الحدود والنازحون.. مخاوف ليبية من تأثيرات صراع السودان
تخشى ليبيا امتداد الصراع في السودان، جارها الجنوبي، إلى أراضيها لتزيدها أزمة جديدة، كأن أزماتها لا تكفيها.
فمنذ يوم السبت الماضي، يشهد السودان قتالا بين قوات الجيش السوداني التي يقودها رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها نائبه محمد حمدان دقلو "حميدتي".
ولا شك أن تلك الاشتباكات ستكون لها انعكاسات سلبية في الداخل السوداني، ولكن هذا التأثير السلبي قد يمتد أيضا إلى الجارة ليبيا التي تحاول منذ أعوام الخروج من حالة عدم الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي.
ولكن إلى أي مدى ستؤثر الاضطرابات في السودان على الأوضاع في ليبيا؟ "العين الإخبارية" استطلعت رأي خبرين ليبيين في الأمر.
السياسي والإعلامي الليبي علي بن جابر أعرب عن أمله في أن ينتهي ما يحدث في السودان بأسرع وقت، وأن يعود للسودان استقراره وأمنه.
وقال بن جابر لـ"العين الإخبارية" إن "ما يحدث في السودان هو امتداد لما يحدث في الأمة العربية منذ انطلاق الأحداث التي شهدتها عدة دول عربية منذ 2011".
وأضاف "بالنسبة لنا في ليبيا نحن قد نكون أكثر من يتأثر بما يحدث هناك مقارنة بباقي جيران السودان".
وأوضح أن الطرف الذي سيخسر في الصراع الدائر في السودان قد يضطر إلى الهروب من هناك، وستكون الوجه الأفضل بالنسبة له هي الحدود الليبية.
وقال بن جابر "إن حدث ذلك فقد تضطر ليبيا إلى مواجهة نزوح من أفراد مسلحين، وهو ما يعني ازدياد الوضع في الجنوب الليبي صعوبة فوق ما يعانيه حاليا من صعوبات".
وأضاف: "نأمل ألا يحدث هذا السيناريو، وأن يجنح الطرفان المتصارعان في السودان للسلم ويجلسا على طاولة المفاوضات قريبا".
الداخل الليبي والسوداني سيتأثر
أما أستاذ العلاقات الدولية في الجامعات الليبية نور الدين المهدي فقد قال إن "تأثير الحرب الدائرة في السودان ستكون سلبية على البلدين (السودان وليبيا)".
وأضاف المهدي لـ"العين الإخبارية"، إن "أولى تلك السلبيات التي سوف تتسبب فيها الحرب السودانية هو ضعف السيطرة على الحدود المشتركة بين البلدين".
وأوضح أن "الحدود الليبية السودانية التي أغلقت لسنوات بسبب المخاوف المتمثلة في الحركات المسلحة السودانية التي تسيطر على الحدود هي مصدر دائم للمخاوف الأمنية، وذلك في الحال الطبيعي فكيف سيكون الحال والآن هناك حرب؟".
وقال إن "ليبيا بوضعها الحالي المتأزم غير قادرة على السيطرة على الحدود الصحراوية التي تربطها مع السودان، والسودان كذلك غير قادر على ذلك، والآن قد تصبح العصابات المنظمة والحركات المعارضة أشد خطرا على البلدين".
وحذر من أن الوافدين من السودان عبر الحدود الليبية سيشكلون خطرا كبيرا على الداخل الليبي، مضيفا "وهو ما يحدث حاليا أصلا لكنه بوتيرة أقل من تلك التي سوف تتسبب بها الحرب".
وقال "سوف يعاني السودان أيضا، كون تلك الحدود ستتحول إلى جيوب يلجأ إليها معارضو الحكم في الخرطوم، وسيكونون قنبلة موقوتة تجمع نفسها للانفجار مرة أخرى".
aXA6IDE4LjExOS4xMjIuNjkg جزيرة ام اند امز