ربط مراقبون بين التصعيد الإسرائيلي غير المسبوق، منذ بداية الحرب، في غزة مع مفاوضات الهدنة الإنسانية بمقابل رهائن.
وأكدوا أن القصف الجوي والبري والبحري الشديد المترافق مع توغل بري هو الأكثر عمقا منذ بدء الحرب وبين الجهود للتوصل إلى هدنة إنسانية في غزة.
وفسروا التصعيد الشديد بأنه قد يكون محاولة للضغط على "حماس" لخفض المطالب التي تقدمت بها عبر الوسطاء بمقابل إطلاق الرهائن الإسرائيليين الذين يحملون جوازات سفر أجنبية الذين يقدر عددهم بنحو 50 من أصل أكثر من 200.
وكانت مفاوضات مكثفة جرت في اليومين الماضيين في محاولة للتوصل الى هدنة إنسانية تريد "حماس" أن تشمل إدخال الوقود والمواد الإنسانية وإطلاق سراح أسرى ووقف إطلاق النار لمدة 5 أيام بمقابل إطلاق الرهائن الإسرائيليين الذين يحملون جوازات سفر أجنبية.
ولكن تسريبات أشارت إلى أن إسرائيل تقبل فقط بوقف إنساني لإطلاق النار لمدة يوم واحد شريطة أن يكون تحت رقابة دولية.
وامتنعت إسرائيل، الجمعة، عن الحديث عن رفض إدخال الوقود إلى غزة ما قد يشكل انفراجة لحلحة في هذا الموضوع.
بينما اعتبر أخرون أن التصعيد الإسرائيلي قد يكون إشارة إلى انهيار هذه المفاوضات كليا وهو ما لم يشر إليه أي طرف.
فقد أعلن البيت الأبيض دعمه لهدنة يتم بموجبها إطلاق الرهائن الإسرائيليين الذين يحملون جوازات سفر أجنبية.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي للصحفيين: "نعتقد تماما أنه إذا كان من الممكن تنفيذ هدنة للسماح(...) بالإفراج عن الرهائن، فهذا أمر سندعمه بالتأكيد ونعتقد أن إسرائيل يجب أن تدعمه".
وكشف كيربي النقاب عن أنه "أجرينا محادثات نشطة معهم حول هذا الموضوع"، مشيرا إلى أن واشنطن "ستواصل الضغط مع شركائنا في المنطقة" لإتمام الأمر.
وأضاف: "إذا كان ذلك يتطلب توقفًا مؤقتًا ومحليًا للقيام بذلك، فنحن ندعم ذلك تمامًا، نحن ندعم أي جهد يمكن بذله لإعادتهم إلى منازلهم بأمان وعائلاتهم".
كما قال كيربي لشبكة "سي ان ان": "نحن نعمل بجد اليوم كما فعلنا بالأمس واليوم السابق لإعادة هؤلاء الرهائن إلى وطنهم، وسوف نفعل كل ما يتطلبه الأمر للعمل مع شركائنا لتحقيق هذه النتيجة".
وتدعم الولايات المتحدة الأمريكية إسرائيل في حربها التي تقول إنها تهدف إلى القضاء على حكم حماس في غزة والقضاء على قدراتها العسكرية.
لكن الولايات المتحدة تولي أيضا أهمية كبيرة لإطلاق الرهائن الإسرائيليين الذين يحملون جنسيات أجنبية وخاصة الجنسية الأمريكية.