مستشار سابق لأردوغان: أكرم أوغلو سيكون بديلا للحزب الحاكم
أوغلو يسير بشكل سليم ويتبنى خطابا يجمع كل ناخبي المعارضة، بالإضافة لجماهير الطبقة المحافظة التي يخاطبها حزب العدالة والتنمية.
أكد عاكف باكي، المستشار السابق للرئيس رجب طيب أردوغان، خلال فترة رئاسته للوزراء، والكاتب بجريدة "قرار" التركية أن أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول الكبرى المنتخب حديثا سيكون بديلا للحزب الحاكم حال مواصلته مسيرته الحالية.
- أكرم أوغلو.. لاعب كرة يحرز هدفًا قاتلًا في مرمى أردوغان
- بالصور.. أكرم أوغلو يتسلم رسميا بلدية إسطنبول
وأوضح باكي، في حوار مع موقع Gerçek Artı الإخباري، نقلته صحيفة زمان التركية، أن "أكرم أوغلو تحوّل إلى خيار للجميع، بما فيهم تلك القطاعات المحافظة التي كانت تقول قبل أربعة أشهر لا يوجد خيار، هل سنصوت لحزب الشعب الجمهوري؟".
وأضاف أن "أوغلو يسير بشكل سليم، ويتبنى خطابا يجمع كل ناخبي المعارضة، بالإضافة إلى الناخبين من الطبقة المحافظة التي يخاطبها حزب العدالة والتنمية".
وأشار إلى أن "صحافة السلطة التي تزعم أن إمام أوغلو مشروع بعض الجهات، كانت السبب في تلميع أوغلو بمواقفها الخاطئة، فسطوع نجمه اليوم ليس بفضل قوى خارجية، بل بفضل هذا الإعلام، والخاسر الأكبر في هذه الانتخابات هو إعلام النظام".
وأكد أن "المجتمع يبحث عن توجهات جديدة، وفي حالة عدم وجود البديل فهذا لم يصب لا في مصلحة حزب العدالة والتنمية ولا في مصلحة تركيا نفسها، لأن هناك حاجة ماسة لحزب بديل، ولكن إذا استمر إمام أوغلو بالسرعة نفسها، فلن يدع المجال لأحد، وسيملأ هو ذلك الفراغ، دون حاجة إلى حزب يؤسسه بعض المنشقين عن الحزب الحاكم".
يذكر أن إمام أوغلو فاز برئاسة بلدية إسطنبول، في الانتخابات التي عقدت في 31 مارس/آذار الماضي.
وكان أوغلو، الذي ينتمي لحزب الشعب الجمهوري المعارض، تسلم رئاسة بلدية مدينة إسطنبول التركية، الأربعاء، من مولود أويصال المنتمي لحزب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "العدالة والتنمية" الحاكم.
وتعهد أوغلو، في أول تصريحات يدلي بها أمام حشد من مؤيديه أمام مقر بلدية إسطنبول التي تسلم رئاستها، بخدمة الجميع ونشر السلام والاستقرار في المدينة بين كل فئات المجتمع سواء المؤيدين له أو المعارضين.
وأضاف: "أحيي جميع سكان إسطنبول بمسلميها، ومسيحييها، وعلوييها، وأرمنيها، وأتعهد بأن تكون فلسفتنا هي قليل من الكلام كثير من العمل".
وتابع: "لقد نذرت نفسي لأطفال هذه المدينة، وشبابها، ونسائها، وأتعهد بالعمل لخدمة الجميع بلا تمييز أو إقصاء لأحد، ولن هناك يكون إقصاء بعد اليوم".
وأكد إمام أوغلو أنه "لن يكون هناك بعد اليوم استغلالًا لثروات المدينة لتحقيق مكاسب شخصية"، مضيفا: "أنا لم آكل يوما حق أحد، ولن أسمح لأحد بأكل حقوق الآخرين".
وشدد على أنهم لن يحيدوا في عملهم عن طريق الحق والعدل، والمشاعر الأخلاقية في تقديمهم الخدمات لسكان المدينة طيلة السنوات الخمس المقبلة.
وتابع قائلا: "لم نتنازل عن السلام، ولم نتنازل عن أي قيم يعرفها العالم، كما لم ننسَ قيم مَن قاموا بتأسيس هذه البلاد، وهذه المدينة الجميلة".
وحصل أكرم إمام أوغلو على 4 ملايين و169 ألفا و765 صوتا بفارق يقدر بـ13 ألفا و729 صوتا عن منافسه مرشح الحزب الحاكم بن علي يلدريم الذي حصل على 4 ملايين و156 ألفا و36 صوتا.
وعلى أثر ذلك؛ أعلنت اللجنة الانتخابية بالمدينة فوز المعارض التركي، في وقت سابق، وتسليمه وثيقة تنصيبه رسميا بعد مرور 17 يوما على إجراء الانتخابات.
وبفوز إمام أوغلو، الذي يحظى بإجماع أبرز تشكيلات المعارضة التركية، يتبين أن انتقال بلدية إسطنبول إلى معسكر المعارضة ينذر بقرب أفول الحزب الحاكم وسط الأزمات السياسية المتلاحقة، إلى جانب تفاقم التدهور الاقتصادي.