"الليكود" يتصدع تحت وطأة الاحتجاجات.. والاعتقالات مستمرة (بالصور)
أجبر تصدع في حزب "الليكود" الإسرائيلي رئيس الوزراء وزعيم الحزب بنيامين نتنياهو على قطع زيارة رسمية له إلى بريطانيا.
وانضم عدد من قادة "الليكود" إلى وزير الدفاع يوآف جالانت في دعوته إلى وقف قانون التعديل القضائي.
وقال رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية يولي ادلشتاين في تغريدة على تويتر: "أشكر صديقي وزير الدفاع يوآف جالانت، الذي انضم إلى المسار الذي أسير فيه منذ أسابيع".
وأضاف: "غالبية الناس يريدون ويفهمون الحاجة إلى تغييرات في النظام القضائي، لكن يجب أن يتم ذلك بالصبر والحوار والخطاب الواسع من أجل الوصول إلى إجماع واسع".
وانضم القيادي في (الليكود) النائب ديفيد بيتان إلى الدعوة لوقف التشريع المثير للجدل.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن وزير الزراعة آفي ديختر، عضو آخر في (الليكود)، قال لنتنياهو بشكل خاص إنه يؤيد تجميد التشريع.
ماذا يعني ذلك؟
ويمثل هذا الأمر تطورا كبيرا في المشهد السياسي الإسرائيلي وقد يلقي بآثاره على فرص حصول التشريعات على ثقة الكنيست.
فرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يعتمد على ائتلافه الحكومي الذي لديه 64 صوتا في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا من أجل الحصول على أغلبية لاعتماد القوانين.
ولكن إذا صوت الأربعة جميعا ضده في النهاية، فلن يكون لنتنياهو أغلبية في التشريع.
لكن ليس من الواضح بعد ما إذا كانت معارضتهم المعلنة ستُترجم إلى تصويت بـ"لا" في الكنيست.
وما لم يوقف نتنياهو تقديم التشريعات إلى الكنيست خلال الأسبوع القادم فإن تصويت النواب الأربعة قد يعني فعلا إسقاط مشاريع القوانين، سيما مع اصطفاف المعارضة كاملة ضدها.
وكان نتنياهو أعلن قطع زيارته الرسمية إلى بريطانيا والعودة إلى إسرائيل من أجل مواكبة التطورات الأخيرة.
ويقول مراقبون إن جالانت استغل وجود نتنياهو في بريطانيا من أجل الإدلاء بموقفه بالدعوة إلى تجميد القوانين إلى ما بعد الأعياد اليهودية، الشهر المقبل.
ماذا يقول باقي أعضاء الليكود
الغالبية من كوادر حزب الليكود ما زالت تنتظر كلمة الفصل من نتنياهو بتأييد أو معارضة موقف جالانت وادلشتاين وبيتان.
وبدوره قال الوزير من الليكود شلومو قارعي: "أطلب الصفح من ناخبي الليكود لوزير دفاعنا الذي استسلم بضغط اليسار، إن دولة إسرائيل على مفترق طرق تاريخي بين الديمقراطية والديكتاتورية ووزير دفاعها يختار الديكتاتورية ويمنح الريح للمقاومة والانقلاب العسكري".
وأضاف: "قرار الشعب لا يلغي من أجل تدليل الإعلام والنخبة، إنها ليست ديمقراطية، يجب ألا يسمح بهذا".
ولم يعلق نتنياهو على الفور على تصريحات جالانت.
ماذا قال جالانت؟
قال جالانت في كلمة إلى الشعب الإسرائيلي، مساء السبت: "أقول هذا علنا.. يجب إيقاف العملية التشريعية، ويجب أن يُسمح لشعب إسرائيل بالاحتفال بعيد الفصح وعيد الاستقلال معًا والحزن معًا في يوم المحرقة والذكرى".
واعتبر جالانت أن ما يجري في إسرائيل، خاصة مع تصاعد تحذيرات مئات جنود الاحتياط، الذين يشكلون جزءا أساسيا من الأنشطة الروتينية للجيش، بما في ذلك في الوحدات العليا، من أنهم لن يكونوا قادرين على الخدمة في إسرائيل غير الديمقراطية حال تبني خطة الإصلاح القضائي للحكومة، يضر بأمن إسرائيل.
وقال "الانشقاق يتغلغل إلى الجيش الإسرائيلي وفي الأجهزة الأمنية، هذا خطر واضح وملموس على أمن الدولة، لن أسمح بحدوثه".
