«إعدام» اثنين بطولكرم.. قضية «عملاء» إسرائيل تعود للضفة الغربية
عادت قضية العملاء إلى الواجهة في الضفة الغربية، بعد قتل اثنين في طولكرم لدورهما في اغتيال إسرائيل عددا من المسلحين الفلسطينيين.
وتداول فلسطينيون عبر شبكات التواصل الاجتماعي عملية قتل الشخصين من قبل مجموعة مجهولة أطلقت على نفسها "جهاز أمن المقاومة" فيما لم يتبنَّ أي من الفصائل الفلسطينية عملية القتل هذه.
وقامت المجموعة ذاتها ببث شريطين لشخصين اعترفا بالتهم الموجهة إليهما بالتعاون مع جهاز المخابرات الإسرائيلي الداخلي "الشاباك" مما أدى إلى مقتل 5 فلسطينيين بعملية اغتيال في وضح النهار.
وقال أحدهما إنه ساهم في تحديد مكان المسلحين قبل أن تغتالهم قوة خاصة إسرائيلية، فيما قال الآخر إنه أبلغ عن أسماء المسلحين الذين يشاركون بالاشتباك مع الجنود الإسرائيليين الذين يقتحمون طولكرم، بالضفة الغربية.
ومن جهتها فإن الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم" حملت إسرائيل "المسؤولية عن جرائمها بما فيها تجنيد العملاء"، ولكنها في نفس الوقت أشارت إلى أنها تنظر بخطورة إلى إقدام مسلحين فلسطينيين على قتل مواطنين اثنين اتهما بالتخابر مع إسرائيل.
وقالت الهيئة في بيان تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه: "تحمل الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان (ديوان المظالم) دولة الاحتلال المسؤولية عن جرائمها المستمرة بحق الشعب الفلسطيني بما في ذلك ما تقوم به من تجنيد العملاء الذين يتم استخدامهم لارتكاب جرائم ضد الفلسطينيين".
وطالبت الهيئة الجهات المكلفة بإنفاذ القانون القيام بواجبها تجاه ملاحقة الأشخاص المتهمين بالعمالة لإسرائيل، وتوقيع العقوبات الرادعة بحق من يثبت تورطه في هذه الجريمة، وعدم ترك ذلك لعدالة الشارع، خاصة أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته من قبل محكمة مختصة تضمن له حق الدفاع.
وقالت الهيئة إنها تنظر بخطورة إلى إقدام مسلحين فلسطينيين يوم الجمعة الماضي في مدينة طولكرم على قتل مواطنين اثنين اتهما بالتخابر مع إسرائيل.
وأضافت "إننا إذ ندرك الظروف الصعبة التي يمر بها شعبنا الفلسطيني بفعل ما يقوم به الاحتلال من إبادة جماعية في قطاع غزة، واعتداءات جيش الاحتلال والمستوطنين الممنهجة في الضفة الغربية والقدس، والاعتقالات التعسفية والإعدامات خارج القانون بحق النشطاء والمواطنين الفلسطينيين، إلا أن ذلك لا يبرر القتل خارج نطاق القانون وبدون محاكمة، وقد يؤسس لحالة من الفوضى وأخذ القانون باليد وأيضا قد يمس أشخاصاً أبرياء".
ولم تعلق السلطة الفلسطينية رسميا على عملية قتل الفلسطينيين الاثنين ولكن عائلة أحدهما قالت إنها تؤيد عملية قتله وأعلنت تبرؤها منه.
ولا يوجد تقدير دقيق لعدد العملاء مع المخابرات الإسرائيلية في الضفة الغربية، ولكن لطالما وجهت منظمات حقوقية فلسطينية وإسرائيلية وأيضا دولية الاتهام لإسرائيل باستغلال حاجة فلسطينيين من أجل تجنيدهم للعمل لصالحها.
وبحسب التقارير التي صدرت في السنوات الماضية فإن إسرائيل تستغل حاجة فلسطينيين للحصول على تصريح عمل أو تصريح تنقل للعلاج الطبي أو حتى الحاجة المالية من أجل تجنيدهم.
وعلى مدى سنوات استخدمت إسرائيل أيضا أسلوب "الإسقاط" من خلال إغراءات بواسطة نساء من أجل تجنيد فلسطينيين للعمل لصالحها.
وانتشرت ظاهرة قتل العملاء بشكل واسع خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي انطلقت عام 1987 واستمرت لعدة سنوات، ولكنها كانت أقل منذ إنشاء السلطة الفلسطينية عام 1994.
غير أن هذه الظاهرة ما زالت مستمرة وسط انقسام الشارع الفلسطيني بين مؤيد ومعارض.
aXA6IDMuMTM2LjIzNi4xNzgg
جزيرة ام اند امز