مركز إسرائيلي: غزة تواجه كارثة إنسانية من إنتاج تل أبيب بسبب كورونا
المركز يقول إنه منذ تنفيذ إسرائيل الانسحاب الأحادي من غزة عام 2005 اتبعت تل أبيب سياسة التنصل من المسؤولية عن قطاع غزة.
حذر مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسيلم"، الإثنين، من أن تفشي فيروس كورونا في قطاع غزة سيؤدي إلى كارثة بحجم مروع نتاج الظروف الكارثية في القطاع، نتيجة الحصار الذي تفرضه إسرائيل منذ أكثر من 10 سنوات.
وقال المركز، في بيان تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه: "لنا أن نتصور حجم الكارثة المرعبة التي ستؤثر على قطاع غزة على خلفية الجمع بين الاكتظاظ السكاني ونتائج الحصار، ومن بينها انهيار جهاز الصحة والفقر المدقع والاعتماد على الإغاثة الإنسانية وانهيار البنى التحتية وظروف الحياة الصعبة التي تؤثر على الوضع الصحي لسكان القطاع حتى دون تعرضهم لفيروس كورونا المستجد".
وأشار البيان إلى إعلان وزارة الصحة بغزة، الأحد، إصابة فلسطينيين اثنين من سكان قطاع غزة بفيروس كورونا، وأنهما عادا من باكستان وأخضعا للحجر الصحي لحظة عودتهما إلى القطاع، ويرقد كلاهما الآن في مستشفى ميداني في رفح أقامته السلطات في غزة.
وقال: "لا توجد اليوم دولة في العالم إلا وينتابها القلق خشية عجز جهازها الصحي أو حتى انهياره في مواجهة آلاف أو عشرات آلاف المصابين بعدوى الوباء ولا حتى إسرائيل أو الدول الأخرى التي تملك جهاز صحة حديثاً ومتطوراً".
ونبه إلى أن "جهاز الصحة في قطاع غزة منهار أصلاً حتى قبل وجود مريض الكورونا الأول، وهو اليوم أبعد ما يكون عن تلبية احتياجات السكان في ظل النقص في الأدوية والتجهيزات والمعدات الطبية والاستكمالات المهنية".
وأشار إلى أنه "حتى في الأيام العادية لا تسمح إسرائيل إلا بخروج جزء ضئيل جداً من المحتاجين لتلقي العلاج في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية أو داخل إسرائيل أو في دول أخرى".
ووفق البيان ومنذ تنفيذ خطة "فك الارتباط" (الانسحاب الأحادي من غزة) في 2005 "اتبعت إسرائيل سياسة التنصل من المسؤولية عن قطاع غزة وتتعامل مع ما يحدث هناك وكأنه يحدث في دولة أجنبية".
وشدد على أن إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا الواقع بقوله: "بعد احتلال دام عشرات السنين امتنعت خلالها عن تخصيص أي ميزانيات للقطاع وبعد حصار تفرضه منذ 12 عاماً جعلت خلالها القطاع أكبر سجن مفتوح في العالم".
وقال: "غزة اليوم في ذروة كارثة إنسانية كلها من إنتاج إسرائيل"، مشيراً إلى أن "السياسة الإسرائيلية تحكم على سكان القطاع ما يقارب مليوني إنسان العيش في فقر مدقع وعوز".
وذكر أن "الاقتصاد انهار منذ زمن طويل والسكان محبوسون داخل سوق عمل صغير ومحدود مما أنتج بطالة وصلت أكثر من 70% في أوساط الشباب وجعل نحو 80% من السكان معتمدين على مخصصات الغوث الإنساني"، كما أشار إلى انهيار البنى التحتية.
وقال: "المياه التي يتم استخراجها في قطاع غزة تكاد تكون كلها غير صالحة للشرب والكهرباء تزود فقط لبضع ساعات كل يوم مما يمس بأداء شبكتي المياه والصرف الصحي".
وحمّل البيان إسرائيل المسؤولية، قائلاً: "الذي أنتج هذا الواقع هو المسؤول أيضاً عن صحة المليوني إنسان الذين يعيشون في قطاع غزة، لا يمكن لإسرائيل أن تنفض يديها إزاء تحقق سيناريو الرعب الذي أنتجته ولم تحاول أبداً منعه".