العربي الإسرائيلي، وفي أحسن حالاتها إلى ضمان مساندة أفريقيا للموقف الإسرائيلي".
وتسعى إسرائيل منذ سنوات للحصول على صفة "عضو مراقب" في الاتحاد الأفريقي، أي أن يكون لها صفة حضور الاجتماعات دون التصويت، إلا أن مصر إلى جانب الدول العربية ما زالت تقف ضد مثل هذه الخطوة.
وكانت إسرائيل "عضوا مراقبا" في منظمة الوحدة الأفريقية، وظلت تحافظ على هذا الوضع حتى عام 2002 حينما جرى حل المنظمة واستُبدل بها الاتحاد الأفريقي.
ورغم إقرار القرار العربي بالإجماع في الجمعية العامة، إلا أن هذا لا ينفي ضرورة الانتباه مجدداً إلى التغلغل الإسرائيلي في أفريقيا، الذي أصبح يمثل تهديداً واضحاً وصريحاً للأمن القومي العربي.
aXA6IDMuMTQ1LjcuMTg3IA== جزيرة ام اند امز