خطة أم ضعف وسائل.. لماذا تأخرت إسرائيل في كشف أسرار إيران النووية؟
منذ أن كشفت إسرائيل عن غارتها الاستخباراتية على كنز أسرار إيران النووي في 2018، توالى الإعلان عن المزيد من الأسرار كل عام.
وأمام هذه الحقيقة تساءلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن سر توقيت تسريب جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) الأسرار الإيرانية، هل كان الأمر خطة مدبرة أم مجرد ضعف في الوسائل؟
وقالت: "هذا هو أحد الأسئلة الرئيسية حول سبب كشف الموساد الآن فقط عن الأسرار النووية الإيرانية الجديدة التي جاءت من غارة وكالة التجسس على الأرشيفات النووية لإيران في يناير/كانون الثاني 2018".
وأضافت: "إذا كان لدى الموساد دليل صارخ على قيام طهران باختراق الاتصالات الداخلية للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فلماذا لم يكشف عن تلك الوثائق في ذلك الوقت؟".
وتابعت: "علاوة على ذلك، إذا كان لدى الموساد أدلة كثيرة على المناقشات الداخلية الإيرانية حول كيفية خداع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فلماذا لم يتم الكشف عن كل ذلك في وقت سابق؟".
واعتبرت الصحيفة أن "النظريتين الرئيسيتين هما التوقيت والديناميكيات مقابل عدم معرفة الوكالة حرفيًا لما كانت تمتلكه في ذلك الوقت، مع صعوبة ابتلاع النظرية الثانية".
وقالت: "فيما يتعلق بالتوقيت والديناميكيات، فقد ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست بالفعل القصة الداخلية لكيفية قضاء مسؤول الدبلوماسية العامة آنذاك ياردن فاتيكاي في مكتب رئيس الوزراء، جنبًا إلى جنب مع الموساد ومسؤولي المخابرات العسكرية الإسرائيلية، شهرين في فحص المواد التي تم أخذها من المحفوظات لتقرير ما سيتم الكشف عنه لعامة الناس".
وأضافت: "كانت هذه عملية مراجعة أكثر شمولاً فيما يتعلق بما يجب أن يركز عليه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مؤتمره الصحفي التاريخي في 30 أبريل/نيسان 2018".
وتابعت: "وقال فاتيكاي إن هناك نقاشات داخلية بين مسؤولي العلاقات العامة والموساد حول المعلومات الاستخباراتية التي يمكن الكشف عنها وما يجب أن يظل سرا".
ولفتت إلى أنه "على الرغم من أن المناقشات يمكن أن تكون معقدة، إلا أن فاتيكاي قال إن المتخصصين في الاستخبارات غالبًا ما يرغبون في الكشف عن القليل، وتقديم ما يتم الكشف عنه بمزيد من التفاصيل الدقيقة، في حين أن المسؤولين السياسيين يميلون إلى الكشف عن المزيد مع رسالة أبسط للجمهور لفهمها واستيعابها بسرعة".
وقالت: "على الرغم من فحص كمية هائلة من المواد، ورفع السرية عنها والكشف عنها في أبريل/نيسان 2018، استمر الموساد وإسرائيل في الكشف عن المعلومات على أساس متجدد لمدة عام ونصف آخر على الأقل".
وأضافت: "في الواقع، ألقى نتنياهو خطابين إضافيين للكشف عن المعلومات في تواريخ لاحقة بكثير، وكلها تتعلق بالغارة على الأرشيف: في سبتمبر/أيلول 2018، كشف نتنياهو عن مواد نووية غير مشروعة عثر عليها الموساد في منشأة توركوزاباد النووية الإيرانية؛ وفي سبتمبر/أيلول 2019، كشف نتنياهو عن انتهاكات نووية لخطة العمل الشاملة المشتركة تحدث في منشأة أباديه-مريوان النووية".
وتابعت الصحيفة "على الرغم من أنه تم الكشف عنهما على مدار فترة طويلة، إلا أن هذين الكشفين اللاحقين كانا معروفين في أوائل عام 2018، ولكن تم تأجيلهما عمداً لقيمة دعائية لاحقة".
وأشارت إلى أنه "حتى يومنا هذا، تقاتل الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع إيران حول حل ثلاثة أو أربعة انتهاكات نووية محتملة اكتشفتها بناءً على البيانات التي قدمها الموساد في الأصل".
وقالت: "يمكن للمرء أن يقول إن التوقيت الآن مثالي لإحراج إيران أمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية والولايات المتحدة والغرب من حيث الاحتكاك بشأن مفاوضات الاتفاق النووي".
وأضافت: "ومع ذلك، كانت هناك العديد من اللحظات الحاسمة الأخرى التي تعود إلى استئناف المفاوضات النووية في أبريل/نيسان 2021".
وتابعت: "لذا، في حين أن هذا هو الوقت المناسب بالتأكيد لإحراج إيران بهذه الوثائق الجديدة، لا يبدو أن هذا هو الجواب الكامل. بدلاً من ذلك لم تكن المعلومات التي تم الإفصاح عنها للتو حول إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية معروفة للمسؤولين الإسرائيليين في عام 2018 عندما كانوا يفحصون ما يجب الكشف عنه للجمهور".
وأشارت إلى أنه "في الواقع، كان حجم البيانات التي استولى عليها الموساد من إيران واسعًا للغاية - وباللغة الفارسية - لدرجة أن إسرائيل لم تحصل ببساطة على ترجمة أحدث الوثائق التي تم الكشف عنها حتى تاريخ لاحق".
وقالت: "نتيجة لذلك، قد لا يكون هذا آخر ما نسمعه عن بيانات غارة الأرشيف النووي لعام 2018".
وأضافت: "ربما لم تكتف وكالة التجسس بالتعرف على هذه الوثائق بالأمس أو الأسبوع الماضي، ولكن في بعض الأحيان يمكن أن يتأخر حتى أكثر العملاء السريين أسطورية في العالم بسبب تحديات عادية مثل الترجمة والتنقيب في البيانات".