وأضاف جالانت: "نحن بحاجة إلى تغيير في النظام القضائي، ومع ذلك يجب أن يتم إجراء تغييرات عبر التواصل والخطاب".
وسبق لجالانت أن عبر عن مخاوفه إزاء موجة من رفض الإسرائيليين تلبية الاستدعاء إلى صفوف الاحتياط في الجيش إن مضت التعديلات قدما.
وقال إن ذلك من شأنه إضعاف حالة الاستعداد للحرب والتلاحم الوطني.
وكان نتنياهو أعلن الخميس أن الحكومة ستمضي قدما في التعديلات رغم تحذيرات جالانت له من تأثير ذلك على أمن إسرائيل.
ردود فعل الشارع
ومع إصرار الحكومة على المضي قدما في التعديلات فإن المعارضة لها تزداد قوة في الشارع الإسرائيلي للأسبوع الـ12 على التوالي.
وقالت محطات التلفزة الإسرائيلية إن مئات آلاف الإسرائيليين خرجوا إلى الشوارع في إسرائيل مساء السبت للاعتراض.
630 ألف متظاهر واعتقال العشرات
وقدرت المعارضة بأن نحو 630 ألفا خرجوا إلى الشوارع في إسرائيل مساء السبت.
وإذا ما صحت هذه التقديرات فإنها ستكون الأكبر منذ بدء الاحتجاجات قبل 12 أسبوعا.
وقال المنظمون للاحتجاجات إن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت 19 شخصا خلال تفريق متظاهرين لدى محاولتهم إغلاق طريق أيالون السريع في تل أبيب.
كما أشاروا إلى اعتقال 10 أشخاص في أور عكيفا وعلى الأقل 3 في القدس الغربية إضافة إلى 4 أشخاص على طريق رئيس في شمالي إسرائيل.
ووضع متظاهرون في تل أبيب صخورًا وعمودًا معدنيًا وأضرموا النيران في أخشاب على طريق أيالون السريع لعرقلة حركة المرور.
واستخدمت الشرطة خراطيم المياه وخيالة الشرطة من أجل تفريق المتظاهرين ومنعهم من إغلاق الطريق.
ونظمت التظاهرة الرئيسية في مدينة تل أبيب إضافة إلى مظاهرات في 150 موقعا بينها مدن القدس الغربية وحيفا وبئر السبع وهرتسيليا.
وقال المؤرخ يوفال نوح هراري، متحدثا في التجمع الرئيسي في تل أبيب، إن موظفي الخدمة المدنية والقوات العسكرية يجب أن يطيعوا المحاكم وليس الحكومة، إذا انتهى الأمر بإسرائيل إلى أزمة دستورية.
وأضاف هراري مخاطبا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: "نحن نعلم أنك مسؤول عن كل ما يحدث. أنت لست مبعوثا. أنت بالتأكيد لست ملاكًا. بعد 2000 عام، ما زلنا نتذكر فرعون، وسوف نتذكرك. لن تكون هناك شوارع أو ساحات أو مطارات تحمل اسمك. لكننا سنحكي قصة الرجل الذي حاول استعبادنا وفشل".
وبدوره قال زعيم المعارضة يائير لابيد مخاطبا آلاف المحتجين في مدينة ريشون لتسيون، وسط البلاد: "إذا أردنا أن نعيش في دولة حرة وديمقراطية، فسنحتاج للقتال من أجلها. إذا أردنا إيقاف الانقلاب القضائي، فسنحتاج إلى الاستمرار في النزول إلى الشارع".
وأضاف لابيد: "نحن لا نعيش في هذه الدولة فقط لدفع الضرائب وإرسال أطفالنا إلى الجيش. في ظلام الأشهر الماضية حدث شيء رائع: لقد استيقظ المعسكر الليبرالي".
للمرة الأولى..اشتباك المؤيدين والمعارضين
وللمرة الأولى منذ بدء الاحتجاجات اشتبك مؤيدون لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع معارضين له في مدينة تل أبيب.
وخرج المؤيدون لنتنياهو إلى الشوارع للتعبير عن رفضهم للاحتجاجات ما أدى إلى اشتباك مع محتجين.
وتخشى أوساط إسرائيلية من أن اشتباكا كبيرا بين المؤيدين والمعارضين سيؤدي إلى حرب أهلية.
aXA6IDE4LjIyNS4yNTUuMTk2IA== جزيرة ام اند امز