لحظة بلحظة ثالث أيام هدنة غزة.. مساعٍ للتمديد ودفعة جديدة تنتظر الحرية
دخلت الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة يومها الثالث، وسط ارتياح بصفقات تبادل الأسرى والرهائن التي تمت، وترقب لدفعات جديدة، في ظل جهود حثيثة من دول عدة لتمديد الهدنة الإنسانية.
وفيما لم تنقطع الجهود الإنسانية منذ بدء الهدنة والتي تكثفت خلال الساعات الماضية، إلا أن السلطات الإسرائيلية لا تزال تتمسك بمنع الفلسطينيين النازحين من العودة إلى الشمال.
- هجوم حماس يدفع سفينة اليمين المتطرف بأوروبا.. "ذخيرة إضافية" ضد الهجرة
- نورهان عواد.. «الفراشة» التي ودعت سجن ديمون تتنفس هواء الحرية
وفي الضفة الغربية، لم تهدأ الأوضاع على عكس قطاع غزة، فقد قالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن فلسطينيين اثنين قتلا بالرصاص على أيدي القوات الإسرائيلية في نابلس وجنين في وقت مبكر، الأحد، وبهذا يرتفع عدد الفلسطينيين الذين قتلتهم القوات الإسرائيلية أثناء الليل في الضفة الغربية إلى 6 أشخاص.
قائمة جديدة بالرهائن
وتسلمت إسرائيل قائمة بأسماء رهائن إضافيين لدى الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة والذين من المقرر أن يطلق سراحهم من القطاع، الأحد، وفقا لما أعلنه مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقال مكتب نتنياهو في منشور عبر منصة التواصل الاجتماعي "إكس" (تويتر سابقا): " إن المسؤولين الأمنيين يراجعون القائمة".
وتابع المكتب أنه "نيابة عن منسق شؤون الرهائن والمفقودين البريجدير جنرال متقاعد جال هيرش، تم نقل المعلومات إلى عائلات المحتجزين؛ ونطلب من وسائل الإعلام اتباع الاحتياطات المناسبة".
وأضاف المكتب: "سيجري توفير معلومات إضافية موثوقة تبعا للضرورة ونطلب منكم الامتناع عن نشر الشائعات والمعلومات غير الرسمية"، فيم لم يذكر مكتب نتنياهو عدد الرهائن الذين سيجري إطلاق سراحهم اليوم الأحد.
وقال مسؤول إسرائيلي لوسائل إعلام، إن "13 رهينة ستفرج عنها حماس اليوم".
وكانت حماس قد أطلقت، الجمعة، سراح المجموعة الأولى المكونة من 24 محتجزا، بينهم 13 إسرائيليا و11 أجنبيا. وبالمقابل، أطلقت إسرائيل سراح 39 أسيرا فلسطينيا من سجونها.
وفي اليوم الثاني، أطلقت حركة حماس سراح مجموعة ثانية مكونة من 17 محتجزا، مقابل إطلاق سراح 39 أسيرا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية، بعد تأخير ساعات قالت حماس إن سببه عدم التزام إسرائيل بنود الاتفاق.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن الأشخاص الـ 17 المفرج عنهم "خضعوا لتقييم طبي أولي". وأضاف أن أحدهم نُقل إلى المستشفى، بينما بات الآخرون في طريقهم لملاقاة عائلاتهم.
ويعتبر اليوم الأحد ثالث أيام الهدنة، التي من المقرر ان تستمر 4 أيام بين القوات الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة.
وكخطوة أولى، تنص الصفقة على إطلاق سراح 50 امرأة وطفلا إسرائيليا، على مراحل، كانوا محتجزين داخل غزة منذ الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مقابل إطلاق سراح 150 أسيرا فلسطينيا.
وبحسب مصادر فلسطينية ومصرية تتابع المفاوضات، ينص اتفاق الهدنة الذي بدأ تطبيقه الجمعة ويستمر أربعة أيام، على أن ينقل الصليب الأحمر في سياراته الخاصة الرهائن إلى معبر رفح الحدودي حيث يسلمهم إلى الأمن المصري في الجانب المصري من المعبر.
