رصاصة غانتس الأخيرة تورط حكومة نتنياهو.. ماذا بعد؟
مهلة تصل لـ3 أسابيع وضعها الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس، على مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لوضع خطة للحرب في غزة، لكنها تفخخ الحكومة.
وفيما قد يكون خطوة أولى نحو مغادرة الحكومة أمهل الوزير في حكومة الحرب غانتس، السبت، نتنياهو حتى 8 يونيو/حزيران المقبل، لوضع خطة عمل شاملة للحرب.
المهلة مشروطة بأن تتضمن خطة العمل 6 أهداف هي "عودة المختطفين، وانهيار حماس ونزع سلاح قطاع غزة، وإقامة بديل حكومي، وعودة سكان الشمال بحلول 1 سبتمبر/أيلول المقبل، وتعزيز التطبيع واعتماد مخطط الخدمة الإسرائيلية"، وفق ما ذكره غانتس في مؤتمر صحفي.
وبشأن الإدارة المدنية المستقبلية لغزة، رد "لا حماس ولا عباس"، في إشارة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
"حكم أقلية"
غانتس قال موجها كلامه لنتنياهو "أنظر في عينيك الليلة وأقول لك، الخيار لك، بعد التحدث إليك مرارا وتكرارا، جاءت لحظة الحقيقة. لقد حان الوقت الحاسم، لقد عرفتك لسنوات عديدة كزعيم إسرائيلي ووطني، أنت تعرف جيدا ما يجب القيام به".
وتساءل "كان نتنياهو قبل عقد من الزمان سيفعل الشيء الصحيح، هل أنت قادر على فعل الشيء الصحيح والوطني حتى اليوم؟".
وأضاف "شعب إسرائيل يراقبك، إذا كنت تفضل الوطني على الشخصي، فستجد شركاء فينا في النضال، لكن إذا اخترت أن تتبع خطى المتعصبين وتقود الأمة بأكملها إلى الهاوية، فسنضطر إلى ترك الحكومة".
وفي إشارة إلى وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، قال غانتس "لقد استولت أقلية صغيرة على جسر القيادة للسفينة الإسرائيلية وتقودها نحو جدار من الصخور".
وأضاف "من واجبي أن أقول الحقيقة للجمهور، بعد أن قلتها مرارا وتكرارا في غرف مغلقة، بدأت الاعتبارات الشخصية والسياسية تتغلغل في قدس أقداس أمن إسرائيل، لقد استولت أقلية صغيرة على جسر القيادة".
غانتس طالب بأن تتضمن خطة العمل الشاملة 6 أهداف، قائلا: "الهدف الأول هو إعادة مختطفينا إلى الوطن. ثانيا إسقاط نظام حماس، ونزع سلاح قطاع غزة وضمان السيطرة الأمنية الإسرائيلية".
وأضاف: "ثالثا إلى جانب الحفاظ على السيطرة الأمنية الإسرائيلية، إنشاء إدارة أمريكية أوروبية عربية فلسطينية تدير قطاع غزة مدنيا وتضع الأساس لبديل مستقبلي لا يتمثل في حماس أو عباس".
وتابع: "رابعا إعادة سكان الشمال (شمال إسرائيل) إلى منازلهم بحلول 1 سبتمبر/أيلول وإعادة تأهيل النقب الغربي، وخامسا تعزيز التطبيع مع المملكة العربية السعودية كجزء من عملية شاملة من شأنها أن تخلق تحالفا مع العالم الحر والعالم العربي ضد إيران".
ومضى قائلا "سادسا اعتماد مخطط خدمي يقود جميع الإسرائيليين إلى خدمة البلاد والمساهمة في الجهد الوطني الأسمى"، في إشارة إلى تجنيد المتدينين اليهود.
هل يغادر؟
وكان غانتس انضم من خلال حزبه إلى الحكومة بعد أيام قليلة من اندلاع الحرب في ٧ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال مقربون من غانتس للقناة الـ12 الإسرائيلية، السبت، إنه اضطر لتوجيه الكلمة الليلة كفرصة أخيرة لنتنياهو بعد أن عقد مؤخرا عددا من الاجتماعات الخاصة مع رئيس الوزراء.
وأضاف المقربون "أثار غانتس مسألة المخطط الاستراتيجي للحرب في مجلس وزراء الحرب أيضا، لكن رئيس الوزراء يرفض التعامل مع الأمر بعمق".
وتابعوا "لقد فعل غانتس كل ما في وسعه لتجنب ذلك، لكنه يشعر أن لديه التزاما أخلاقيا بإخبار الجمهور لماذا دخلنا في خط خطير".
وأشار المقربون إلى أن "موعد خروج غانتس من الحكومة بات قاب قوسين أو أدنى، لكن هذه هي الرصاصة الأخيرة".
ومن جهته، قال مقرب من غانتس لصحيفة "معاريف" إن "هدف غانتس هو الحفاظ على الوحدة، ولكن ليس على حساب الفشل في تحقيق أهدافنا".
وأضاف: "دون مخطط استراتيجي جديد، لن يكون قادرا على مواصلة الشراكة".
هل تسقط الحكومة؟
فعليا، خروج غانتس من الحكومة لا يعني سقوطها لأنه أصلا انضم إلى الحكومة، وهي تحظى بدعم 64 من أعضاء الكنيست "البرلمان"، الـ120.
لكنّ مراقبين يرون أن خروج غانتس من الحكومة قد يشجع أعضاء في الليكود، الحزب الذي يقوده نتنياهو، على التمرد على الأخير.
كما أن خروجه سيفقد الحكومة الإسرائيلية الكثير من الدعم الدولي الذي تتمتع به في حربها على غزة، وفق المراقبين.
ماذا قال زعيم المعارضة؟
وتعليقا على تصريحات غانتس، كتب زعيم المعارضة يائير لابيد في بيان "يجب أن يعلن بيني غانتس الليلة أنه سيستقيل من أفظع حكومة في تاريخ البلاد، يجب أن يعلن أنه لم يعد مستعدا لتقديم يد المساعدة للتخلي عن المختطفين، والتخلي عن الشمال، وسحق الاقتصاد والطبقة الوسطى".
وتابع "يجب أن يقول إنه لن يساعد نتنياهو بعد الآن على البقاء في السلطة، وأنه سيترك الحكومة على الفور ويدعو إلى إجراء انتخابات الآن".
aXA6IDMuMTMxLjEzLjE5NiA= جزيرة ام اند امز