إمام أوغلو يصف وزير الداخلية التركي بـ"الأحمق"
إمام أوغلو يقول إن "الأحمق هو الذي أقدم على إلغاء الانتخابات المحلية التي جرت في 31 مارس/آذار 2019".
وصف رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، وزير الداخلية، سليمان صويلو، بـ"الأحمق"، بعد أن وصفه الأخير بالوصف ذاته لقيامه بكشف تجاوزات نظام الرئيس رجب طيب أردوغان.
وقال إمام أوغلو، في تصريحات، نقلها الموقع الإلكتروني لصحيفة "يني جاغ" التركية المعارضة، إن "الأحمق هو الذي أقدم على إلغاء الانتخابات المحلية التي جرت في 31 مارس/آذار 2019".
جاء ذلك ردًا من إمام أوغلو على وزير الداخلية الذي انتقد في وقت سابق تقرير عرضه رئيس البلدية في كلمة له أمام اجتماع المجلس الأوروبي الأسبوع الماضي، ووصفه بـ"الأحمق".
وقال سليمان صويلو في سياق انتقاده لإمام أوغلو: "أقول هذا للشخص الأحمق الذي يشتكي تركيا أمام البرلمان الأوروبي، هذا الشعب سيجعلك تدفع الثمن غاليًا".
صويلو اعتبر تقرير إمام أوغلو الذي انتقد عمليات عزل رؤساء البلديات المنتخبين من الأكراد، بمثابة "دعم منه للانفصاليين الأكراد".
وقال الوزير في السياق ذاته "هناك من يحمل السلاح، ويقتل الأطفال في عمر 9 أشهر و11 شهرًا، ويمنع المواطنين العرب والأكراد والأتراك من فتح محالهم التجارية، ويمنع الطلاب من الذهاب للجامعات؛ وفي المقابل أنت تذهب إلى البرلمان الأوروبي وتشارك في اجتماع البلديات وتشكو تركيا. هذا الأمر ليس سهلًا ولن يكون هينًا”.
غضب الوزير جاء بعد أن أعد إمام أوغلو تقريرًا حول الانتخابات المحلية الأخيرة، وعرضه أمام اجتماع الإدارات الإقليمية والمحلية في المجلس الأوروبي، إذ سلط من خلاله الضوء على الصعوبات التي واجهها خلال ترشحه للانتخابات، حيث خاضها مرتين في مواجهة مرشح الحزب الحاكم بن علي يلدريم.
التقرير تناول كذلك استغلال الحزب الحاكم موارد الدولة لصالح مرشحيه في الانتخابات الأخيرة، بالإضافة إلى عدم العدل والمساواة بين المرشحين أمام وسائل الإعلام، وكذلك استخدام الحزب للغة تؤجج حالة الاستقطاب في المجتمع.
إمام أوغلو انتقد في تقريره كذلك قرارات عزل رؤساء البلديات المنتخبين من حزب الشعوب الديمقراطي الكردي وتعيين وصاة بدلًا منهم، مؤكدًا أنها تنتهك مبادئ دولة القانون.
وكان إمام أوغلو قد فاز بالمنصب في الجولة الأولى من الانتخابات المحلية التي جرت يوم 31 مارس/آذار الماضي، على حساب يلدريم، وكان ذلك بمثابة صفعة قوية على وجه نظام أردوغان لما تحمله إسطنبول من قيمة كبيرة، لا سيما أنها معقل الحزب الحاكم منذ مجيئه للحكم.
لكن النظام الحاكم لجأ إلى سلسلة من الطعون التي انتهت بقرار من اللجنة العليا للانتخابات ينص على إعادة الاقتراع ثانية على منصب رئيس بلدية إسطنبول ثانية ليفوز به إمام أوغلو مرة أخرى مؤكدًا أحقيته بالمنصب عن جدارة.
ووصل عدد رؤساء البلديات الكبرى والصغرى المقالين منذ بداية حملة وزارة الداخلية ضدهم في أغسطس/ آب الماضي إلى 14 رئيس بلدية كردية ينتمون جميعا إلى حزب الشعوب الديمقراطي.
وأمام ذلك، أكدت وسائل إعلام تركية أن قرار عزل الرؤساء المنتخبين جاء تنفيذا لتهديد سابق لأردوغان.
وفي مارس/آذار الماضي، هدد أردوغان بـ"عزل وحبس" الأكراد الفائزين برؤساء البلديات، بدعوى أنهم قيد الملاحقة القضائية.
وتشهد محافظات شرق وجنوب شرق تركيا، انتهاكات أمنية كبيرة بذريعة مطاردة حزب العمال الكردستاني، حيث تشن السلطات من حين لآخر حملات اعتقال واسعة بها تستهدف الأكراد؛ بزعم دعمهم للحزب المذكور، ما يدفعهم للتظاهر بين الحين والآخر رفضا للقمع.