"بالأمس كنت ميتا".. رواية مصرية تدين "مذابح الأرمن"
الروائية المصرية رضوى الأسود تؤكد أن روايتها الجديدة تدافع عن التسامح وتندد بالتعصب في جميع أشكاله.
أصدرت الروائية رضوى الأسود أول رواية مصرية تتعرض لمذابح الإبادة التي ارتكبتها حكومة "تركيا الفتاة" في الدولة العثمانية بحق الأرمن، والتي نشرتها تحت عنوان "بالأمس كنت ميتا".
وقالت الأسود، لـ"العين الإخبارية"، إن روايتها تدافع عن التسامح وتندد بالتعصب في جميع أشكاله، مشيرة إلى أنها راعت اللجوء إلى الأحداث التاريخية الموثقة وتقديمها كما حدثت.
وفي 24 أبريل/نيسان عام 1915 قامت السلطات العثمانية بترحيل ما بين 235 و270 من المثقفين وقادة المجتمع الأرمن من القسطنطينية (إسطنبول الآن) إلى منطقة أنقرة، وتم قتل معظمهم في نهاية المطاف، وقبل ذلك التاريخ كانت سياسات الإبادة الجماعية قد تمت خلال وبعد الحرب العالمية الأولى ١٩١٥-١٩٢٣.
وتستعيد الرواية التي صدرت عن الدار المصرية اللبنانية في 296 صفحة وقائع الإبادة عبر مسارين زمنيين، الأول ينتمي إلى الماضي ويرصد علاقة الصداقة التي نشأت بين الأرمني آرام أرشاج منديكيان والكردي سالار فرهد منديكانيلي خلال منتصف القرن الـ19، واستمرت لجيلين إلى أن حدثت الإبادة ولدوافع مختلفة تورط بعض الأكراد في مساعدة العثمانيين واضطر الأرمن إلى الشتات ومن بينهم عائلة وصلت لميناء بورسعيد لتبدأ قصتها في مصر .
وينتمي المسار الثاني للزمن المعاصر حيث نتابع قصة حب تجمع فتاتين هما ليلى ولوسي بالشاب مالك، الذي استقرت أسرته في بيت مجاور وبينما تبدو ليلى ذات هوية مصرية خالصة تعبر لوسي عن هوية تجمع بين أصولها الأرمينية ومصريتها، أما مالك فهو من أصول تركية ويحمل والده اسم طلعت وزير الداخلية التركي الذي صدرت باسمه أوامر الإبادة.
وأشارت المؤلفة إلى أن نظرتها للأرمن كانت محدودة وتراهم مجرد جنسية من بين الجنسيات التي استوطنت مصر واستقرت فيها عبر التاريخ، وتوضح أن المشاهد التي توالت لإحياء الذكرى المئوية للإبادة الأرمينية في عام 2015 حفزتها للبحث في تاريخ الأرمن، وتعقد علاقتهم مع العثمانيين والقوميات الأخرى في منطقة الأناضول.
وأضافت: "كانت الصور التي أراها تستنزفني وأشعر أن أرواح أبطالها تدفعني دفعًا للكتابة عن مأساتهم".
وتنفي الكاتبة أن يكون تعاطفها مع الأرمن جاء على حساب الأكراد الذين تكشف الرواية تورطهم في المذابح وتقول: "دور الأكراد كما تظهره الرواية جاء بعد ضغوط من الدولة العثمانية التي استخدمت ورقة الدين ذريعة للقتل، وأوهمتهم أن الأرمن أعداؤهم الطامعون في أراضيهم، وبالإضافة إلى ذلك أظهرت أصواتا كردية أخرى من الساسة ورجال الدين أدانت استعمال العنف ضد الأرمن".
وأكدت الأسود أن الرواية أدانت كذلك سلوك بعض أرمن المهجر في تزكية النزعة القومية، وأظهرت أدوار الدول العظمى في استعمال المذبحة لإشعال حروب القوميات واستعمال الوازع الديني.
وقبل هذه الرواية أصدرت الروائية المصرية رضوى الأسود 4 مؤلفات منها رواية بعنوان "حفل المئوية" وكتاب بعنوان "أديان وطوائف مجهولة".