كاتب تركي: أكرم إمام أوغلو قادر على هزيمة أردوغان مستقبلا
أكرم إمام أوغلو أثبت أنه سيكون الشخصية الأبرز على الساحة السياسية التركية ولديه القدرة على هزيمة أردوغان في أول استحقاق انتخابي مقبل.
قال الكاتب التركي أرغون باباهان إن مرشح حزب الشعب الجمهوري الفائز برئاسة بلدية إسطنبول أثبت أنه سيكون الشخصية الأبرز على الساحة السياسية التركية، ولديه القدرة على هزيمة الرئيس رجب طيب أردوغان في أول استحقاق انتخابي مقبل.
- بالصور.. أكرم أوغلو يتسلم رسميا بلدية إسطنبول
- مستشار سابق لأردوغان: أكرم أوغلو سيكون بديلا للحزب الحاكم
وأوضح باباهان، في مقال نشره على موقع "أحوال تركية" المعارض، أن "حصول إمام أوغلو على مضبطة تنصيبه رسميا رئيسا لبلدية إسطنبول أمر كان من شأنه تغيير أجواء تركيا بشكل عام، وليس أجواء إسطنبول وحدها".
وتابع قائلا: "نعم، حدث ذلك التغيير حتى وإن جاء تسليم تلك المضبطة للمرشح الفائز متأخرا لمدة 17 يوما، وهذا الأمر في حد ذاته كسر مقولة بأن هؤلاء (في إشارة للحزب الحاكم) لا يرحلون بالصندوق (الانتخابي)".
وأضاف باباهان: "وبحسب قناعتي الشخصية فإنه خلال النزاع الذي ظهر بين الدولة وحزب العدالة والتنمية (الحاكم) على خلفية نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة، كان يتعين اتخاذ موقف مؤيد لقبول الدولة وضرورة إقرارها بنتيجة الانتخابات.
وشدد على أن "الشعب التركي لم يسمح خلال الانتخابات المحلية الأخيرة، بمصادرة الإرادة التي عبر عنها من خلال الصناديق الانتخابية، وهذه حقيقة واضحة وضوح الشمس".
واعتبر الكاتب التركي أن الخطابات "العدائية" التي تبناها نظام أردوغان على مدار نحو 10 سنوات كانت كفيلة بشق صف الشعب، ونثر بذور الفتنة.
في السياق ذاته، لفت باباهان إلى أن "الكلمة التي ألقاها إمام أوغلو عقب تسلمه مضبطته، كانت بكل مفرداتها وتعابيرها من النوع الذي يشتاق إليه الناس منذ 10 سنوات تقريبا".
وأشار إلى "أهمية أصوات الأكراد، ودعمهم لديمقراطية تركيا القوية. فلا جرم أن الأكراد اليوم يتبنون موقفا مناهضا لنظام الرجل الواحد، والحزب الواحد، وهذا موقف صائب يشكرون عليه".
واستطرد قائلا: "لقد تمت تعبئة الأكراد في إسطنبول، وغيرها من المدن؛ لدعم تحالف المعارضة تلبية لدعوة وجهها من محبسه صلاح الدين دميرطاش، الرئيس المشترك لحزب الشعوب الديمقراطي، الذي وضع في السجن لأنه قال لأردوغان (لن نجعلك رئيسا)".
وأوضح أن "الظفر بمدينة إسطنبول لا يعني أن المشاكل الديمقراطية والقانونية والاقتصادية قد انتهت، إذ أنه لمن السذاجة بمكان أن ننتظر من أردوغان وحزبه استخلاص الدروس والعبر اللازمة مما حدث؛ لأنه لم يعد هناك كيان على الساحة يسمى العدالة والتنمية".
وبيّن أن "الشعب التركي اتحدت كلمته في الصناديق، ونجح في التصدي لكل أشكال التلاعب، وتغلب على الإعلام ذي الصوت الواحد، وهزم قمع الدولة. فالمواطنون من جميع الأعمار ممن باتوا لعدة ليالٍ على رأس الصناديق سبب رئيس يجعلنا مفعمون بالأمل بخصوص مستقبل الديمقراطية".
كما ذكر باباهان أن "هذه المقاومة التي أبداها الشعب مهدت الطريق أمام اللجنة العليا للانتخابات لتقول لا لأردوغان، وكانت كفيلة بأن تمنع الحزب الحاكم من التمادي في عدم منح مضبطة التنصيب لإمام أوغلو، بدعوى مزاعم وذرائع لا أساس لها من الصحة".
وحذر الكاتب التركي من أن "اتجاه اللجنة العليا للانتخابات في وقت لاحق إلى إلغائها، سيفتح المجال أمام حالة كبيرة من الفوضى، وسيجر البلاد إلى مستنقع كبير لن تستطيع الخروج منه".
وشدد باباهان على أن "أكرم إمام أوغلو أثبت أنه سيكون الشخصية الأبرز للسياسة التركية مستقبلًا، وذلك بفضل ما قدمه من أداء طيلة الفترة الماضية بشكل أدهش شرائح المجتمع كافة ".
وذكر أن "فوز إمام أوغلو في إسطنبول سيخلق فرصة لإمكانية هزيمة الرئيس أردوغان في أول استحقاق انتخابي مقبل. ومن ثم فإن ما هو قادم منوط بمقدار الأداء الذي سيقدمه هذا الرجل، وبترجمته أقواله إلى أفعال على أرض الواقع".
وفي 31 مارس/آذار الماضي، جرت الانتخابات المحلية في تركيا حيث تنافس في الانتخابات 12 حزبا؛ هي "العدالة والتنمية"، و"الشعب الجمهوري"، و"الحركة القومية"، و"الشعوب الديمقراطي"، و"السعادة"، و"تركيا المستقلة"، و"الاتحاد الكبير"، و"الديمقراطي"، و"اليسار الديمقراطي"، و"إيي"، و"الشيوعي التركي"، و"الوطن".
وتعرض حزب العدالة والتنمية (الحاكم) لأكبر انتكاسة في تاريخه، بخسارة إسطنبول وبلديتي العاصمة أنقرة وإزمير.
ودائما ما حذر الرئيس أردوغان أنصاره من مغبة الهزيمة في مدينة إسطنبول، حيث اعتبر أنه "إذا تعثرنا فيها، فقدنا قدرتنا في جميع أنحاء البلاد".
تحذيرات ترجمت مخاوف كبيرة من ضعف شعبية نظامه سرعان ما تجسدت على أرض الواقع، لتنتزع المعارضة حكم إسطنبول، الأهم في تركيا، وشريان الاقتصاد فيها، والرمز التاريخي والمجتمعي النابض بالذاكرة التركية المشتركة.
aXA6IDMuMTQuMjQ2LjUyIA== جزيرة ام اند امز