"تجميد تكتيكي".. معارضة إسرائيل تعلق حوار الإصلاح القضائي مع الحكومة
في تعليق تكتيكي بهدف اختيار مرشح إضافي منها، علقت المعارضة الحوار مع الحكومة الإسرائيلية بشأن قوانين الإصلاح القضائي.
وبعد نقاشات دامت نحو الساعتين، صوت الكنيست الإسرائيلي لصالح تعيين عضو الكنيست من حزب "هناك مستقبل" المعارض ووزيرة الطاقة السابقة كارين الهرار في لجنة اختيار القضاة.
- "الميزانية وإيران".. نتنياهو يقفز بأولوياته بعيدا عن إصلاح القضاء
- الحكومة الإسرائيلية تحشد أنصارها.. "الشعب يريد إصلاح القضاء"
وكانت المفاجأة أن الهرار حصلت على أصوات 58 نائبا بالكنيست وهو ما يعني أنها حصلت على أصوات من أحزاب الحكومة ما شكل صدمة كبيرة لليمين الإسرائيلي المتطرف.
ولدى أحزاب الحكومة الإسرائيلية 64 من أعضاء الكنيست فيما لدى المعارضة 56 من أعضاء الكنيست الـ120.
وبالمقابل، أخفقت مرشحة حزب (الليكود) تالي غوتليف بعد حصولها على 15 صوتا فقط ومعارضة 59 نائبا، وكان 115 من أعضاء الكنيست ال 120 شاركوا بالتصويت.
وتتشكل لجنة تعيين القضاة من 9 أعضاء هم وزير العدل الذي يرأس اللجنة، ورئيس المحكمة العليا، و2 من أعضاء المحكمة العليا، و2 من نقابة المحامين، و2 من أعضاء الكنيست.
وعادة ما يتم انتخاب نائب من الحكومة وآخر من المعارضة لعضوية اللجنة، لكن الأحزاب المشكلة للحكومة أرادت الخروج عن التقاليد وانتخاب النائبين من أحزاب الحكومة.
وباختيار عضو من الكنيست من المعارضة فإنه يتعين في غضون 30 يوما إجراء انتخابات أخرى سيتم على إثرها انتخاب عضو من الحكومة.
ووجه نواب من الحكومة الاتهامات إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي أبدى استعداده لأن يكون أحد النائبين من الكنيست من المعارضة، في الوقت الذي أصر فيه أعضاء أحزاب حكومته على أن يكون النائبان من الأحزاب المؤيدة للحكومة.
ويقول مراقبون إن نتنياهو طلب من أعضاء حزبه عدم الترشح للموقع أو التصويت لأي مرشح بهدف إفشال الانتخابات وتأجيل العملية برمتها إلى ما بعد الشهر.
ولكن عضوة الكنيست من الحزب غوتليف خالفت رأي نتنياهو وأصرت على خوض الانتخابات قبل فشلها.
وقالت غوتليف لوسائل الإعلام إن نتنياهو "رفع صوته" في وجهها خلال اجتماع لحزب (الليكود) سبق التصويت وطلب منها سحب ترشيحها ولكنها رفضت الانصياع لطلبه.
لكن تصويت أعضاء من الحكومة لصالح الهرار قلب الموازين وأحدث دراما في الكنيست، ولم يكن من الواضح مَن من أعضاء الحكومة صوت لصالح الهرار باعتبار أن التصويت سري.
بن غفير.. "علامات استفهام"
ومن جانبه، وجه وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير الاتهام لأعضاء من (الليكود) بالتصويت لصالح الهرار.
وقال في بيان: "حقيقة أن بعض أعضاء الليكود صوتوا ضد موقف الائتلاف (الحكومة) هو أمر مقلق للغاية ويثير علامة استفهام كبيرة إذا كان جميع أعضاء الليكود ملتزمين بالإصلاح القضائي".
وأضاف: "في تصويت عام، سنرى ما إذا كان كل الليكود ملتزمًا باليمين أم لا"، داعيا إلى إصدار تشريع "فوري" يهدف إلى منح التحالف السيطرة الكاملة على تعيين القضاة.