ويسير الموكب بمحاذاة قطاع غزة وصولا إلى مكان قريب من معبر كرم أبو سالم الواقع على الحدود بين مصر وإسرائيل وغزة. من معبر أبو سالم، ينقل الرهائن في مروحيات خاصة إلى داخل إسرائيل.
وعبرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، السبت، عن "ارتياح" بلادها لإطلاق حركة حماس سراح مجموعة ثانية من الرهائن، بينهم 4 ألمان إسرائيليين.
وكانت فتاة إيرلندية إسرائيلية تبلغ 9 سنوات من بين الرهائن الذين أطلقت حماس سراحهم، السبت، حسبما قال رئيس الوزراء الإيرلندي في بيان، مضيفا "هذا يوم فرح وارتياح كبيرين لـ إميلي هاند وعائلتها".
وأبرز المفرج عنهم من الجانب الفلسطيني، إسراء جعابيص (38 عاما) التي دينت بتفجير أسطوانة غاز في سيارتها على حاجز عام 2015، ما أدى إلى إصابة شرطي، وحكم عليها بالسجن 11 عاما.
ومن بين الرهائن الذين عادوا إلى إسرائيل، مايا ريغيف (21 عاما) التي خطفت مع شقيقها (18 عاما) أثناء محاولتها الفرار من مهرجان قبيلة نوفا الموسيقي الذي هاجمه عناصر حماس في الساعات الأولى من يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول وسبق أن ظهرت الشابة وشقيقها في مقطع فيديو نشر على وسائل التواصل الاجتماعي مقيدين في الجزء الخلفي من شاحنة صغيرة.
وقالت والدتها ميريت في بيان أصدره منتدى أسر الرهائن "أنا سعيدة جدا لأن مايا على وشك الانضمام إلينا. لكن قلبي حزين لأن ابني إيتاي لا يزال لدى حماس في غزة".
تمديد الهدنة أم استئناف الحرب؟
وفيما أعلنت مصادر مصرية وقطرية أن أطراف الوساطة تسعى للضغط لتمديد الهدنة الإنسانية التي تنتهي الإثنين، ترفض إسرائيل السماح للنازحين في جنوب قطاع غزة بالعودة إلى الشمال، وتؤكد عبر مناشير وتصريحات أن "الحرب لم تنته" وتشدّد على أن الشمال منطقة عمليات عسكرية.
وقال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر ضياء رشوان الذي تشارك بلاده في الوساطة، إن هناك "اتصالات مصرية مكثفة تجري حاليا مع جميع الأطراف، لتمديد فتره الهدنة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، لمدة يوم أو يومين إضافيين، بما يعني الإفراج عن مزيد من المحتجزين في غزة والأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية".
من جهته، قال رئيس الأركان الإسرائيلي هيرزي هاليفي السبت "سنعود فور انتهاء وقف النار إلى هجومنا في غزة، إلى عملياتنا، لأننا نفعل هذا أيضا لتفكيك حماس، ولإيجاد أكبر قدر من الضغط لإعادة أكبر عدد من الرهائن، وصولا إلى آخر واحد منهم".
وأطلق الجيش الإسرائيلي النار على كثير من الفلسطينيين الذين حاولوا العودة إلى الشمال، خلال يومي الجمعة والسبت، ما تسبّب بمقتل شخص وإصابة العشرات، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، وحصلت حركة نزوح جديدة السبت، في ظل وقف النار السائد منذ الجمعة، من شمال قطاع غزة إلى الجنوب.
وتسبب هجوم حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول على إسرائيل بمقتل 1200 شخص غالبيّتهم مدنيّون، وفق السلطات الإسرائيلية، فيما اقتادت حماس وفصائل فلسطينيّة أخرى، في يوم تنفيذ الهجوم غير المسبوق على إسرائيل، قرابة 240 رهينة من مناطق محاذية لقطاع غزة.
وتحمل الهدنة بعض الهدوء لسكان غزة البالغ عددهم نحو 2,4 مليون نسمة والذين نزح منهم 1,7 مليون عن منازلهم، بعد قصف إسرائيلي عنيف أدى إلى مقتل 14854 شخصا بينهم 6150 طفلا، وفق حكومة حماس.
