"البرزخ" الأولى بمسابقة "نجاتي صدقي".. قصة تروي واقع غزة الأليم
الجائزة تأتي تعبيرا وتقديرا لأهمية دور الشباب في الحياة الثقافية ودورهم الأصيل في بناء مجتمع وطني قادر على صون ذاكرة المكان والإنسان.
من بين 89 قصة، حازت "البرزخ" الجائزة الأولى في مسابقة "نجاتي صدقي" للعام 2020، التي تشرف عليها وزارة الثقافة الفلسطينية.
وقال وزير الثقافة الفلسطيني، الدكتور عاطف أبوسيف، إن هذه الجائزة تأتي تعبيرا وتقديرا لأهمية دور الشباب في الحياة الثقافية ودورهم الأصيل في بناء مجتمع وطني قادر على صون تاريخ وذاكرة المكان والإنسان.
إبداعات الشباب
وشارك في المسابقة 89 عملا أدبيا من مختلف أنحاء الوطن والشتات، أوضحت لجنة التحكيم المكوّنة من صافي صافي، وزياد خداش، وأماني الجنيدي، أنها قرأتها وقيمتها.
وأوضحت اللجنة أن هذه الجائزة الداعمة لإبداعات الشباب والمطوّرة لها، تهدف لدمجهم في الحياة الثقافية الفلسطينية، حسب رسالة وزارة الثقافة.
والقصص الفائزة هي "البرزخ" للكاتب محمد عاطف غنيم من مخيم النصيرات بغزة، يليها "التوت الفاسد" للكاتبة دنيا يوسف عبدالله، من سلفيت، والقصة الثالثة "الخلاص كدمعة.. سيرة بكاء السيد ميم" للكاتب مجد أبوعامر من غزة.
لجنة التحكيم أكدت أن هناك كُتّابًا لجيل قادم، يمتلكون رؤية، ويمتلكون اللغة، ويهتمون بتفاصيل المجتمع وقضاياه، فهم حريصون أشد الحرص على التماسك الاجتماعي، والتربية السّوية، والعدل، والمساواة، وحرية التعبير، وهم المتحيزون للمظلومين، أفراداً وجماعات، وعلى رأسها قضية شعبنا الفلسطيني الذي يناضل من أجل الحرية والاستقلال.
3 معايير للتقييم
صافي صافي، عضو لجنة تحكيم الجائزة أوضح لـ"العين الإخبارية" أنهم اعتمدوا في تقييم الأعمال القصصية الـ89 التي وصلتهم على 3 معايير.
وأوضح أن التقييم الأول ركّز على مدى توفر فنيات في القصص يمكن أن تلفت القارئ، والمعيار الثاني مدى وجود محتوى ومعنى للقصص، والثالث توفر اللغة وتنوعها.
ورأى أن عدد المشاركين في المسابقة دليل على حيوية الشباب الفلسطيني، مؤكدا أن القصص الفائزة جميلة وتشير إلى وجود بوادر لظهور جيل من الكتاب المميزين في المستقبل.
وقال: "نتمنى أن يواصل الكتاب الشباب طريقهم ويطوروا أدواتهم بما يخدم الأدب الفلسطيني والعربي ويساهم في إثراء المكتبة العربية بالقصص المميزة عن فلسطين وحياة ناسها".
حكاية البرزخ
كاتب "البرزخ" الشاب محمد عاطف غنيم (28 عاماً) الفائز بالمرتبة الأولى أوضح لـ"العين الإخبارية" أن القصة تتحدث عن واقع مرير وأليم يحياه الغزي، لذلك ركزت على البعد الإنساني للفلسطيني.
وركزت القصة على ما يختص به الغزي من مرار وآلام جراء الحروب، وقصّت وقائع متعددة منها ذلك الذي وجد نفسه تحت الأنقاض جراء قصف منزله وأخذ ينفض عنه الغبار والركام ويتساءل عن الأسباب التي جعلته في هذه الحالة الأليمة.
وطرحت القصة، وفق غنيم، تساؤلات جوهرية على الإنسانية تركزت حول أسباب شقاء الإنسان الغزي وكيفية الخلاص منه.
وقال: "هذه أول قصة لي"، مشيرا إلى أنه سبق أن كتب رواية من قبل بعنوان "في خانة الذكرى".
وغنيم شاب من عائلة أدبية، يقول: "أنا داخل دائرة الأدب واللغة والثقافة لا أنقطع عن القراءة اليومية وممارسة الكتابة".
والفوز بالنسبة لغنيم عبارة عن فسحة تنفس وثقة وأمل في هذا الواقع المرير: "الفوز يؤكد أن الغزي ينتج والشاب الفلسطيني يبدع رغم المعاناة".
وأضاف: "الفوز يشكل دفعة معنوية قوية لي ولكل الشباب لنواصل هذا الطريق حتى يطرق القلم الفلسطيني كل بلاد العالم".
ونجاتي صدقي (1905-1979) الذي يطلق اسمه على المسابقة هو كاتب وناشط وطني فلسطيني، ترجم عددا من مختارات الأدب الروسي إلى اللغة العربية، وألّف عددا من الكتب المتعلقة بنقده الأدبي وبتجربته السياسيَة.
aXA6IDE4LjE4OC41OS4xMjQg جزيرة ام اند امز