عزلة إسرائيل «الضيف الوحيد» في مهرجان «كتاب القدس»
صاغت حرب غزة التفاعلات الدولية ووصلت إلى قاعات الجامعات، ومراكز التصويت في الانتخابات، حتى تردد صداها في الفعاليات الأدبية داخل إسرائيل وخارجها.
إذ أجبرت الحرب المستمرة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وسط غضب دولي كبير من حصيلة الضحايا المدنيين، المهرجان الدولي للكتاب في القدس، على تغيير جلده.
وجرت فعاليات المؤتمر في أواخر مايو/أيار الماضي، بتعديل كبير في هويته التعريفية، وإن حاول القائمون على التنظيم التقليل من التغيير، ووصفوه بـ"اللمسة السحرية"، وفق ما ذكرته شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، اليوم الخميس.
"اللمسة السحرية" تمثلت في قيام المنظمين بـ"إسقاط" كلمة "الدولي" من اسم المهرجان في دورة مايو/أيار الماضي، على الرغم من أنه حافظ على صبغته الدولية منذ انطلاقه عام 2008، وفقا لشبكة "سي إن إن".
ماذا حدث؟
القصة بدأت عندما فكرت المديرة الفنية للمهرجان جوليا فيرمينتو تزايسلر، كاتبة إسرائيلية، في جدوى تنظيم مهرجان الكتاب خلال العام الجاري، في ضوء الحرب الجارية في غزة.
ويرجع التردد في إقامة المعرض إلى اضطراب الأحداث داخل المجتمع الإسرائيلي منذ هجوم حركة حماس، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
لكن تزايسلر حسمت الأمر لصالح تنظيم المهرجان. وفي مرحلة الاستعداد طرأت مشكلة كبيرة، إذ إن عددا قليلا من الكتاب من الخارج، أبدوا استعدادا للقدوم إلى المهرجان الإسرائيلي في ظل الحرب.
وعلى سبيل المثال، أفاد منظمو المهرجان، لـ"سي إن إن"، بأن العديد من الكتاب الأمريكيين من "القائمة الأولى" الذين وافقوا أصلاً على الحضور تراجعوا بعد ذلك.
والأسباب تراوحت بين القلق على السلامة الشخصية أو الخوف من الضغوط التي قد يتعرضون لها إذا ما تصدروا مهرجانا إسرائيليا، وفق المصادر ذاتها.
"المقاطعة الأدبية"
ومهرجان القدس ليس الحالة الوحيدة لتأثير "المقاطعة الدولية" لإسرائيل، إذ توجد أمثلة عدة على تداعيات الحرب على الأوساط الأدبية عالميا.
واهتز مهرجان "هاي" للأدب والفنون، الذي يقام سنويا في مدينة "هاي أون واي" في ويلز، بسبب قيام عدد كبير من الفنانين بإلغاء خططهم للمشاركة، إثر تصدر شركة إدارة استثمار تتعامل مع إسرائيل رعاية المهرجان.
ورضخ المهرجان في النهاية، وأعلن أنه سيقطع علاقاته مؤقتا مع الشركة التي تولت رعايته منذ عام 2016.
كما قررت منظمة "القلم الأمريكي" إلغاء مهرجان توزيع جوائزها السنوي بعد انسحاب عدد من المؤلفين، والسبب أيضا كان حملة المقاطعة والشكاوى من أن منظمي المهرجان لم يوجهوا انتقادات كافية لإسرائيل على خلفية الحرب في غزة.