توترات الضفة والشمال
وفي الضفة، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن من بين الـ6 الذين قتلتهم القوات الإسرائيلية، قاصر.
وأضافت الوزارة أن 5 من القتلى سقطوا في مدينة جنين والسادس في قرية يتما القريبة من مدينة نابلس، وأشارت إلى أن ستة آخرين أصيبوا خلال إطلاق النار في جنين.
فيما قال مكتب المتحدث العسكري الإسرائيلي إنه يتحقق من التقارير.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية، إن "القوات الإسرائيلية اقتحمت جنين من عدة محاور وسط إطلاق الأعيرة النارية وحاصرت المستشفى الحكومي ومقر جمعية الهلال الأحمر".
تشهد الضفة التي تحتلها إسرائيل منذ 1967 توترا متصاعدا منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس. وقتل أكثر من 230 فلسطينيا بنيران الجيش الإسرائيلي أو بأيدي مستوطنين في مناطق مختلفة بالضفة، حسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وعلى الجبهة الشمالية، أعلنت إسرائيل، السبت، إسقاط صاروخ أطلق من جنوب لبنان باتجاه مسيّرة إسرائيلية. وردت إسرائيل بقصف جوي على بنى تحتية لحزب الله.
وكانت الحدود اللبنانية الإسرائيلية شهدت طيلة الأسابيع السبعة الماضية تصعيدا وقصفا متبادلا، إلا أن هدوءا حذرا يسود منذ فجر الجمعة.
وقال مصدر قريب من حزب الله لـ"فرانس برس" إن الحزب الذي تربطه علاقة وثيقة بحماس "سيلتزم الهدنة طالما يلتزمها الإسرائيليون".
تحذيرات صحية شديدة
وحذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) التابع للأمم المتحدة في أحدث بياناته أن ما لا يقل عن 1.7 مليون فلسطيني نازح داخل قطاع غزة يواجهون خطر الانتشار الكبير للأمراض المعدية.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن ما يقرب من 80 % من سكان غزة أصبحوا نازحين داخليا، حيث يقيم حوالي 896 ألف نازح في 99 منشأة في الأجزاء الوسطى والجنوبية من القطاع.
وذكر البيان أنه تم تسجيل أعداد متزايدة بشكل ملحوظ في الإصابة ببعض الأمراض، مثل الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي الحادة والتهاب الجلد والحالات المتعلقة بالنظافة مثل الإصابة بالقمل، بسبب الاكتظاظ وسوء الظروف الصحية في ملاجئ الأمم المتحدة.
وأضاف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أنه بسبب ضيق المساحة داخل الملاجئ في الجنوب، يضطر معظم النازحين من الرجال والصبية الأكبر سنا إلى البقاء في الخارج، أو في ساحات المدارس، أو في الشوارع، بجوار الجدران الخارجية للملاجئ.
وأفادت التقارير أن حوالي 400 فلسطيني انتقلوا يوم الجمعة من مدينة غزة ومناطقها الشمالية إلى الجنوب عبر "ممر" أنشأه الجيش الإسرائيلي لعملية الإخلاء على طول طريق صلاح الدين، وهو شريان المرور الرئيسي بين الشمال والجنوب.
وأوضح البيان أن الجوع هو السبب الرئيسي لهذا النزوح الجماعي، حيث لم يتلق سكان شمال غزة أي مساعدات غذائية منذ أسابيع.
- صاحبة الحكم الأطول شروق دويات بعد تحريرها: هذه رسالتي لأهل غزة
- اتفاق هدنة غزة.. إطلاق سراح 39 فلسطينيا من سجون إسرائيل
- وحدة خاصة رافقتهم.. الرهائن المفرج عنهم يصلون إسرائيل
- الدفعة الثانية من الرهائن الإسرائيليين في غزة تصل مصر
- تضم الأقدم بسجون إسرائيل.. قائمة الفلسطينيين المفرج عنهم باليوم الثاني
- صفقة الرهائن.. مشاورات درامية في تل أبيب على وقع مظاهرة حاشدة
aXA6IDE4LjIxOS4yNS4yMjYg جزيرة ام اند امز