إسرائيل.. سهام بن غفير تصيب الرئيس واحتجاجات بالآلاف ترفع منسوب التوتر
في هجوم غير مسبوق في السياسة الإسرائيلية من وزير ضد رئيس، نعت وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، مساء السبت، الرئيس إسحاق هرتسوغ بـ«المنافق».
وفي بيان نشره عبر حسابه بـ«تليغرام»، قال بن غفير: «عندما ترشح بوجي هرتسوغ للرئاسة، التقى بي عدة مرات للحصول على دعمي. لقد قال بالطبع أيضًا كل ما يحتاجه للحصول على دعمي».
وأضاف: «لقد أوضحت له في ذلك الوقت أنني سأصوت لصالح ميريام بيرتس، ولكن منذ ذلك الحين التقينا عدة مرات، حيث كان يثني دائمًا على مدى موهبة وزراء القوة اليهودية، ومدى رضاه عن أعضاء الكنيست من حزبنا، وكيف أنه على الرغم من وجود خلافات، فهو شخصيا يقدرني كثيرا».
وينتخب الرئيس الإسرائيلي من أعضاء الكنيست وليس مباشرة من الشعب وهو ما يجعل صلاحياته محدودة للغاية.
ومع ذلك ينظر دائما إلى الرئيس الإسرائيلي باعتباره الموحد للجميع، وقد تصدر حملة الدفاع عن الحرب الإسرائيلية على غزة محليا ودوليا.
وجاء هجوم بن غفير على الرئيس الإسرائيلي بعد أن دعا إلى إبعاد الوزراء المتطرفين «الكهانيين» من الحكومة.
مواجهة حادة
فخلال مواجهة حادة وغير مسبوقة مع المتظاهرين خارج منزله بالقدس الغربية، قال المتظاهرون المؤيدون لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذين استمروا في مقاطعة تصريحاته، إن هرتسوغ لم يفعل ما يكفي لإحداث التغيير.
ورد بأنه يدعو إلى الوحدة في المجتمع الإسرائيلي.
وعندما سئل عما إذا كان يشجع مثل هذه الوحدة مع وزراء مثل بن غفير، أجاب: «على العكس من ذلك، يجب بالتأكيد إزالة الكهانية».
ورد عليه بن غفير: «كان من المضحك سماع الرئيس المحترم وهو ينحني أمام حفنة من الفوضويين الذين يحاولون إدارة البلاد وتقسيم الشعب».
وأضاف: «هذا بالطبع ينضم إلى وسام الشرف الذي منحه للفوضويين والرافضين الذين ألحقوا الضرر بالجيش الإسرائيلي وأدى إلى كارثة 10/7».
وتابع بن غفير واصفا هرتسوغ بالمنافق: «ربما كان من الأفضل لبوجي (هرتسوغ) أن يتصرف كما فعل في تحقيقات الشرطة وأن يصمت، فالنفاق أمر مثير للاشمئزاز».
وهذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها هرتسوغ ضد بن غفير، ففي مايو/أيار الماضي، أشار الرئيس الإسرائيلي إلى تغريدة «حماس تحب بايدن» التي نشرها بن غفير ضد الرئيس الأمريكي جو بايدن، مهاجما إياه بالقول: «حتى عندما تكون هناك جدال ولحظات مخيبة للآمال بين الأصدقاء والحلفاء، هناك طريقة لتوضيح الخلافات».
وأضاف هرتسوغ: «من الضروري الامتناع عن التصريحات والتغريدات التي لا أساس لها، وغير مسؤولو ومهينة تضر بمصلحة الأمن القومي لدولة إسرائيل».
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بعد الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة وقبل تشكيل الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، تم تسجيل هرتسوغ وهو يتحدث عن بن غفير لأعضاء حزب «شاس» الذين جاؤوا للتشاور في مقر إقامة الرئيس، قال: "لديكم شريك يخشاه العالم كله من حولنا»، في إشارة إلى بن غفير.
وأضاف هرتسوغ: «هناك قضية واحدة لم أقلها، لأنني لا أريد تبييض أي شخص، ولكن سيكون لديكم مشكلة مع الحرم القدسي. وهذه مسألة حاسمة. لديكم شريك يخشاه العالم كله من حولنا. أخبرته بذلك أيضا».
احتجاجات بالآلاف
وكان عشرات آلاف الإسرائيليين تظاهروا في تل أبيب، فيما تظاهر ألاف في القدس الغربية وحيفا للمطالبة باتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
ففي تل أبيب وجه المتظاهرون الاتهام لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإحباط الاتفاق عمدا مثلما فعل عدة مرات في الماضي.
وشارك في المظاهرة عدد كبير من أفراد عائلات الرهائن وطالبوا نتنياهو بإتمام الاتفاق على الفور.
وفي حيفا رفع المتظاهرون لافتة كتب عليها: «من يتخلى عن حياة واحدة كأنه تخلى عن العالم بأسره»، في إشارة إلى قول تلمودي مفاده أن من ينقذ حياة واحدة كأنه أنقذ العالم بأسره.
أما في القدس الغربية فقد هتف المتظاهرون: «لا أمن، ولا اقتصاد، أسقطوا الحكومة».