حمم السودان وفاتورة الهجرة.. حفتر في "رحلة كبح" لمخاوف إيطاليا
لم تكد مخاوف الهجرة غير الشرعية تتضاءل حتى أثارتها أزمة السودان التي أنذرت أوروبا وخاصة إيطاليا بموجة غير مسبوقة، أرقت مسؤوليها.
وفي هذا الإطار جاءت زيارة قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، إلى روما حيث أجرى مباحثات مع عدد من المسؤولين ركزت في غالبيتها على هذا الملف.
- الهجرة غير الشرعية وليبيا.. مخاوف وتحذيرات من تغيير ديموغرافية الجنوب
- تحالف "الهجرة غير الشرعية".. لوبي في قلب التكتل الأوروبي
جاء ذلك وفق بيان مقتضب نشرته القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك اليوم الخميس.
وقالت القيادة العامة للجيش الليبي في بيانها، إن " القائد العام للقوات المُسلحة العربية الليبية المُشير أركان حرب خليفة حفتر التقى في دولة إيطاليا رفقة وفد القيادة العامة برئيس الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني".
وضمن سلسلة اللقاءات التي أجراها أضافت القيادة العامة للجيش الليبي أن المشير حفتر "التقى أيضا بوزير الخارجية ووزير الداخلية ووزير الدفاع بالحكومة الإيطالية".
وفي حين لم يذكر البيان الليبي تفاصيل تلك اللقاءات نقلت وكالة الأنباء الإيطالية "آكي" عن مصادر برئاسة الوزراء الإيطالية قولها، إن "لقاء رئيسة الحكومة جورجيا ميلوني مع القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر في روما كان فرصة لتبادل الآراء حول قضايا أساسية ذات اهتمام مشترك بما في ذلك النمو غير المسبوق لظاهرة الهجرة عبر مياه البحر الأبيض المتوسط نحو إيطاليا".
كما أشارت إلى أن " اللقاء الذي جرى هذا الصباح في مقر الحكومة (قصر كيجي) كان أيضا لتأكيد الدعم الإيطالي لعمل الأمم المتحدة في ليبيا في إعادة تنشيط العملية السياسية والتي تهدف إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بنهاية 2023 ".
كما استعرض اللقاء وفق مصادر الوكالة الإيطالية "الأوضاع المزعزعة للاستقرار في ليبيا والدول المجاورة حيث أعربت ميلوني عن قلق خاص بشأن الصراع الراهن في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع".
توجه إيطالي صحيح
وعن ذلك، قال الخبير الأمني الليبي عبد الله التواتي إن "إجراء الحكومة الإيطالية مباحثات مع قائد الجيش الليبي أمر صحيح".
وأضاف التواتي لـ"العين الإخبارية" أن "ما يهم إيطاليا في المقام الأول هو السيطرة على الهجرة غير الشرعية المتدفقة من ليبيا باعتبارها البوابة الأكبر لأفريقيا على أوروبا وخاصة إيطاليا القريبة من الشواطئ الليبية".
أما اليوم وبحسب عبد الله التواتي فإن "توجه الإيطاليين للمشير حفتر يعد أمرا صائبا كونه الرجل الأقوى في ليبيا وهو يسير جيش نظامي حقيقي يمكنه السيطرة على الهجرة في حالة قدم له الدعم كون إمكانيات الجيش الحالية لا تمكنه من ذلك بسبب الحظر الأممي المفروض على تسليح الجيش الليبي منذ عام 2011".
وأوضح أن "توجه إيطاليا اليوم للتحاور مع المشير حفتر قائد الجيش الليبي كان لزاما بعد المخاوف من تدفق المزيد من المهاجرين إلى إيطاليا عبر ليبيا هربا من الحرب الدائرة في السودان خاصة وأن السبيل الوحيد إلي ذلك هو المثلث الحدودي بين ليبيا والسودان وهو تحت سيطرة الجيش الليبي".
وتابع " ذلك المثلث الذي تشترك فيه تشاد أيضا منطقة صحراوية شاسعة من المستحيل أن يتمكن الجيش الليبي من السيطرة عليه إلا في حال قدمت روما دعما للجيش الذي يعد سبيلها الوحيد للسيطرة على أزمة الهجرة غير الشرعية".
aXA6IDE4LjIyNC41NS4xOTMg جزيرة ام اند امز