تاريخ جديد.. كيف ينظر الإسرائيليون إلى محمد بن زايد؟
وزير الخارجية الإسرائيلي أكد أن معاهدة السلام مع الإمارات تمهد الطريق أمام تعاون بين الدول في مجموعة واسعة من المجالات.
لا تزال الشجاعة السياسية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تفرض نفسها على التناول الإعلامي، لا سيما مع توقيع معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل في وقت لاحق اليوم الثلاثاء في البيت الأبيض.
غابي أشكنازي، وزير الخارجية الإسرائيلي، تحدث بدوره عن معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل، واصفاً إياها بـ"التاريخية" والتي ستؤدي إلى تغيير كبير للشرق الأوسط بأسره، حيث تسهم في تحقيق السلام والاستقرار والأمن في المنطقة.
وفي حوار له مع صحيفة الاتحاد الإماراتية، أكد أشكنازي أن المعاهدة تمهد الطريق أمام تعاون بين الدول في مجموعة واسعة من المجالات، بما في ذلك التنمية الاقتصادية، ومواجهة التحديات المشتركة.
واستعدادا لحفل ضخم، وجه البيت الأبيض دعوات باسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لأكثر من 1000 شخصية أمريكية ودولية وعربية للمشاركة في مراسم توقيع اتفاق السلام بين الإمارات وإسرائيل وإعلان السلام بين إسرائيل ومملكة البحرين.
وسيكون هذا هو حفل السلام الأول بين إسرائيل ودول عربية منذ أكثر من 26 عاما حينما تم التوقيع على اتفاق أوسلو بالبيت الأبيض في ذات هذا الشهر من عام 1993 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل.
دور ريادي
وزير الخارجية الإسرائيلي استهل حديثه بوصف الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بأنه "قائد فذّ"، يقود شعبه إلى الازدهار والنجاح على مدى سنوات، فتحولت الإمارات إلى دولة متقدمة.
وتابع: "نحن نقدر بالغ التقدير قيادة ولي عهد أبوظبي ورؤيته ودوره الريادي، ومع إعلانه الشجاع عن توقيع المعاهدة، أثبت قيادة إقليمية ودولية من الدرجة الأولى ستدخله بلا شك في كتب التاريخ، أسوة بقادة العالم الذين حققوا السلام لشعوبهم".
ورأى أن القيادة في الإمارات تقوم بخطوات مسؤولة وحكيمة تسهم في استقرار المنطقة، وإسرائيل تؤمن بأن الإمارات تلعب دوراً مهماً في بناء مستقبل مزدهر، واستقرار طويل الأمد للشرق الأوسط.
وأكد أن خطوات القيادة الإماراتية الشجاعة ستساعد بشكل كبير في التنمية الإقليمية والنمو والتعامل، بشكل أفضل، مع تحديات المستقبل.
أهمية معاهدة السلام
أشكنازي اعتبر أن معاهدة السلام "تاريخية" ستفضي إلى تغيير كبير ليس فقط بالنسبة لإسرائيل والإمارات، ولكن أيضاً بالنسبة للشرق الأوسط بأسره، حيث ستساهم في تحقيق السلام والاستقرار والأمن في المنطقة، وتمهد الطريق للتعاون بين الدولتين في مجموعة واسعة من المجالات، بما في ذلك التنمية الاقتصادية ومواجهة التحديات المشتركة.
وأضاف: "منذ أن توليت منصب وزير الخارجية، وضعت في قمة سلم الأولويات، تعزيز العلاقات بين إسرائيل وجميع جيرانها في الشرق الأوسط، فدولتنا تسعى إلى تحقيق سلام حقيقي مع جيرانها منذ قيامها، والمعاهدة مع دولة الإمارات حجر زاوية مهم للغاية في بناء واقع جديد للمنطقة بأسرها، وبمساعدة المعاهدة سنتمكن من صياغة وخلق مستقبل أفضل لأطفالنا وجيل المستقبل".
وتابع: "أعتقد أن التواصل المفتوح بين الحكومات، وكذلك بين الشعوب، ضروري لتحقيق تفاهم أفضل بين الشعوب، ولتحقيق السلام بيننا كي نتعرف على بعضنا بعضاً، فكلما تعرفنا على بعضنا بعضاً، أدركنا أن لدينا كثيراً من القواسم المشتركة، وأكثر بكثير من الخلافات، وهذا أساس متين لتعزيز العلاقات وتطويرها".
وعبر عن سعادته بردود الفعل الإيجابية للإماراتيين على حسابات مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية باللغة العربية، مضيفاً: "الرسائل التي أتت إلينا من هناك ملأت قلوبنا دفئاً، وزرعت فينا الأمل بالسلام والصداقة بين الشعوب".
تبادل السفارات
نجحت وزارة الخارجية الإسرائيلي منذ سنوات عديدة – بحسب أشكنازي – في إقامة حوار مفتوح بين الشعب الإسرائيلي وشعوب المنطقة من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، ليمثل جزء من البنية التحتية للعلاقة بين الطرفين.
