أزمة التشريعات القضائية.. جالانت يضع راية بيضاء بيد نتنياهو
خرج وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت عن صمته ودعا، مساء السبت، إلى وقف عملية تشريع الإصلاح القضائي إلى ما بعد الأعياد اليهودية.
وشكلت تصريحات جالانت صدمة في اليمين الإسرائيلي، ويتوقع أن يكون لها تأثيرها على مسار التشريعات.
وقال جالانت في كلمة إلى الشعب الإسرائيلي: "أقول هذا علنا.. يجب إيقاف العملية التشريعية، ويجب أن يُسمح لشعب إسرائيل بالاحتفال بعيد الفصح وعيد الاستقلال معًا والحزن معًا في يوم المحرقة والذكرى".
واعتبر جالانت أن ما يجري في إسرائيل، خاصة مع تصاعد تحذيرات مئات جنود الاحتياط، الذين يشكلون جزءا أساسيا من الأنشطة الروتينية للجيش، بما في ذلك في الوحدات العليا، من أنهم لن يكونوا قادرين على الخدمة في إسرائيل غير الديمقراطية حال تبني خطة الإصلاح القضائي للحكومة، يضر بأمن إسرائيل.
وقال "الانشقاق يتغلغل في الجيش الإسرائيلي وفي الأجهزة الأمنية، هذا خطر واضح وملموس على أمن الدولة، لن أسمح بحدوثه".
وأضاف جالانت: "نحن بحاجة إلى تغيير في النظام القضائي، ومع ذلك يجب أن يتم إجراء تغييرات عبر التواصل والخطاب".
ولوحظ أن كلمة جالانت جاءت أثناء وجود رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في زيارة رسمية إلى بريطانيا.
وكان من المقرر أن يدلي جالانت ببيان له مساء الخميس، ولكنه أرجأه بعد لقاء مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وتظاهر أكثر من 1000 إسرائيلي، مساء السبت، قبالة منزل وزير الدفاع يوآف جالانت في موشاف عميكام في شمالي إسرائيل.
وقالت مجموعة "الإخوة في السلاح"، التي تعتبر من الحركات الرئيسية في الاحتجاجات: "جالانت، الذي يصمت خوفًا، يجب أن يدرك أنه مسؤول عن تفكك جيش الشعب".
ويحتفل الإسرائيليون في الأسابيع المقبلة بعيد الفصح والاستقلال.
المعارضة ترحب
وعلى الفور قال زعيم المعارضة ياير لابيد في بيان: "يتخذ وزير الدفاع جالانت خطوة شجاعة وحيوية الليلة من أجل أمن دولة إسرائيل، إن الانقلاب يلحق ضررا خطيرا بالأمن القومي، ومن دوره ومسؤوليته وقف هذا التدهور".
وأضاف: "هذه هي لحظة الحقيقة، أدعو الحكومة.. أوقفوا كل شيء، لا تمرروا التغيير في لجنة تعيين القضاة وقانون درعي هذا الأسبوع، وتعالوا واجروا محادثات في مقر الرئيس".
وتابع لابيد "أحيي الليلة مئات الآلاف من المدافعين عن الأرض، الوطنيين الإسرائيليين الذين نزلوا إلى الشوارع للنضال من أجل الديمقراطية الإسرائيلية".
أما زعيم حزب "العمل" المعارض ميراف ميخائيليي فقالت في تغريدة على تويتر: "أحيي الوزير جالانت للشجاعة السياسية النادرة في أماكننا ولإخبار نتنياهو بالحقيقة، والحقيقة أنه يجب وضع التشريع على الرف على الفور، يشكل الانقلاب خطرا واضحا وملموسا ومباشرا على دولة إسرائيل وأمنها، وقف التشريع ليس استسلاماً بل رؤية استراتيجية من أجل سلامة الشعب والوطن".
اليمين يندد ويدعو لإقالته
أما اليمين فقد ندد وذهب إلى حد المطالبة بإقالة جالانت.
وقال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير في بيان: "أطالب رئيس الوزراء بإقالة جالانت الذي دخل وزارة الدفاع بأصوات اليمين، ولكنه خضع لضغوط من هدد بالرفض ويحاول وقف الإصلاح المهم".
وبدوره قال الوزير من (الليكود) شلومو قارعي: "أطلب الصفح من ناخبي الليكود لوزير دفاعنا الذي استسلم بضغط اليسار، إن دولة إسرائيل على مفترق طرق تاريخي بين الديمقراطية والديكتاتورية ووزير دفاعها يختار الديكتاتورية ويمنح الريح للمقاومة والانقلاب العسكري".
وأضاف: "قرار الشعب لا يلغي من أجل تدليل الإعلام والنخبة، إنها ليست ديمقراطية، يجب ألا يسمح بهذا".
ولم يعلق نتنياهو على الفور على تصريحات جالانت.
aXA6IDMuMTQwLjE4NS4xOTQg
جزيرة ام اند امز