نقابة الصحفيين الفلسطينيين قالت إنها ترى في هذه الجريمة دليلا فاضحا على تعمد قوات الاحتلال إطلاق النار لأجل التسلية والتفاخر
كان من الممكن أن تنتهي عملية إطلاق نار على فلسطيني أعزل كعشرات من الحوادث الأخرى المشابهة، ولكن إرسال ضابطة من شرطة حرس الحدود الإسرائيلي شريط فيديو عن الحادثة أبرز الجريمة، ونالت الجانية كالعادة عقوبة مخففة.
ويعود تاريخ الحادثة إلى ما قبل عام ونصف العام حينما أوقف عناصر من شرطة حرس الحدود فلسطينيا أعزل كان يحاول الوصول إلى القدس.
الفلسطيني، الذي لم تتضح هويته، تم إيقافه من قبل 5 من عناصر شرطة حرس الحدود، بينهم ضابطة، قبل إطلاق النار عليه.
واستنادا إلى شريط الفيديو الذي بلغت مدته 24 ثانية فقط يسمع صوت الضابطة وهي تقول للفلسطيني "توقف" ثم يوجه عناصر شرطة حرس الحدود أسلحتهم الرشاشة تجاه الفلسطيني.
ثم يسمع عناصر شرطة حرس الحدود وهم يقولون للفلسطيني الذي يسير عائدا إلى الجهة التي قدم منها بأن ينزل يديه التي رفعهما وهو يهم بالمغادرة.
ولكن الضابطة، وبعد أن ابتعد الفلسطيني، تطلق النار على رجله ما أدى إلى سقوطه على الأرض وهو يتألم إثر إصابته.
وفي 28 من شهر أغسطس/آب الماضي تم اعتقال الضابطة بعد أن كشف عن الشريط الذي أرسلته الضابطة إلى صديق لها لتسأله عن رأيه في مدى دقة إصابتها.
الشريط نشرته للمرة الأولى في الساعات الماضية القناة الإسرائيلية (13) أما صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية فقالت إن الضابطة قالت لقاضي المحكمة إنها أطلقت النار على الفلسطيني "كشكل من أشكال الترفيه".
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنه تم اعتقال 4 عناصر شرطة آخرين على ذمة الجريمة ولكن تم الإفراج عنهم لاحقا، أما الضابطة فقد تم تسريحها من شرطة حرس الحدود حيث انضمت إلى الجيش الإسرائيلي من أجل إتمام خدمتها العسكرية بانتظار إمكانية توجيه لائحة اتهام ضدها.
واكتفت شرطة حرس الحدود بالإشارة إلى أنها "تنظر بخطورة بالغة إلى الحادثة التي أطلقت فيها الضابطة رصاصة إسفنجية على الفلسطيني"، فيما طالبت نقابة الصحفيين الفلسطينيين بالتحقيق الجدي في الحادث الخطير.
وقالت نقابة الصحفيين الفلسطينيين في تصريح أرسلته لـ"العين الإخبارية": "تابعت نقابة الصحفيين مقطع الفيديو الذي انتشر على صفحات الفيسبوك، والذي يظهر قيام جنود من جيش الاحتلال بإطلاق النار على شاب بدون أي ذنب سوى أنه كان يرغب بالمرور، واستجاب لطلب جنود الاحتلال بالعودة بعدم المرور، غير أنهم أطلقوا النار عليه من الخلف".
وأوضحت أن المعلومات الأولية تشير إلى أن مقطع الفيديو هذا التقط قبل حوالي عام ونصف، عند منطقة الزعيم في الحاجز المؤدي إلى مدينة القدس، غير أنه نشر اليوم الأحد بعد أن قامت صديقة الجندي الذي التقط الصورة بنشر المقطع بعد أن كان متداولا فقط بينها وبينه".
وتابعت النقابة: "من منطلق دور نقابة الصحفيين الفلسطينيين الوطني والمهني، ترى في هذا المقطع دليلا فاضحا لقوات الاحتلال على تعمدها إطلاق النار على كل ما هو فلسطيني، تارة لأجل التسلية وتارة للتفاخر، والأهم أنه يتم إطلاق النار على الفلسطيني تحت تبريرات أمنية يصدقها الجميع ولا يعرف حقيقتها إلا القاتل والشهيد".
وطالبت نقابة الصحفيين الفلسطينيين مؤسسات المجتمع الدولي الحقوقية والإنسانية التحقيق في هذا المقطع.
كما طالبت السلطة الوطنية الفلسطينية عبر مؤسساتها وطرقها الرسمية وغير الرسمية متابعة هذا المقطع، وعدم المرور عنه مرور الكرام لأنه يؤكد ويدفع إلى أهمية فتح ملفات جرائم مماثلة نفذتها قوات الاحتلال مع كثير من الشهداء الذين قتلتهم عند الحواجز وفي الطرقات، تحت ذرائع محاولات الطعن أو الدهس.
aXA6IDMuMTQ2LjE3OC44MSA= جزيرة ام اند امز