إسرائيل تستعين بـ«صديق» لمواجهة جنوب أفريقيا في العدل الدولية
تكثف الحكومة الإسرائيلية جهودها من خلف الكواليس، من أجل تخفيف الضغوط الدولية عليها نتيجة الحرب في غزة.
وتسعى حكومة نتنياهو جاهدة لإقناع أعضاء الكونغرس، بالضغط على جنوب أفريقيا لإسقاط دعواها ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، بشأن الحرب في غزة، وفقًا لما نقله موقع "أكسيوس" عن برقية مسربة لوزارة الخارجية الإسرائيلية.
- محكمة العدل الدولية تأمر إسرائيل بوقف العمليات العسكرية في رفح
- «محو غزة» ورفح يعيدان جنوب أفريقيا إلى محكمة العدل الدولية
وأمام جنوب أفريقيا حتى 28 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل لتقديم حججها لأعلى محكمة في الأمم المتحدة، لمواصلة القضية ضد إسرائيل، بشأن انتهاكات مزعومة لاتفاقية الإبادة الجماعية خلال الحرب في غزة، بحسب الموقع.
ويقول مسؤولون إسرائيليون، إنهم يريدون من أعضاء الكونغرس، توجيه تحذيرات واضحة إلى جوهانسبرغ من عواقب متابعة القضية، حيث تأمل إسرائيل أن تتبنى الحكومة الائتلافية الجديدة في جنوب أفريقيا، نهجا مختلفا تجاه إسرائيل، والحرب في غزة.
ولجأت جنوب أفريقيا في نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي إلى المحكمة الدولية لاتهام إسرائيل بارتكاب أفعال ترقى للإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة، وهي اتهامات نفتها إسرائيل بشدة.
وعقدت المحكمة عدة جلسات، وأصدرت أوامر مؤقتة، آخرها في مايو/أيار الماضي، عندما دعت إسرائيل إلى وقف إطلاق النار جنوبي القطاع، ولم تبدأ المحكمة بعد في مناقشة اتهامات جنوب أفريقيا بالإبادة الجماعية بشكل كبير ، لكن من المتوقع أن تفعل ذلك في الأشهر المقبلة.
تحذيرات من ثمن باهظ
وتقول جنوب أفريقيا في ملفها المؤلف من 84 صفحة، إنه من "خلال قتل الفلسطينيين في غزة، والتسبب في أذى عقلي وجسدي خطير لهم، ومن خلال خلق ظروف معيشية مصممة لتحقيق تدميرهم الجسدي، فإن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية" ضدهم.
ويسرد التقرير منع إسرائيل توفير الغذاء والماء والدواء والوقود والمأوى، وغيرها من المساعدات الإنسانية الأساسية لقطاع غزة خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من 11 شهرا مع حماس.
ويشير أيضا إلى حملة القصف المستمرة التي دمرت أجزاء كبيرة من القطاع، وأجبرت نحو 1.9 مليون فلسطيني على النزوح، وقتلت أكثر من 40 ألفا وفقا لوزارة الصحة في غزة.
رفض التعليق
من جانبها، أرسلت وزارة الخارجية الإسرائيلية برقية سرية إلى سفارتها في واشنطن، وقنصلياتها في الولايات المتحدة، ضمن حملة دبلوماسية مكثفة للضغط على جنوب أفريقيا، لإثنائها عن المضي قدما في مقاضاة حكومة نتنياهو أمام محكمة العدل الدولية، حيث تتخذ من أعضاء في الكونغرس وسيلة رئيسية لإنجاح جهودها.
وقالت الوثيقة التي نشرها "أكسيوس" إنه "نطلب منكم العمل فورا مع المشرعين على المستوى الفيدرالي، ومستوى الولايات، والمنظمات اليهودية للضغط على جنوب أفريقيا لتغيير سياستها تجاه إسرائيل، وتوضيح أن مواصلة أعمالهم الحالية مثل دعم حماس ودفع التحركات المعادية لإسرائيل في المحاكم الدولية سيأتي بثمن باهظ".
وأصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية، تعليمات لدبلوماسييها، بأن يطلبوا من أعضاء الكونغرس إصدار بيانات علنية، تدين تصرفات جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، وتهدد بأن ذلك قد يؤدي إلى تعليق العلاقات التجارية بين واشنطن وجوهانسبرغ، غير أنه من غير المرجح ألا يحدث ذلك رغبة من الولايات المتحدة في الحفاظ على علاقاتها مع جنوب أفريقيا، بحسب "أكسيوس".
إلى ذلك، رفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية التعليق، كما لم ترد سفارة جنوب أفريقيا في واشنطن على طلب التعليق أيضاَ وفق "أكسيوس".
aXA6IDMuMjM4LjgyLjc3IA== جزيرة ام اند امز