تل أبيب تهتف برحيله.. نتنياهو «يستعين بصديق» لتهدئة المحتجين
عاد المتظاهرون بحشود إلى شوارع تل أبيب، مساء أمس السبت، للمطالبة بالتوصل إلى صفقة للرهائن والتحذير من عواقب عملية في رفح.
وفي لافتة لأول مرة، تحدث سفراء أجانب إلى عائلات الرهائن الإسرائيليين، الذين تحتجزهم حركة حماس، في مكان احتجاجهم بمدينة تل أبيب.
من بين المتحدثين السفير الأمريكي جاك ليو، والسفير البريطاني سيمون والترز، والسفير الألماني ستيفان رايبرت، والسفير النمساوي نيكولاس لوتروتي، وهي مجموعة دول معروفة بأنها صديقة لإسرائيل.
فماذا قال هؤلاء الأصدقاء؟
السفير الأمريكي قال مخاطبا عائلات الرهائن الإسرائيليين: "تواصل الولايات المتحدة المضي قدما في جهود الوساطة لإعادة المختطفين إلى ديارهم"، مضيفا أن "الظروف الإنسانية في غزة يجب أن تتحسن، وأن أفضل طريقة للقيام بذلك موافقة حماس على إطلاق سراح الرهائن".
أما السفير الألماني رايبرت فقال: "يجب أن نكون هنا، لأنه حتى الآن لم يتم التوقيع على أي اتفاق، ويجب أن نقول للجميع أنه لا يوجد شيء أكثر أهمية من إعادة المختطفين إلى ديارهم".
وانتقد السفير هجوم متطرفين إسرائيليين على شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، قائلا: "هذا لا يساعد المختطفين على الإطلاق، هذا غير عادل، هذه جريمة، الناس في إسرائيل أفضل من هذا".
وتنظم التظاهرات بشكل أسبوعي منذ عدة أشهر، لكن مهلة عضو مجلس الحرب بيني غانتس لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومن قبله وزير الدفاع يوآف غالانت من أجل التوصل إلى اتفاق ألهبت حماس المتظاهرين.
تمسك برحيل نتنياهو
وقالت العائلات في مؤتمر صحفي مع بدء التظاهرات، تابعته "العين الإخبارية": "لقد سمعنا كلمات وزير الدفاع غالانت الواضحة حول رفض نتنياهو المنهجي تقديم خطة لليوم التالي تتضمن بديلا حكوميا لحماس".
وأضافوا: "عندما لا يروج نتنياهو لاستبدال نظام حماس، فإنه يعزز حماس مرة أخرى، كما كان يقويها طوال هذه السنوات"، حسب تصريحات متعددة لهم.
وقالت إيلا ميتسجر، زوجة ابن المحتجز يورام ميتسجر: "نقول لغالانت إن نتنياهو يتجاهل مطالبكم، لقد حان الوقت للانتقال من الأقوال إلى الأفعال، بالتعاون مع أعضاء الائتلاف المسؤولين، ستقودون التحرك المحموم لإزالة نتنياهو من السلطة، هكذا سننقذ المختطفين".
وقالت عيناف موزيس أورباخ، زوجة نجل المحتجز غادي موزيس: "يقول مسؤولون أمنيون كبار إن خلق بديل للحكم في غزة أكبر رافعة ضغط على حماس في مفاوضات التوصل إلى اتفاق، لكن نتنياهو يحاول عمدا تخريب أدوات الضغط، ويدخل العصي في عجلات المفاوضات مرارا وتكرارا من أجل أسباب سياسية".
وأضافت: "حكومة نتنياهو تتخلى عن المختطفين، ودماء هؤلاء على يد نتنياهو، وكل من يتعاون معه يرتكب جريمة بحق المدنيين".
وتابعت: "السبيل الوحيد لإنقاذ جميع المختطفين هو وقف الحرب، وذلك ضمن التوقيع على الخطوط العريضة لصفقة المختطفين، إسرائيل قادرة على التعامل معها أمنيا، لذا يجب وقف الحرب فورا وإنقاذ المختطفين"، مناشدة "أعضاء مجلس الحرب بوقف توسيع العملية في رفح، والتوصل إلى اتفاق الآن".
بدورها قالت يفعات كالديرون، نجلة عم المحتجز عوفر كالديرون: "مجرد الدخول إلى رفح يعرض حياة المختطفين للخطر، ويعرض صفقة إعادتهم للخطر".
وأضافت أن "تعميق العملية في رفح ورفض نتنياهو الترويج لخطة لليوم التالي، دليل على الإهمال، فحكومته لن تكون قادرة بعد الآن على الادعاء بأن أهداف الحرب عودة المختطفين وتفكيك حماس".
وقالت إن "الجميع يفهم بالفعل أن نتنياهو يمنع التوصل إلى اتفاق لأسباب سياسية. ويمكنك أن ترى في استطلاعات الرأي أن أغلبية واضحة من الجمهور تعتقد ذلك، ولا يجب السماح له بمواصلة اتخاذ القرارات".
واتهم زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، الذي تحدث إلى المتظاهرين في تل أبيب الوزير بيني غانتس والوزير غادي آيزنكوت، بمساعدة نتنياهو وقال: "أقسم أن هذه الحكومة ستسقط".
الشرطة تستخدم القوة
واستخدمت الشرطة الإسرائيلية القوة لإجلاء المتظاهرين من مفترق طرق عزرائيلي في تل أبيب، بعد أن تم إغلاقه بالفعل.
وأعلنت الشرطة، في بيان، أن أنباء وردت عن أعمال عنف بين عدد من المتظاهرين في منطقة مفترق عزرائيلي، وقد تعامل ضباط الشرطة مع الحادث وفصلوا المتورطين أثناء اعتقال اثنين من المشتبه بتورطهم في المشاجرة، وتم نقلهما إلى مركز الشرطة للاستجواب.