إسرائيل بعد عام من اتفاق إبراهيم: منعت الضم وفتحت آفاق السلام
بمرور عام على إعلان السلام بين الإمارات وإسرائيل، ترى الأخيرة في معاهدة إبراهيم نافذة لاتفاقيات مع دول عربية وإسلامية أخرى.
وكما كان الحال مع الحكومة الإسرائيلية السابقة بقيادة بنيامين نتنياهو، فإن أركان الحكومة الحالية يتطلعون إلى استمرار زخم هذه الاتفاقيات التي شملت حتى الآن أيضا البحرين والسودان والمغرب.
ويستذكر إسرائيليون أن الاتفاق منع ضم تل أبيب لنحو 30% من مساحة الضفة الغربية وهو ما كان من شأنه منع أية إمكانية لإقامة دولة فلسطينية مستقبلا. وهو ما رصدته "العين الإخبارية" في وسائل الإعلام العبرية.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس: "لقد أدت اتفاقيات إبراهيم إلى فصل جديد في علاقات إسرائيل مع دول منطقتنا".
وفي حديث له مع صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أضاف جانتس "إنها بداية حقبة سلام، ليس فقط في شكل تحالفات استراتيجية بين الدول، ولكن، بالأحرى، سلام بين الأمم، سلام على مستوى الشعوب".
وأوضح أنه "على الصعيد الأمني، يتم تشكيل تحالف من دول معتدلة- دول تريد أن ترى هذه المنطقة تتطور وتزدهر، ويمكنها أن تبني جبهة موحدة في مواجهة اللاعبين العدوانيين والمتطرفين في المنطقة".
ولفت جانتس إلى أن "اتفاقات إبراهيم فتحت أيضا نافذة فرصة لدفع خطوات سياسية تجاه الفلسطينيين"، مؤكدا أن "مثل هذه الخطوات ضرورية لاستمرارية دولة إسرائيل كدولة آمنة ويهودية وديمقراطية ".
وفي نظرة استشرافية، قال وزير الدفاع الإسرائيلي: "خلال السنوات المقبلة سنعمل على تعزيز العلاقات مع جيراننا الفلسطينيين، وتعميق العلاقات مع مصر والأردن، ومواصلة تطوير تحالفاتنا الجديدة، ومواصلة توسيع الاتفاقات".
مستدركا " لا نتردد أبدا في الدفاع عن أنفسنا بينما لا نتوقف أبدًا عن البحث عن آفاق جديدة من أجل السلام ".
ومن جهته، قال موقع (واللا) الإخباري الإسرائيلي: "كانت الاتفاقيات الإبراهيمية أكبر اختراق في عملية السلام في الشرق الأوسط خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية، لقد منعت مبادرة الضم المدمرة واستبدلت بها في خطوة ساهمت في الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة".
مضيفا "لم تكن الاتفاقات الإبراهيمية لتحدث لولا التفكير الإبداعي والشجاع لسفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة بدعم من ولي عهد أبوظبي (نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية) الشيخ محمد بن زايد (آل نهيان) وبقية قيادة الإمارات".
وتابع: "يستحق (الرئيس الأمريكي السابق دونالد) ترامب وفريقه الكثير من الثناء لتحقيق هذه الاتفاقية التاريخية. لقد فعل الكثير من الأشياء السلبية التي يجب أن يُنتقد بشأنها، لكنه كان على حق في هذه القضية، سواء أعجبك ذلك أم لا، فإن إرثه يشمل صنع السلام في الشرق الأوسط".
غيرت حياة الملايين
باراك رافيد، المراسل السياسي للموقع الإسرائيلي، قال في مقال له "بعد مرور عام على الاتفاقيات الإبراهيمية، من الواضح للجميع أنها حققت نجاحًا هائلاً. لقد غيرت حياة ملايين الأشخاص في المنطقة إلى الأفضل".
وأردف "لأول مرة منذ توقيعها، اكتسبت إسرائيل شرعية في المنطقة واُستقبل الإسرائيليون بحرارة في الدول العربية. حقيقة إن الحرب الأخيرة في غزة لم تمس الاتفاقيات إطلاقا".
وتابع رافيد: "الاتفاقيات منحت أطفالي ولأولادكم مستقبلاً أفضل".
وأشار المراسل السياسي الإسرائيلي إلى أن "الاتفاقيات الإبراهيمية ليست نهاية الطريق، بل البداية، وهي عملية يجب أن تستمر".
وفي هذا الصدد، رأى ضرورة تعزيز وتعميق تلك الاتفاقيات بأخرى مع دول جديدة "في متناول اليد"، داعيا إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بادين إلى "عدم تفويت هذه الفرصة التاريخية".
منع الضم
وينظر إلى الاتفاق على أنه الخطوة التي منعت إسرائيل من ضم أكثر من 30% من مساحة الضفة الغربية كان من شأنها منع أية فرصة لقيام دولة فلسطينية مستقبلا.
وفي هذا الصدد، قال سيث فرانتزمان الكاتب في صحيفة "جيروزاليم بوست": "بحلول صيف عام 2020 ، كانت إسرائيل تتحدث عن الضم. ومع ذلك، فإن القضية هنا هي أن الإمارات العربية المتحدة أرادت أن تفعل إسرائيل أكثر من مجرد إلغاء محادثات الضم".
ومنذ إعلان الإدارة الأمريكية السابقة عن اتفاق سلام بين الإمارات وإسرائيل، في الثالث عشر من أغسطس/آب 2020، توجته بالتوقيع منتصف الشهر التالي، أعادت الإمارات القضية الفلسطينية إلى بؤرة الاهتمام العالمي.
ومرارا، أكدت الإمارات أن معاهدة السلام مع إسرائيل لن تكون على حساب القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف.