اجتماع «الكابينت» الإسرائيلي.. كيف تحول من «حاسم» إلى «ممل»؟

انتهى اجتماع المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي "الكابينت"، الثلاثاء، بعد ساعتين من المداولات دون أي قرار يذكر.
وسادت توقعات بأن "الكابينت" سيبحث الرد الإسرائيلي على موافقة "حماس" على اقتراح الوسطاء لوقف إطلاق النار في غزة، وهو ما لم يحصل.
كما سادت أيضا تكهنات بأن "الكابينت" سيصادق على خطط الجيش الإسرائيلي لاحتلال مدينة غزة، ولكنه لم يفعل ذلك أيضا.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن وزير إسرائيلي لم تسمه قوله: "لا أفهم لماذا تم استدعاؤنا إلى هذا النقاش غير الضروري".
«ملل»
فيما قال وزير آخر: "شعر الوزراء الذين شاركوا في الاجتماع بالملل، وشوهد بعضهم يغادر الاجتماع عدة مرات لتكريمهم بالطعام الذي يتم تقديمه خارج قاعة مجلس الوزراء".
وأضاف الوزير لهيئة البث دون ذكر هويته أيضا: "كانت الجلسة قصيرة، واستمرت ما بين ساعتين وساعتين ونصف".
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، فإنه "لم يصدر أي إعلان رسمي عن القضايا التي نوقشت في الاجتماع، ولكن ورد أنه لم يتناول الاتصالات أو اقتراح الوسطاء".
وفي هذا الصدد قالت القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية إن "الجلسة تناولت استعراضًا إقليميًا ولم تتناول موضوع غزة بشكل محدد".
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن 5 وزراء غابوا عن اللقاء وهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير المتواجد في جورجيا، ووزير الخارجية جدعون ساعر ووزيرة المواصلات ميري ريغيف المتواجدين في الولايات المتحدة الأمريكية.
كما غاب أيضا وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر المتواجد خارج إسرائيل، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش الذي لم يتضح سبب تغيبه.
جلسة إضافية
من جهتها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت": "الكابينت تناول استعراضًا عامًا للوزراء حول مختلف الجبهات بشكل واسع، وتم تحديد جلسة كابينت إضافية ليوم الأحد، حيث ستُناقش الخطط العملياتية الخاصة بغزة".
واستدركت: "في الواقع، الخطط قد تمت المصادقة عليها بالفعل، لأن رئيس الحكومة ووزير الدفاع مُنحا الصلاحية للمصادقة على الخطط قبل بضعة أسابيع".
وتم اختتام الاجتماع سريعا من أجل مشاركة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والوزراء في حفل عشاء بمطعم بالقدس الغربية.
من جانبها، ذكرت قناة "إسرائيل 24" أن نتنياهو قال في رسالة إلى الوزراء: "لا يوجد اتفاق مطروح على الطاولة".
وأضافت: "في مناقشات أخرى، قال الوزراء لنتنياهو: يجب التأكيد على أن تفكيك حماس في هذه المرحلة له الأولوية على إعادة الرهائن، وطالب الوزراء نتنياهو بأن يقول ذلك بنفسه".
بدوره، قال رئيس المعارضة الاسرائيلية يائير لابيد على منصة "إكس"، إن "اجتماع الكابينت اليوم انتهى دون أن يناقش الوزراء حتى صفقة الأسرى هو وصمة عار أخلاقية إضافية على حكومة السابع من أكتوبر"، في إشارة لحكومة طوارئ "حرب" التي تشكلت عقب هجوم حماس في أكتوبر/ تشرين أول 2023.
وأضاف لابيد: "أقول بشكل قاطع للشعب الإسرائيلي – هناك صفقة مطروحة على الطاولة، يمكن إعادة الأسرى إلى بيوتهم وإنهاء الحرب".
احتجاجات في تل أبيب
بالتزامن مع جلسة الكابينت، تظاهر عشرات الآلاف من الإسرائيليين في تل أبيب للمطالبة باتفاق يعيد الرهائن وينهي الحرب على غزة.
كما جرى احتجاج خارج المطعم الذي تواجد فيه نتنياهو والوزراء بالقدس الغربية، وقال المتظاهرون: "المختطفون يتضورون جوعا وأنتم تحتفلون".
وهتف المتظاهرون في تل أبيب من أجل إبرام اتفاق.
وقالت شارون ألوني كونيو، التي كانت من بين الرهائن في غزة، خلال المظاهرة: "في الوقت الذي يطالب فيه الناس بصفقة، وكل قوات الأمن تريد اتفاقا، والعالم يريده: هناك من ينسفه، وهناك من يعارض إنقاذ الأرواح، وهناك من يتخلى عنها، وهناك من تخلى عنها بالفعل".
وأضافت: "أناشد صانعي القرار: عودوا إلى طاولة المفاوضات، واقبلوا الصفقة، أوقفوا الحرب وأحضروا الجميع إلى هنا".