وكانت الحكومة الإسرائيلية على وشك تمرير هذا التشريع في الكنيست قبل أن يتم تجميده في أواخر مارس/آذار للسماح بإجراء حوار بين الحكومة والمعارضة برعاية الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ.
ولم يفض الحوار الذي جرى منذ ذلك الحين إلى أي اتفاق وسط استمرار الاحتجاجات في الشارع الإسرائيلي للأسبوع الـ23 على التوالي ضد خطة التعديلات التي تقترحها الحكومة للقضاء.
وكانت العديد من الدول الغربية، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، طلبت من نتنياهو القبول بالحوار مع المعارضة لأجل التوصل إلى حل وسط بشأن هذه التعديلات.
ورفض الرئيس الأمريكي جو بايدن استقبال نتنياهو في البيت الأبيض حتى التوصل إلى حل وسط.
ورغم ترحيبها بانتخاب الهرار لعضوية لجنة تعيينات القضاة، فإن المعارضة أعلنت تعليق الحوار حتى انتخاب عضو ثان للجنة تعيين القضاة.
لابيد: خسارة لنتنياهو
وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية ورئيس حزب (هناك مستقبل) المعارض يائير لابيد في تغريدة على تويتر: "دون لجنة لاختيار القضاة لن نصل إلى منزل الرئيس" في إشارة الى الحوار.
وأضاف: "دون لجنة لن تكون هناك محادثات"، معتبرا أن "انتخاب الهرار لعضوية اللجنة خبر سار، وخسارة لنتنياهو".
وقال: "نتنياهو تعهد للرئيس لكنه انهار بعد ذلك بضغط شركائه. لقد خسر التصويت لأنه حتى في ائتلافه يوجد أشخاص محترمون تعتبر الديمقراطية مهمة بالنسبة لهم".
واستدرك: "أما الخبر غير السار فهو وجود ممثل في لجنة اختيار القضاة، ولكن لا توجد لجنة لاختيار القضاة. نتنياهو اليوم منع قيامها، واضعا حدا للتظاهر بانفتاحه على المفاوضات".
وأضاف لابيد: "كان نتنياهو غشاشا وقويا، والآن هو غشاش وضعيف. لم يتم تشكيل اللجنة، ولم تتم إزالة التهديد للديمقراطية".
غانتس: "لا حوار دون لجنة"
أما زعيم حزب (الوحدة الوطنية) المعارض ووزير الدفاع السابق بيني غانتس، فقال في تغريدة على تويتر: "في خمس كلمات: بنيامين نتنياهو ضد دولة إسرائيل".
واعتبر أن "نتنياهو فشل في منع انتخاب الهرار لعضوية لجنة اختيار القضاة".
وقال: "نتنياهو حاول وفشل.. أنا منزعج لأن نتنياهو انهار. نتنياهو استسلم للمتطرفين، يثير سلوكه علامة استفهام كبيرة حول حكمه في المسائل المصيرية، ويطرح سؤالا حول قدرته على السيطرة على الائتلاف (الحكومة) والالتزام بالتفاهمات".
وأضاف: "في الوضع الحالي، عندما لا تكون هناك لجنة تعمل بالشكل المطلوب، لا جدوى من إجراء محادثات في مقر الرئيس".
وتابع: "سنواصل الكفاح من أجل الديمقراطية. نحن نفعل ذلك في الشوارع ونفعله في منزل الرئيس. سيستمر الجمهور في إسماع صوته".
نتنياهو يرد
وردا على تصريحات لابيد وغانتس قال نتنياهو في بيان: "أصبح من الواضح أخيرًا أن غانتس ولابيد يبحثان عن أي طريقة لتفجير المحادثات".
وأضاف أن "ممثلي المعارضة في المحادثات في مقر الرئيس رفضوا كل اقتراح، حتى الأكثر محدودية، الذي طرحه الائتلاف (الحكومة)".
وتابع نتنياهو: "لا يريد غانتس ولابيد مفاوضات حقيقية، أعدكم أنه على عكسهم، سنتصرف بمسؤولية تجاه بلدنا".
وتتواصل الاحتجاجات في إسرائيل ضد مشاريع القوانين التي تطرحها الحكومة تحت عنوان الإصلاح القضائي والتي تقول المعارضة إن هدفها هو إحكام السيطرة على المحاكم وتهديد استقلال القضاء.