إسرائيل في يوم العصيان.. هل تفتح عصا نتنياهو بوابة "الإصلاح القضائي"؟
رغم محاولات رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو تبديد الاتهامات الموجهة لمعارضيه إلا أنه أعلن مضيه قدما في خطط الإصلاح القضائي.
نتنياهو أرجأ سفره إلى بريطانيا، من مساء الخميس إلى صباح الجمعة، بعد بروز تصدع في داخل حزبه "الليكود" مع انضمام وزير الدفاع يوآف غالانت إلى دافيد بيطان ويولي ادلشتاين في الدعوة لتأجيل اعتماد قوانين الإصلاح القضائي.
وسارع رئيس الوزراء الإسرائيلي لدعوة غالانت إلى اجتماع في مكتبه بالقدس الغربية ما دفع بالأخير لتأجيل مؤتمر صحفي كان قد دعا له إلى أجل غير مسمى.
وبرزت توقعات بإمكانية إعلان نتنياهو عن تأجيل خطوات الإصلاح القضائي بعد أن أعلن مكتبه عن كلمة مهمة سيلقيها في ساعات المساء ولكن ما لبث أن بدد هذه التوقعات بإعلانه المضي قدما في خطوات الإصلاح القضائي.
وقال نتنياهو في كلمته: "قلت إنني أعتزم أن أكون رئيس الوزراء لجميع مواطني إسرائيل، وأعتزم أن أفعل ذلك اليوم أيضًا.. لا يمكننا تحمل حدوث تمزق لا يمكن إصلاحه.. معارضو الإصلاح ليسوا خونة وأنصار الإصلاح ليسوا فاشيين".
وأضاف: "لمنع حدوث شرخ في الأمة، يجب على كل طرف أن يأخذ على محمل الجد مخاوف الطرف الآخر".
وتابع: "أعتقد أنه من الممكن تمرير إصلاح يستجيب للطرفين عبر إعادة التوازن المناسب بين السلطات والحفاظ على الحقوق الفردية لكل مواطن".
نتنياهو مضى في كلمته للشعب الإسرائيلي بقوله: "أنا أعمل للتوصل إلى حل وأنا منتبه لمخاوف الجانب الآخر، لقد قمنا بالفعل بإجراء تغييرات".
ولكنه مع ذلك استدرك: "ماضون قدما في الإصلاحات القضائية"، مشيرا إلى أن قانون اختيار قضاة المحكمة العليا سيعرض للتصويت في الأسبوع المقبل بالكنيست.
وزير الدفاع في مرمى نيران "الليكود"
وانتقد عدد من وزراء الليكود وأعضاء الكنيست بشدة نوايا وزير الدفاع على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال الرئيس التنفيذي لحزب "الليكود"، أوفير كاتس: "القرار بشأن الإصلاح يُلزم جميع أعضاء الليكود. من يقرر التصويت ضد منصبه سيضر بانضباط الحركة والائتلاف، لا يمكننا قبول ذلك".
المعارضة تلاحق نتنياهو
وبالمقابل فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عاد إلى مرمى نيران المعارضة بعد كلمته المسائية.
وقال زعيم المعارضة يائير لابيد في بيان: "بدلاً من وقف التشريع وتهدئة الأرواح، اقترب نتنياهو مرة أخرى واشتكى، واستمر في نشر أكاذيب مشينة ضد نظام العدالة لا علاقة لها بالواقع".
وأضاف: "رفض نتنياهو وقف التشريع وإعلانه عن إحضار التغيير إلى لجنة تعيين القضاة الأسبوع المقبل يثبت أنه لا ينوي إجراء مفاوضات حقيقية.. هذا لافت للنظر".
وتابع: "سنواصل القتال في الكنيست، في الشوارع، في المحكمة من أجل إسرائيل يهودية وديمقراطية وقوية".
أما زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان فقال: "الصراع الحالي في المجتمع الإسرائيلي ليس بين اليسار واليمين ولكن بين أولئك الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي، ويخدمون بالاحتياط ويعملون ويدفعون الضرائب، وأولئك الذين يهربون وحلفاؤهم من الخدمة من أجل الكرسي هم على استعداد لبيع كل قيمهم".
وأضاف: "أناشد رئيس الأركان ورئيس الشاباك الوقوف أمام الأمة وقول الحقيقة كاملة.. ما هي نتائج الإصلاح على أمن الدولة حتى على حساب الإقالة أو الاستقالة".
وبدوره قال وزير العدل السابق جدعون ساعر: "نجح خطاب نتنياهو الليلة في خيبة أمل حتى أولئك الذين ليس لديهم توقعات منه.. من الناحية العملية، أعلن أنه يعتزم إصدار قانون، كما هو مخطط، لتولي اختيار القضاة".
وأضاف: "الجواب: تقوية الاحتجاج!"
ماذا يقول المحللون؟
المحلل في الشأن الإسرائيلي أمير مخول قال في تحليل أولي لـ"العين الإخبارية": "خطاب نتنياهو الليلة هو تعبير عن ضائقته، والتي بدأت تنتقل من الشارع إلى داخل الليكود، وهو مصدر قلقه الأكبر، فالليكود هو آخر قلاعه التي يسيطر عليها، وبدأت حالة الغليان فيه والتمرد على الزعيم".
واستدرك: "نتنياهو يخرج أضعف، لكنه أكثر شراسة، مما يوحي بتصعيد العنف في الشارع الإسرائيلي بينه وبين نفسه. وقد نرى قريبا نزول الميليشيات الإرهابية لبن غفير وسموتريتش إلى الشارع وفرض ترهيبها الدموي".
وأضاف: "هل أطفأ لهيب التمرد ضده في الليكود؟ لا يبدو كذلك بل إن صقور الليكود من أمثال جالانت باتوا يعتبرون طابورا خامسا وتتعالى الدعوات لإقالتهم".
التطورات جاءت على وقع احتجاجات يوم العصيان بمشاركة عشرات الآلاف من الإسرائيليين في جميع أنحاء البلاد؛ حيث تم اعتقال العشرات خلالها.
aXA6IDMuMTQ1LjkyLjk4IA== جزيرة ام اند امز