الهجرة غير الشرعية وليبيا.. مخاوف وتحذيرات من تغيير ديموغرافية الجنوب
فيما تحاول ليبيا لملمة شتات نفسها أملا في تجاوز أزمتها السياسية التي تجاوزت عقدًا من الزمان بالتحرك عبر محاور عدة، ما زالت هناك ملفات عالقة لم تسجل أية اختراقات بعد.
أحد تلك الملفات والذي ما زال هاجسًا يؤرق البلد الأفريقي، ملف الهجرة غير الشرعية، الذي تحاول ليبيا تجاوزه عبر حلول داخلية وخارجية، ترتكز على أنها بلد عبور لا بلد منشأ للمهاجرين غير الشرعيين.
وفيما سعت ليبيا لضبط مراكز الهجرة غير الشرعية التي تشهد انتهاكات عدة، خاصة تلك المتواجدة في غربي البلاد، إلا أن الاتحاد الأوروبي وبلدانه، ما زالوا يعتبرون البلد الأفريقي الأزمة والحل معًا.
وفي إطار تلك الرؤية، أعلنت منظمة آرا باتشي الإيطالية قبل أيام، إطلاق مشروع لتعزيز قطاع الزراعة والعمالة الزراعية في فزان تحت مسمى ( EFEF Plus ) بتمويل من وزارة الخارجية الإيطالية وبالتعاون مع المعهد الزراعي المتوسطي في باري.
المنظمة وعبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أوضحت أن مشروعها يدعو إلى المساهمة في التماسك الاجتماعي واندماج السكان المحليين ومجتمعات المهاجرين في المنطقة، من خلال فتح مكاتب ومناطق مخصصة لتوفير خدمات تعليمية وتدريب مهني ومشاريع مدرة للدخل والممارسات الزراعية المبتكرة والمبادرات الاجتماعية والثقافية والرياضية.
إلا أن ذلك المشروع، أثار مخاوف محلية، من أن يؤدي إلى إحداث تغييرات ديموغرافية في مناطق الجنوب الليبي عبر توطين المهاجرين، مما دفع منظمات المجتمع المدني إلى الدعوة لإيقاف منظمة "آرا باتشي" الإيطالية والتحقق ومتابعة نشاطاتها في كل مناطق ومدن ليبيا.
تغيير ديموغرافي
وإلى ذلك، قال المتحدث باسم حزب الحركة الوطنية ناصر سعيد قال في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن أي تواجد للمهاجرين غير الشرعيين في الجنوب الليبي يعتبر "تغييرًا ديموغرافيًا للمنطقة الجنوبية، وسعياً لتوطينهم فيها عن طريق رؤوس أموال تدفع لشراء العقارات بهدف التضييق على الليبيين".
وأضاف متحدث "الحركة الوطنية"، أن هذه المشروعات وغيرها قد تجد الحاضنة المناسبة لها، حال استمرار الصراع السياسي والفساد الإداري والمالي والخدمي، متهمًا التدخل الغربي بتحويل ليبيا إلى "دولة فاشلة".
وأشار إلى أن الأفارقة المهاجرين "فروا من ضنك العيش في بلادهم، ما يستدعي من المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته في توفير العيش الكريم لهم، وحمايتهم من عصابات الاتجار بالبشر ومن الموت غرقا في عرض البحر المتوسط".
خطر محدق
من جانبه، قال الباحث السياسي محمد قشوط في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن توطين المهاجرين في المنطقة الجنوبية يشكل "خطرًا كبيرًا على بقعة واسعة من الجغرافيا الليبية"، مشيرًا إلى أن أول أخطار توطين المهاجرين في جنوب البلد يأتي من الناحية الأمنية.
وأوضح الباحث السياسي، أن "أغلب الإرهابيين الذين كانوا يسيطرون على جنوب البلد كانوا من جنسيات غير ليبية"، مشيرًا إلى أن تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا لن يتوقف بشكل كامل نتيجة لتحمل ليبيا وحدها هذه المسؤوليات.
وطالب الدول المتضررة من المهاجرين بالمساهمة في الحد من تدفقهم، عبر التعاون مع القوات المسلحة الليبية.
زيادة الهجرة
فيما حذر أستاذ علم الاجتماع والمحاضر بجامعة سبها علي سالم فيرى، في حديث لـ"العين الإخبارية" من أن الجنوب الليبي مقبل على تحول ديموغرافي، نتيجة عدة عوامل؛ أولها هجرة ليبيي الجنوب إلى الساحل، جراء عدم توفر الإمكانيات اللازمة للحياة، من نقص إمدادات الوقود وغيرها.
وأكد أنه رغم أن عودة الحياة إلى الجنوب بعد طرد التنظيمات الإرهابية، مما تسبب في تباطؤ حركة الهجرة إلى الساحل، إلا أنها عادت مؤخرًا، بسبب تدهور الأوضاع ونقص السلع الأساسية، مما دفع بعض مواطني الجنوب إلى بيع منازلهم وعقاراتهم.
aXA6IDMuMTQ0LjQzLjE5NCA= جزيرة ام اند امز