ومضى في حديثه: "آمل أن نرى قريباً أيضاً رحلات جوية مباشرة بين إسرائيل والإمارات، والتي ستسمح للسائحين بتبادل الزيارات بين البلدين، وأنا على يقين من أن هذا الترابط هو جزء من أساس منظومة العلاقات، التي نُسجت بيننا، وستتيح هذه الرحلات أيضاً تعزيز التجارة بين البلدين، وهو ما سيؤدي إلى ازدهار حقيقي لكلتا الدولتين"
وتعهد بأن تعمل الخارجية الإسرائيلية على التعاون الكامل والواسع والشامل مع حكومة الإمارات، حيث لوزارته دور رائد في صياغة وتنفيذ الاتفاقات المستقبلية، ويسعدنا العمل مع نظرائنا في الإمارات لتحقيق هذا الهدف المهم. وستكون الخطوة التالية، بعد توقيع معاهدة السلام، فتح سفارات وأتمنى أن أرى قريباً سفارة لدولة الإمارات هنا في إسرائيل، وسفارة إسرائيلية في أبوظبي".
ولا يتوقف التعاون على الجانب الدبلوماسي فقط، إذ بات أمام الإمارات وإسرائيل فرصة للتعاون في مجالات ريادة الأعمال والتكنولوجيا، والصحة، والعلوم، والمياه، والتجارة والطيران والسياحة، وستسمح معاهدة السلام بمعالجة التحديات المشتركة، بشكل أفضل، سواء من حيث الأمن والاستقرار الإقليمي والتحديات العالمية مثل تغيير المناخ والتصحر.
ونبه وزير الخارجية الإسرائيلية إلى تحدي محاربة فيروس كورونا المستجد، الذي أصاب العالم كله في الأشهر الأخيرة، وسيظل عاملاً مهماً في الحياة في المستقبل القريب، مضيفاً: "يسعدني جداً أن التعاون بين الدول في مجالات معينة قائم بالفعل، وسنعمل على توسيعه، بما يعود بالنفع على الشعبين، وجميع شعوب المنطقة".
معاهدات سلام جديدة
ترى القيادة الإسرائيلية أن معاهدة السلام مع الإمارات ستحقق السلام في المنطقة، وستساهم بشكل حاسم في تحقيق الأمن والازدهار والاستقرار، والعمل معاً لتعزيز أصوات السلام، بحسب أشكنازي.
وتابع: "كلي آمل أن أن تسلك دول أخرى طريق السلام الذي رسمته قيادة الإمارات، لاسيما أن اختيار المزيد من الدول هذا المسار سيعزز الاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط".
ووفقاً لوزير الخارجية الإسرائيلي فإن دول أخرى تدرس التطورات، وترى القيادة التي أظهرتها الإمارات، معتقداً أن كثيراً من الدول في المنطقة تدرك أن إسرائيل ليست عدوها، ولكن يمكن أن تكون لهم شريكاً يمتلك الكثير من المميزات ويتقاسم معهم مصالح وتطلعات مشتركة.
وأضاف: "خلال عطلة نهاية الأسبوع، أجريت محادثة طويلة ودافئة مع نظيري البحريني الدكتور عبداللطيف الزياني، عقب قرار المملكة إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل، ونعير ذات الأهمية لتعزيز الروابط والعلاقات بيننا، وهناك رياح جديدة وإيجابية، ويحدوني الأمل وكلي إيمان بأن كثيراً من الدول ستنضم إلى تحالف السلام الإقليمي".
ومضى في حديه: "هذه الدول تسعى للسلام مقابل تلك الدول التي تدعو للحرب والمساس بالاستقرار الأمني في دول الشرق الأوسط ودول الخليج، مثل إيران وحزب الله وحماس، وغيرها من المنظمات الإرهابية".
تسوية القضية الفلسطينية
لا يشكك وزير الخارجية الإسرائيلية للحظة في أن معاهدة السلام ستزيد من عمق الفهم بأن الوقت قد حان للمضي قدماً، و"أنه يجب ألا نبقى عالقين بشكل دائم في الماضي، وبالتالي مساهمة كبيرة في تعميق فهم ما هو مطلوب لتحقيق السلام في المنطقة".
ومن هنا دعا القيادة الفلسطينية إلى استيعاب الواقع، والتحلي بالمسؤولية، وبدور قيادي، على غرار ما قام به قادة دولة الإمارات والبحرين والعودة إلى طاولة المفاوضات.
وبرهن على حديثه بقوله: "الشعب الإسرائيلي متحمس للسلام وردود الفعل في إسرائيل إيجابية للغاية، واستقبل شعبنا المعاهدة بحماس كبير، وكنت سعيداً أيضاً برؤية ردود الفعل الإيجابية في الإمارات، وأعتقد أن أكثر ما يعكسه هذا الأمر هو رغبة الشعوب في السلام، وكم ضرورية هذه الخطوة لنا جميعاً".
وبات الثلاثاء 15 سبتمبر/أيلول 2020 يوماً تاريخياً للسلام في العالم، حيث يتم توقيع معاهدة سلام بين الإمارات وإسرائيل تعيد فتح الطريق أمام إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي.
وفي 13 أغسطس/آب الماضي، رسمت الإمارات مستقبلا جديداً للسلام في الشرق الأوسط، بالإعلان عن معاهدة (إبراهيم) للسلام مع إسرائيل وبرعاية أمريكية.
وبهذه الخطوة، نجحت الإمارات في التأكيد على أن القرار يشكل عملا سياديا لدولة حرة، من أجل قطع الطريق على المزايدات في سوق المتاجرين بالقضية الفلسطينية.
ومنذ الإعلان عنها، مثلت معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية، حسب تصريحات قادة وزعماء العالم شرقا وغربا "خطوة تاريخية تجاه تحقيق السلام في الشرق الأوسط".
aXA6IDE4LjIyMi4yMi4yNDQg جزيرة ام اند امز