«إسرائيل ستهتز».. عائلات الرهائن تهدد نتنياهو بعد العثور على جثث بغزة
إعلان الجيش الإسرائيلي مساء السبت، العثور على جثث تحت الأرض في غزة، يُرجح أنها تعود لرهائن إسرائيليين كانت تحتجزهم حركة حماس، تسبب في موجة غضب على المستويين الشعبي والسياسي في الدولة العبرية.
ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن مصادر في الجيش الإسرائيلي قولها، إنه إذا كانت الجثث تعود بالفعل لرهائن، «فإنهم لم يقتلوا في أي اشتباك وقع مؤخرا مع حماس في المنطقة، لأن الجيش لم يستخدم القوة في مكان قريب»، على حد قولها.
وبعد وقت قصير من الإعلان، قالت جمعية عائلات الرهائن والمفقودين في بيان على منصة «إكس» (تويتر سابقا): «بدءًا من الغد، ستهتز البلاد وستتوقف عن الحركة»، مضيفة أن «نتنياهو تخلى عن الرهائن: هذه حقيقة الآن».
ودعت المتظاهرين إلى التحرك، قائلة: لقد تخلى نتنياهو عن الرهائن! هذه حقيقة الآن، مضيفة أنها ستصدر المزيد من التفاصيل بشأن ما تدعو إليه يوم الأحد.
وتظاهر الآلاف في أنحاء إسرائيل، السبت، مطالبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتوقيع على صفقة إطلاق سراح الرهائن.
وكانت شبكة «سي إن إن» قد ذكرت في وقت سابق أن إجمالي عدد الرهائن المحتجزين في غزة، بين أحياء وأموات، بلغ 107، بحسب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي وجمعية عائلات الرهائن والمفقودين. ومن بين هذا العدد، هناك 103 رهائن جراء الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
ومن بين هؤلاء الرهائن الـ103، يُعتقد أن 33 منهم ماتوا، بحسب جمعية عائلات الرهائن والمفقودين.
في السياق نفسه، أصدر زعيم المعارضة يائير لابيد بيانا لاذعا اتهم فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتركيز على قضايا غير مهمة بينما «يتم التخلي عن أبنائنا وبناتنا ويموتون في الأسر».
خلاف بين غالانت ونتنياهو
اندلع خلاف حول شروط اتفاق الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة بين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت في اجتماع عقد مؤخرا لمجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي.
وتجادل الرجلان بشدة حول ما إذا كان ينبغي للجيش الإسرائيلي، كجزء من أي اتفاق، أن يغادر ممر فيلادلفيا، وهو 14 كيلومترًا (8.7 ميل) يمتد على طول الحدود بين غزة ومصر، وفقًا للقناة 12.
ويخضع ممر فيلادلفيا حاليًا لسيطرة الجيش الإسرائيلي، الذي نشر قواته على طول الممر، في وضع كان بمثابة نقطة خلاف رئيسية بين الدولة العبرية وحماس، خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي كان من المقرر تطبيقه، إلا أن جولات الوصول إليه باءت بالفشل.
وبحسب روايات متعددة، قدم نتنياهو خرائط توضح كيف ينبغي للجيش الإسرائيلي أن يبقى في الممر خلال المرحلة الأولى من الاتفاق ــ والتي من المفترض أيضا أن يتم بموجبها إطلاق سراح الرهائن ــ وذلك لمنع حماس من استئناف تهريب الأسلحة عبر الأنفاق تحت الممر.
ونقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن نتنياهو قوله: «أود أن أعرض القرار بشأن بقاء قوات الجيش الإسرائيلي في ممر فيلادلفيا على مجلس الوزراء للموافقة عليه».
وبحسب روايات الاجتماع، قاطع غالانت قائلا: «أهمية هذا الأمر أن حماس لن توافق عليه، وبالتالي لن يكون هناك اتفاق ولن يتم إطلاق سراح أي رهائن».
وزعم -أيضا- أن نتنياهو رسم خرائط مختلفة عن تلك التي فضلها المفاوضون الإسرائيليون في القاهرة، مضيفا: «أنتم فرضتم هذه الخرائط عليهم».
ورفض نتنياهو هذا الادعاء بغضب، لكن غالانت أصر على ذلك، قائلا: «بالطبع، لقد فرضت ذلك. أنت تدير المفاوضات بمفردك. ومنذ أن حللت مجلس الحرب، نسمع كل شيء بعد وقوع الحادث».
ويبدو أن غالانت تلقى دعماً من رئيس هيئة الأركان العامة هيرتسي هاليفي، الذي حضر الاجتماع. ويُقال إنه قال إن الجيش الإسرائيلي يمكنه الانسحاب من الممر والعودة «في نهاية ستة أسابيع من وقف إطلاق النار. هناك قيود كافية للمفاوضات، ولا حاجة لإضافة قيود أخرى».
وبحسب التقارير العبرية، قال غالانت في إحدى المرات إن «رئيس الوزراء قادر بالفعل على اتخاذ جميع القرارات، كما يمكنه أن يقرر قتل جميع الرهائن»، مما أثار انتقادات من جانب وزراء آخرين. وأضاف أن «30 حياة على المحك».
غالانت أضاف -كذلك- أن «السنوار في النهاية سوف يملي عليكم ما تريدون وسوف تتراجعون»، في إشارة إلى زعيم حماس يحيى السنوار، الذي يعتقد أنه مختبئ في غزة. ورد نتنياهو على ذلك بالقول إن أحدا لم يملي عليه، قائلا إن «المفاوضات الحاسمة فقط هي التي ستجعله (السنوار) يستسلم».
ورد منتدى عائلات الرهائن والمفقودين على التقارير الإعلامية حول الاجتماع ببيان مفاده أن هذا الاجتماع «يجب أن يتسبب في حرمان كل مواطن إسرائيلي من النوم».
تعقيد مهمة بايدن
ويقول موقع «أكسيوس»، إن المواجهة بين غالانت ونتنياهو كشفت عن الخلاف السياسي المستمر - والمتزايد - والعداء الشخصي بين الرجلين.
لكنها أظهرت -أيضاً- الخلاف العميق بين نتنياهو والأغلبية العظمى من مؤسسة الدفاع الإسرائيلية ومجتمع الاستخبارات حول الاستراتيجية التي ينبغي أن تتبناها إسرائيل في غزة بعد مرور ما يقرب من عام على هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وبينما يقول مساعدو غالانت إنه لا ينوي الاستقالة في الوقت الحالي، قد يدفع ذلك الخلاف المتصاعد نتنياهو إلى التفكير مرة أخرى في إمكانية إقالته كما فعل في عام 2023.
ومن المرجح أيضًا أن يؤدي الصدام بين نتنياهو وغالانت إلى تعقيد جهود إدارة بايدن للتوصل إلى اتفاق بشكل أكبر..