أستاذ أدب إيطالي: العرب أهدروا فرصة تأكيد حضورهم الثقافي بالغرب
الدكتور حسين محمود ترجم العديد من كنوز الأدب الإيطالي قديما وحديثا، وقدم دراسة مقارنة بين ملحمة الديكاميرون الإيطالية وألف ليلة وليلة.
أكد الدكتور حسين محمود، أستاذ الأدب الإيطالي، تراجع نسب الإقبال على الأدب العربي في إيطاليا، في حين يتزايد الطلب على الأدب الإيطالي في العالم العربي، معتبراً أنه لا وجود حقيقي للأدب العربي في دول الغرب ومنها إيطاليا.
وقال محمود في حوار مع "العين الإخبارية"، على هامش مشاركته في منتدى ريميني للصداقة بين الشعوب، الذي يختتم أعماله السبت 24 أغسطس/آب، إن سنوات التسعينيات كانت ذروة الطلب على الأدب العربي في إيطاليا، حيث تسابقت دور النشر هناك على ترجمة الأعمال الروائية العربية، وذلك بعد فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل للآداب عام 1988، وقبلها ذلك بعام واحد فاز الأديب المغربي الطاهر بن جلون بجائزة الجونكور الفرنسية العريقة، الأمر الذي وضع الثقافة العربية تحت الأضواء.
وأضاف: "مع فوز محفوظ بنوبل أهدر العرب فرصة تاريخية يندر أن تكرر، لأنه لم يتم استثمار تلك السنوات الذهبية لتأكيد حضور الثقافة العربية في الغرب، بسبب الخلافات السياسية وغياب الدور المؤسسي".
وفاز حسين محمود في عام 2014 بجائزة فلايانو في إيطاليا، عن كتابه "نجيب محفوظ في إيطاليا: صاحب فضل"، وهو الآن عميد كلية اللغات والترجمة بجامعة بدر بالقاهرة، وعضو هيئة ببلوغرافيا ترجمة الأدب الإيطالي عالمياً.
وترجم إلى العربية العديد من كنوز الأدب الإيطالي قديماً وحديثاً، حيث قدم دراسة مقارنة بين ملحمة الديكاميرون الإيطالية وألف ليلة وليلة في أطروحته للدكتوراه.
وصدر له باللغة الإيطالية "صورة الآخر في الرواية العربية"، و"مقدمات الثورة في أعمال نجيب محفوظ"، وترجمة رواية "أنغام على البيانو".
وتحدث محمود في منتدى ريميني للصداقة بين الشعوب عن تجربته في ترجمة كتاب "الجمال الأعزل" للراهب خوان كارون، وصدرت الترجمة العربية عن مكتبة الإسكندرية.
وأوضح أستاذ الأدب الإيطالي أن الاحتجاجات التي شملت عددا من دول العالم العربي خلال عام 2011 أثارت فضول القراء الأوربيين والمؤسسات تجاه طبيعة ما يجري في العالم العربي، لكنها في المقابل حصرت الاهتمام بقضايا العرب في الأمور السياسية، وما ترجم من أعمال كان يلبي حاجة مؤقتة، كما جرى بعد حادثة 11 سبتمبر/أيلول 2011، التي حصرت الاهتمام بالثقافة العربية في قضايا الجهاد والإسلام السياسي.
ورأى محمود أن الجوائز العربية في السنوات الـ10 الأخيرة حاولت الاستفادة من السوق التجارية الناتجة عن عولمة الأدب وزيادة نشاط الترجمة، لكن تأثيرها ظل مرتبطاً باللغات الأوروبية المركزية، خصوصا الإنجليزية والفرنسية، وربما الألمانية والإيطالية بدرجة أقل.
وشدد عميد كلية اللغات والترجمة بجامعة بدر بالقاهرة على أن السنوات الأخيرة التي أعقبت عام 2011 لم تكرس في إيطاليا نجاح أي كاتب عربي آخر بعد نجيب محفوظ، معتبراً أن الأسماء التي تم الترويج لها مثل علاء الأسواني أو خالد الخميسي ظل تأثيرها محدوداً مقارنة باسم محفوظ.
وقال محمود: "لم يتجاوز عدد الأعمال المترجمة من الأدب العربي إلى الإيطالية قبل فوز نجيب محفوظ بنوبل 5 أعمال، والآن تمت ترجمة معظم أعماله".
ونفى وجود أي جهود مؤسسية لدعم انتشار الثقافة العربية في إيطاليا، باستثناء المؤتمر السنوي الذي تنظمه الجامعة الكاثوليكية حول اللغة العربية، وهي مبادرة فردية مرتبطة بنشاط الباحث المصري وائل فاروق.
كما طالب المؤسسات العربية الرسمية ومؤسسات جامعة الدول العربية باستثمار الحماس الإيطالي لمعرفة العالم العربي.
aXA6IDMuMTQzLjIxNC4yMjYg جزيرة ام اند امز