بالصور.. أروع مثال للوطنية.. والدة شهيد فلسطيني تتقدم موكب تشييع جثمانه
الحاجة نجمة حمدونة ضربت أروع الأمثلة الوطنية حين تقدمت موكب تشييع نجلها الأسير الشهيد ياسر حمدونة بعد موته بسبب الإهمال الطبي داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي
ضربت الحاجة "نجمة حمدونة" أروع الأمثلة الوطنية عندما تقدمت موكب تشييع نجلها الأسير الشهيد ياسر حمدونة (40 عامًا)، والذي استشهد بسبب الإهمال الطبي داخل السجون الإسرائيلية بعدما أصيب بجلطة دماغية حادة.
وتقدمت والدة الشهيد الموكب الجنائزي الرسمي والشعبي المهيب الذي شارك فيه، الثلاثاء، أهالي محافظة جنين، شمال الضفة الغربية، وممثلو القوى والمؤسسات والفعاليات الوطنية والإسلامية، إلى جانب آلاف من المواطنين الفلسطينيين.
وظهرت "الحاجة نجمة" وسط رجال الأمن الفلسطيني وهي تحمل جثمان نجلها على الأكتاف، وسط هتافات غاضبة من قبل الفلسطينيين الذين حولوا موكب التشييع لمسيرة وطنية غاضبة ضد الاحتلال، في الوقت الذي أطلقت فيه قوات الأمن الفلسطيني (21) طلقة إجلالًا لروح الشهيد حمدونة.
وردد المشاركون في موكب التشييع الذي انطلق من المستشفى الحكومي بجنين صوب مسقط رأسه في منطقة يعبد، هتافات تطالب بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، ومنددين بسياسات إدارة السجون الإسرائيلية، كما رفعوا صورًا للشهيد حمدونة والأعلام الفلسطينية.
وكان الشهيد ياسر حمدونة قد أمضى 14 عامًا في سجون الاحتلال الذي كان يقضي فيها حكمًا بالمؤبد في سجن " رامون"، لكنه فارق الحياة شهيدًا نتيجة الإهمال الطبي من قبل سلطات السجون.
واستقبلت "الحاجة نجمة" جثمان نجلها ياسر، حيث احتضنته وهو مسجى على الأرض، بعدما حرمها الاحتلال من ذلك منذ 14 عامًا، حيث كان يقبع الشهيد في زنازين الاحتلال، قبل أن تلقي نظرة الوداع عليه، ومن ثم تم نقله لمسجد البلدة للصلاة عليه قبل أن يوارى الثرى في مقبرتها.
(الجنازة تحولت إلى مظاهرة غاضبة ضد الاحتلال)
وبدت "الحاجة نجمة" أكثر تماسكًا أثناء موكب التشييع، وهي تحمل الجثمان، على الرغم من نقلها للمستشفى 3 مرات بعد إصابتها بغيبوبة إثر تلقيها نبأ استشهاد نجلها.
(الحاجة نجمة حمدون تحتضن جثمان نجلها الأسير)
وكانت والدة الشهيد قد ناشدت قبل عامين بالضغط على إسرائيل لتوفير العلاج اللازم لابنها، الذي يعاني من أوضاع صحية متدهورة، حيث كان يتم نقله لعيادة السجن دون تقديم أي علاجات له.
بدوره، ندد الدكتور فهد أبو الحاج، مدير مركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة، بجريمة اغتيال الأسرى الفلسطينيين، موضحًا أن الشهيد حمدونة عانى من عدة أمراض منذ اعتقاله، في الوقت الذي رفضت فيه سلطات السجون الافراج عنه نظرًا لوضعه الصحي.
وأضاف في تصريحات لـبوابة "العين" الإخبارية، أن والدة الشهيد ياسر أثبتت أن تضحيات المرأة الفلسطينية لا حدود لها، مؤكدًا أن مشاركتها في موكب التشييع بهذه الصورة يدلل على ذلك.
جدير بالذكر أن عدد الشهداء من الأسرى الفلسطينيين ارتفع إلى 208 شهيدًا، بالإضافة إلى 8 آخرين، استشهدوا بعد الإفراج عنهم وعقب معاناتهم من الإهمال الطبي داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.