«نارنيا» العقول.. عندما حوّلت إسرائيل علماء النووي الإيراني لأهداف

بعيدا عن المفاعلات، وجدت إسرائيل أن الطريق إلى تعطيل النووي الإيراني يمر عبر استهداف من يفكر فيه.
فعندما بدأت هجمات إسرائيل على إيران، يوم 13 يونيو/حزيران، حطّمت انفجارات منازل بعض كبار العلماء، مما أسفر عن مقتل 9 عملوا لعقود في البرنامج النووي الإيراني، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها، إن "الهجمات كانت شبه متزامنة لمنع العلماء من الاختباء".
وبعد 11 يوما، وقبل ساعات من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، أدى هجوم في شمال إيران إلى مقتل عالم آخر، هو سيد صديقي صابر الذي فرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات قبل أسابيع فقط من مقتله على خلفية عمله المتعلق بالأسلحة النووية.
واعتُبر الهجوم على العلماء خياليا حتى من قبل مخططيه الذين أطلقوا على العملية اسم "عملية نارنيا"، تيمنا بسلسلة روايات خيالية.
كما كان اغتيال العلماء تتويجا لـ15 عاما من الجهود الإسرائيلية للقضاء على أحد أهم أصول إيران وهو كبار علمائها الذين عملوا فيما يقول الغرب إنه "برنامج سري متعلق بالأسلحة النووية".
وفي الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة وإسرائيل تقييم مدى الضرر الذي ألحقته ضرباتهما على المواقع النووية الرئيسية في إيران، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن عمليات الاغتيال أخّرت البرنامج النووي الإيراني سنوات.
ما تأثير عمليات الاغتيال؟
ورأى مسؤولون وخبراء سابقون، أن الهجمات ضد العلماء "وجهت ضربة قوية لقدرة إيران على الحصول على قنبلة نووية خاصة، وإن معظم القتلى، الذين بلغ عددهم 11 شخصا على الأقل عند دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، لديهم خبرة عملية في اختبار وبناء مكونات الرؤوس الحربية، مثل أنظمة التفجير، والمتفجرات شديدة الانفجار".
وفي هذا الصدد، قال إريك بروير، مدير الأمن القومي الأمريكي لمكافحة الانتشار النووي للصحيفة "إذا كنت في خضم محاولة صنع قنبلة نووية، أو إذا كنت ترى ذلك خيارًا محتملًا على المدى القريب، فسيكون لفقدان هذه الخبرات تأثير أكبر".
وكانت الغارات الجوية الإسرائيلية القاتلة هي الأولى التي تستهدف علماء نوويين إيرانيين منذ اغتيال محسن فخري زادة عام 2020 بسلاح تم التحكم فيه عن بعد.
وحتى الآن لم تنكر إسرائيل أو تؤكد دورها في مقتل 5 علماء إيرانيين بين عامي 2010 و2020.
من جهتها، رأت أندريا ستريكر، الباحثة في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، في واشنطن، أن عمليات الاغتيال قضت على "ثقة العلماء النوويين" ووجهت "ضربة لقدرة إيران على الاستعانة بأشخاص لديهم خبرة سابقة، وربما مستمرة، في تصنيع مكونات محددة للأسلحة النووية".
في المقابل، يعتقد آخرون أن إيران "طورت نظامًا للحفاظ على خبرتها في مجال الأسلحة النووية مما سمح لبرنامجها النووي بالتقدم حتى في ظل مقتل كبار علمائها".
ولطالما أكدت إيران على سلمية برنامجها النووي. وقالت إن تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% لا يتعارض مع معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية،
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjAzIA== جزيرة ام اند امز