العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح.. شهر حاسم وأسئلة صعبة
بإعلانها التخطيط لعملية عسكرية في رفح، فإن إسرائيل تقف أمام العديد من الأسئلة الصعبة، التي يتعين عليها الإجابة عنها دوليا ومحليا.
ويقف على رأس هذه الأسئلة -دوليا- مصير نحو مليون و400 ألف فلسطيني موجودين في رفح، وهل ستجري العملية خلال شهر رمضان؟
- اليوم 128 لحرب غزة.. لهيب الحرب يحاصر رفح والتحذيرات من كارثة تتزايد
- كارثة إنسانية وتوترات خطيرة.. تحذيرات من هجوم إسرائيل الوشيك على رفح
أما محليا فإن على الحكومة الإسرائيلية أن تجيب مواطنيها عن مصير صفقة تبادل الأسرى في حال تنفيذ هذه العملية.
والأهم أنه كشفت ردود الفعل الدولية، بما فيها الأمريكية والأوروبية خلال اليومين الماضيين، أن إسرائيل -بخلاف الموقف عند إطلاق الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي- لا تجد غطاء دوليا لعمليتها العسكرية في رفح.
وبموازاة ردود الفعل الغاضبة على إيعازه الإعداد لعملية عسكرية في رفح، فإن نتنياهو يواجه السؤال الحاسم محليا في إسرائيل.. وماذا عن مصير الرهائن؟
فقد اعتبر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل، الأحد، أن "نتنياهو يفضل الشعارات الجوفاء حول "النصر الشامل" في غزة على حياة الرهائن الإسرائيليين.
وقال في مقال تابعته "العين الإخبارية: "تشير كل الدلائل إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لا ينوي المخاطرة ببقاء ائتلافه اليميني المتطرف من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حماس، فبالنسبة له يمكن للرهائن الانتظار".
وأضاف: "كجزء من محاولة تخويف حماس أعلن نتنياهو أنه أصدر تعليماته للجيش الإسرائيلي بالاستعداد للاستيلاء على رفح، والاستعداد لإجلاء السكان المدنيين من المنطقة، إن إجلاء 1.3 مليون شخص يعيشون في ظروف مكتظة للغاية هو جزء من مطلب أمريكي، في حال مضت إسرائيل قدماً في هذه الخطة".
وتابع: "نوايا نتنياهو واضحة أيضا في الطريقة التي تتصرف بها أبواقه، وذكرت القناة 13 أن مكتبه ضغط على أعضاء حكومة الليكود ليعلنوا معارضتهم صفقة الرهائن المقترحة، وفي الاستوديوهات في (منزله) القناة 14 يقوم المعلقون بتحضير الرأي العام لضرورة التخلي عن فكرة إعادة الرهائن إلى الوطن، من أجل تحقيق النصر النهائي".
ورأى هارئيل أنه "لا عجب أن الأمريكيين غاضبون. لا يمر يوم دون أن يهاجم الرئيس جو بايدن أو غيره من كبار المسؤولين سلوك نتنياهو بشكل مباشر".
وقال: "يترجم إحباط الإدارة أيضاً إلى خطوات أكثر شدة ضد المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية. عندما التقى وزير الخارجية أنتوني بلينكن عائلات الرهائن في زيارته الأخيرة إلى هنا، سرب رفاقه حقيقة أنه كان لديه انطباع بأنه يهتم بالرهائن أكثر من اهتمام نتنياهو".
وما يزيد من الضغوط محليا على نتنياهو هو إعلان مصدر في "حماس"، الأحد، أن" أي هجوم لجيش الاحتلال على مدينة رفح يعني نسف مفاوضات التبادل".
«خطة جاهزة وهذا ما يؤخرها»
وبدورها فقد ذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، الأحد، أن "خطة الجيش الإسرائيلي للعملية في رفح جاهزة وتنتظر وقتها، مع اعتبار رئيسي يؤخر قرار البدء بها، وهو خطة منظمة لإجلاء السكان المدنيين من المنطقة".
وقال مصدر إسرائيلي إن "العمل العسكري في رفح لن يتم إلا بعد أن يكون هناك تفاهم واضح وقرار نهائي".
وقالت الصحيفة: "بالإضافة إلى مسألة إجلاء السكان، هناك اعتبارات عملياتية أخرى تؤخر بدء المناورة في رفح. وفي هذه الأثناء لم يتم الانتهاء من خطة الإخلاء والموافقة عليها بعد".
وقال معلق الشؤون الفلسطينية المقدم (احتياط) ألون إيفياتار إن التقارير الإسرائيلية عن انقطاع اتصال زعيم "حماس" في غزة مع القيادة والميدان هي "نوع من الحرب النفسية، لممارسة نوع من الضغط".
وأضاف: "قد تكون هناك بالفعل صعوبات في التواصل معه، يمكن للمرء أن يفترض أن هذا ليس خيالا علميا، فهو ينتقل إلى مكان مختلف كل ليلة، مع لوجستيات معقدة، وهناك ربما مشاكل في التواصل المستمر، يمكن للمرء أن يفترض أنه منفصل عن أي اتصال رقمي على الإطلاق، ربما لا توجد حقا سلسلة متصلة من التواصل معه، وربما أصبح من الصعب الوصول إليه، وربما هو نفسه لا يجيب دائما عن أن الناس يحاولون الحصول على إجابات".
واستدرك "لا يجب قياس كل شيء في السياقات المادية فقط، فهناك معركة عقلية وتوعوية وسياسية، وبالتأكيد ليس كل شيء عقلانيا تماما".
واعتبر أن مصدر القلق الحقيقي بالنسبة للعمل العسكري في رفح هو وجود أعداد كبيرة من المدنيين الفلسطينيين.
وقال: "دون نقل السكان إلى منطقة أخرى، على الأقل معظمهم، لن نكون قادرين على العمل هناك بطريقة ترضينا من حيث القدرة ولن تدفع الفلسطينيين نحو سيناء. ليس هناك الكثير من المواقع لنقلهم إليه، وهذه ليست قصة بسيطة، إن المهمة في رفح ليست عسكرية فحسب، وإنما سياسية أيضا، أولا وقبل كل شيء".
كما ألمحت الصحيفة إلى أن التلويح بالعملية العسكرية في رفح يأتي للضغط على حماس.
وقالت: "التركيز على المناورة البرية المخطط لها يأتي على خلفية رد حماس على الخطوط العريضة لصفقة الرهائن، كوسيلة ضغط إضافية على السنوار وشركائه".
العملية وشهر رمضان
وتقول وسائل الإعلام الإسرائيلية إن الولايات المتحدة الأمريكية تضغط على إسرائيل لعدم القيام بأي عمل عسكري خلال شهر رمضان الذي سيحل بعد شهر.
وليس من الواضح إن كانت إسرائيل ستطلق عمليتها قبل شهر رمضان أم تنتظر حتى نهايته.
وسبق لنتنياهو أن قال إن التحرك نحو رفح سيبدأ بعد الانتهاء من العملية في خان يونس.
ولكن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي قال أمس إن العملية في خان يونس تتقدم، مستدركا "إننا بعيدون عن إنهاء القتال في خان يونس، رغم أننا حققنا نجاحاً كبيراً حتى الآن".
aXA6IDE4LjExNy43NS4yMTgg جزيرة ام اند امز