ما مدى فاعلية «الدفاعات الإسرائيلية» في مواجهة الهجمات الإيرانية؟

رغم أنظمة الدفاع الجوية «المتقدمة» التي تمتلكها إسرائيل، فإن بعضا من هجمات طهران على تل أبيب تصل إلى أهدافها، مما أثار تساؤلات حول مدى فاعلية المنظومة الإسرائيلية التي تساندها منظومات أمريكية أخرى.
وخلال الأسبوع الماضي، شنّت إسرائيل غارات جوية على إيران، وردت طهران بوابل من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة باتجاهها.
وبينما صدّ نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي المتطور في الماضي هجمات من غزة ولبنان والعراق وسوريا واليمن وإيران، اختبرت الصواريخ الإيرانية هذه الشبكة متعددة الطبقات، وأصابت بعض المقذوفات أهدافها.
وأسفرت غارة جوية يوم الخميس عن إصابة نحو 80 شخصًا في مركز سوروكا الطبي في بئر السبع، أكبر مستشفى في جنوب إسرائيل، وتسببت في أضرار جسيمة.
وتشمل الدفاعات الإسرائيلية القبة الحديدية، المصممة لصد الصواريخ قصيرة المدى والمدفعية، كتلك التي تُطلق من غزة. أما النظامان الآخران، وهما «مقلاع داود» و«سهم»، فهما مصممان لمواجهة التهديدات متوسطة وبعيدة المدى، بما في ذلك الطائرات، والطائرات المسيرة، والصواريخ، والقذائف.
وأفاد مسؤولون أمريكيون ودفاعيون لصحيفة واشنطن بوست بأن الجيش الأمريكي ساعد إسرائيل في اعتراض الصواريخ الإيرانية القادمة.
وصرح مسؤول عسكري إسرائيلي للصحفيين يوم الثلاثاء بأن إيران أطلقت أكثر من ألف قذيفة منذ 13 يونيو/حزيران، وأن بضع عشرات منها سقطت في إسرائيل.
فما مدى فاعلية المنظومة الدفاعية الإسرائيلية؟
تقول إسرائيل إن غالبية الصواريخ الإيرانية تُعترض، لكن جيشها يُحذّر الإسرائيليين من أن «سلوكهم في الجبهة الداخلية بالغ الأهمية»، بما في ذلك الاحتماء في أماكن محمية عند انطلاق صفارات الإنذار.
وصرحت المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي، إيفي ديفرين، يوم الثلاثاء: «لا يمكننا أن نتهاون. لا يزال الإيرانيون يمتلكون القدرات والنية لضرب الجبهة الداخلية لإسرائيل».
وأعلنت الحكومة الإسرائيلية، الثلاثاء، أن نسبة نجاح عمليات الاعتراض بلغت أكثر من 90%.
وتستطيع الصواريخ الباليستية الإيرانية قطع مسافة تزيد عن ألف ميل بين إيران وإسرائيل في 12 دقيقة. تُدفع هذه الصواريخ إلى الغلاف الجوي الخارجي للأرض وما بعده، ثم تعود إلى الأرض لتهبط بسرعة تفوق سرعة الصوت بعدة مرات - آلاف الأميال في الساعة.
وأطلقت إيران أيضًا صواريخ كروز، التي تدفع نفسها بنفسها أثناء رحلاتها، وطائرات بدون طيار مبرمجة لحمل المتفجرات نحو أهداف محددة مسبقًا.
وزعم الجيش الإيراني، الثلاثاء، أنه يستخدم أيضًا «أسلحة جديدة ومتطورة».
فيما ادعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الإثنين أن «إسرائيل تسيطر على سماء طهران»، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي «نجح في تقليص قدرات إيران الهجومية بشكل كبير من خلال ضرب منصات إطلاق الصواريخ، ومرافق تخزين الطائرات بدون طيار، ومواقع إنتاج وتخزين الصواريخ».
وفي أكتوبر/تشرين الأول، أطلقت إيران ما لا يقل عن 180 صاروخًا باليستيًا باتجاه إسرائيل. ووجد تحليلٌ لصحيفة واشنطن بوست أن ما لا يقل عن عشرين صاروخًا نجح في اختراق الدفاعات الإسرائيلية. وتسبب بعضها في أضرار في مواقع عسكرية واستخباراتية إسرائيلية أو بالقرب منها.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن قدرات إيران في ذلك الهجوم فاجأت بعض المحللين، الذين قالوا إنهم لم يكونوا على علم بأن إيران تمتلك العدد الكافي من منصات الإطلاق. لكن المحللين يقولون الآن إن قدراتها قد تتضاءل مع نفاد مخزونها.
وشاركت بطاريتا باتريوت وثاد للدفاع الصاروخي، اللتان يديرهما عسكريون أمريكيون ونُشرتا في الأصل في عهد إدارة جو بايدن، في الدفاع الجوي الإسرائيلي في 13 يونيو/حزيران، وفقًا لمسؤولين دفاعيين أمريكيين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة العمليات.
ويمثل ذلك مشاركة أقل في الدفاع الإسرائيلي مقارنةً بالعام الماضي، عندما ساعدت الأصول الجوية والبحرية الأمريكية في إسقاط صواريخ إيرانية قادمة خلال هجومين إيرانيين.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTY4IA== جزيرة ام اند امز