بتوقيت كورونا.. "الحريديم" يختبرون حواجز الاحتلال والجيش يتعلم لغتهم
انتقادات لأداء الجيش الإسرائيلي في مواجهة أزمة كورونا.. يستخدم آليات الاحتلال التي لا يجيد غيرها كأداة قمعية
في سابقة تاريخية انكفأ جيش الاحتلال الإسرائيلي على الداخل، مع تفشي فيروس كورونا، وللمرة الأولى بات على جنوده تعلم لغة اليهود المتشددين "الحريديم" فيما جاء دورهم لاختبار حواجزه.
وبين إقامة مستشفيات لعزل المصابين بالوباء القاتل وحواجز في المناطق الموبوءة، أصبح على جيش احترف القمع والاحتلال ممارسة مهامه في بيئة مختلفة.
واستكمل جيش الاحتلال الاستعدادات لإقامة مستشفى خاص لعلاج مرضى فيروس كورونا، بحسب بيان أشار أيضا إلى أنه سيقام إلى جانب أحد المشافي المدنية وسيكون مستقلا ويمكنه استيعاب 450 مريضا ممن توصف إصاباتهم بأنها متوسطة أو طفيفة.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أعلن الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن 4 فنادق في شمالي ووسط وجنوبي البلاد خصصها لمعالجة مرضى فيروس كورونا، ناشرا نحو 1000 جندي في شوارع عدة مدن لمساندة الشرطة في جهود الحد من انتشار الفيروس.
وتاريخيا، فمسؤولية الجيش الإسرائيلي تقتصر على الحروب وعلى احتلال الأراضي الفلسطينية أو الوجود على الحدود أما التعامل مع المدنيين فهو من مسؤولية الشرطة المدنية.
ولكن المشهد بدأ يتغير تدريجيا في الشهرين الماضيين بدور أكبر للجيش في الحياة المدنية الإسرائيلية بما في ذلك محاولة تصنيع أجهزة تنفس لمرضى كورونا.
واعتبرت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية أن قرار الجيش إقامة مستشفى عسكري لعلاج المدنيين "قد يشكل سابقة تاريخية".
"كيف يحتل!"
وليس ثمة تجارب سابقة للجيش الإسرائيلي في التعامل مع الكوارث الطبيعية، ولكن المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تسفي بارئيل اعتبر أن "الجيش الإسرائيلي يقوم بما تعلمه على مدى السنوات الـ53 الماضية (سنوات احتلاله لفلسطين)، كيف يحتل".
ففي الأيام الأخيرة لعب الجيش الإسرائيلي دورا في فرض الحصار على مدينة بني براك، وسط إسرائيل، حيث انتشر الفيروس بشكل واسع في المدينة ذات أغلبية سكانية من المتدينين اليهود "الحريديم".
وقال بارئيل: "يعرف الجيش مكان وكيفية وضع الحواجز، والتحقق من وثائق الهوية للتحقق من عنوان السكان اليهود غير الشرعيين الذين يحاولون دخول الأراضي المحرمة".
وأضاف: "كما سارع الجيش لإصدار كتيب من العبارات والوصايا الأساسية في الإيديية (لغة يهود أوروبا) لجنوده، تماما مثلما توجد حواجز الطرق في الأراضي الفلسطينية باللغة العربية".
وكان الجيش الإسرائيلي وزع على جنوده قائمة بكلمات باللغة الإيديية لمساعدتهم على الحديث مع اليهود المتدينين "الحريديم" الذين تظهر معطيات وزارة الصحة الإسرائيلية إنهم الأكثر عدوى بفيروس كورونا.
وتعيد هذه القائمة إلى الأذهان قائمة الكلمات التي يتعلمها جنود الاحتلال حول كيفية التعامل مع الفلسطينيين مثل "قف" و"هويتك" و"ما اسمك" وغيرها من المصطلحات اللازمة على الحواجز.
وأفسح انتشار فيروس كورونا دورا أكبر للأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية في حياة المدنيين.
فجهاز المخابرات الإسرائيلي الخارجي "الموساد" مكلف من قبل الحكومة بشراء معدات فحص وعلاج كورونا، أما جهاز المخابرات الداخلي "الشاباك" فهو مكلف رسميا من قبل الحكومة بتعقب المصابين أو المشتبه بإصابتهم بالفيروس من خلال أجهزتهم النقالة وبطاقات الائتمان، فيما يضطلع الجيش بإدارة عسكرية على الأرض.
ويثير الدور المتنامي للجيش الإسرائيلي في الحياة المدنية مخاوف الكثيرين؛ إذ يشير بارئيل إلى أنه "إذا استخدمنا الجيش للقضاء على الفيروس، فإننا قد نستخدم خدماته لتفريق المظاهرات أو اعتقال المعارضين".