رباعية الاشتباكات بالسودان.. تدافع على سلالم القصر وبحث عن هدنة
لمن القصر اليوم؟ سؤال رئيسي في مخيلة السودانيين في رابع أيام الاشتباكات الدامية بين الجيش والدعم السريع، والعين على "هاتف واشنطن".
أحداث متسارعة حولت القصر الجمهوري بالخرطوم، إلى نقطة نار رئيسية في رابع أيام الاشتباكات؛ فكل طرف يريد إظهار السيطرة على البلاد عبر بث صور جنوده من أروقة مقر الحكم الرئيسي.
ومنذ ساعات الصباح الأولى، من اليوم الثلاثاء، تجري اشتباكات عنيفة في أنحاء متفرقة من الخرطوم، وسط تحليق مكثف للطائرات الحربية في سماء العاصمة المنكوبة بعد أيام من المواجهات والقصف.
لكن نقاط النار الرئيسية في المواجهات بين الجيش والدعم السريع، اليوم، هي محيط القصر الجمهوري والقيادة العامة بالخرطوم، إذ يدفع كل طرف بقوة من أجل إحكام السيطرة عليهما، وإنهاء القتال لصالحه بالكامل.
"رغبة في السيطرة"
ووفق مراقبين، فإن تركز القتال حول مقرات الحكم والقيادة يعكس رغبة كل طرف في حسم السيطرة على هذه المقرات بشكل سريع، لإظهار نفسه في موقع المسيطر على مراكز السلطة، وبث الإحباط في الطرف الآخر.
وفي هذا الإطار، قالت لجنة الأطباء المركزية (نقابية)، الثلاثاء، إن إجمالي القتلى المدنيين منذ بداية القتال في عموم السودان قبل 4 أيام، 144 قتيلا، وفق ما طالعته "العين الإخبارية" على حسابها بـ"تويتر".
فيما بلغ إجمالي الإصابات منذ بداية الحرب 1409 حالات تشمل المدنيين والعسكريين معاً.
وفي اليوم الثالث من الاشتباكات فقط، قتل 47 مدنيا، وأصيب 467 عسكريا ومدنيا، وفق المصدر ذاته.
ومع دخول القتال يومه الرابع، لا يزال الوضع الميداني على الأرض ضبابيا بشكل كبير، ولا يمكن التأكد من الحقائق ومواقع السيطرة في ظل غياب المصادر المستقلة وتبادل الطرفين إعلانات الانتصار والسيطرة.
بحث عن هدنة
في المقابل، فتحت الولايات المتحدة خطا عبر الأثير مع قادة الجيش والدعم السريع في السودان، في محاولة للتوصل لإنهاء سريع لوقف إطلاق النار وتدشين مفاوضات بين الطرفين.
إذ أجرى وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن محادثات مع طرفي النزاع، قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، في وقت متأخر من ليل الإثنين الثلاثاء، حيث "شدد على الحاجة الملحة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار"، وفق ما أفاد متحدث باسم الوزارة.
وقال المتحدث فيدانت باتيل في بيان، إن بلينكن المتواجد في اليابان لحضور اجتماعات وزراء خارجية مجموعة السبع، أجرى اتصالين منفصلين مع الجنرالين أعرب فيهما عن "قلقه البالغ حيال مقتل وجرح العديد من المدنيين السودانيين جراء القتال المستمر والعشوائي".
وأضاف باتيل، أن بلينكن في حديثه "شدد على مسؤولية الطرفين في ضمان أمن وسلامة المدنيين والدبلوماسيين والعاملين في المجال الإنساني".
وأكد بلينكن أن وقف إطلاق النار "يسمح بإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من القتال ولمّ شمل العائلات السودانية والسماح للمجتمع الدولي في الخرطوم بالتأكد من أن وجوده آمن".
وأشار إلى أن وقف إطلاق النار وإن كان لمدة 24 ساعة قد يشكّل نقطة انطلاق جيّدة لتخفيف التوتر، فيما حذّر من أن القتال "يعرّض للخطر بشكل متهوّر" المدنيين والمسؤولين على حد سواء.
بالإضافة إلى ذلك، قال المتحدث للصحفيين "يمكنني أن أؤكد أنه تم إطلاق النار على موكب دبلوماسي أمريكي"، دون وقوع أية إصابات.
فوضى أمنية
وأمس الإثنين، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجددا طرفي النزاع في السودان إلى "وقف الأعمال العدائية فورا".
ويشير محللون إلى أن القتال الدائر في عاصمة الدولة التي تعاني منذ مدة طويلة من عدم الاستقرار غير مسبوق، قد يطول أمده، رغم الدعوات الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار.
ودارت معارك في مختلف أنحاء البلاد وسط مخاوف من إمكانية اتساع رقعة القتال في المنطقة. وتخلل النزاع عمليات قصف جوي ومدفعي وتبادل كثيف لإطلاق النار.
لكن ما يثير القلق بشكل كبير هو الفوضى الأمنية المرتبطة بالقتال؛ فبخلاف تعرض موكب دبلوماسي أمريكي لإطلاق نار، تعرض سفير الاتحاد الأوروبي لاعتداء في منزله.
وأعلن الاتّحاد الأوروبي، أنّ سفيره في السودان "تعرّض لاعتداء" في منزله في الخرطوم أمس، فيما أفادت تقارير إعلامية أن الدبلوماسي "بخير" بعد الهجوم.