إيطاليا تشكك في إمكانية استمرار أوروبا موحدة
وزير داخلية إيطاليا قال إن إمكانية استمرار أوروبا موحدة صعب في ظل الانقسامات التي تشهدها القارة بشأن أزمة اللاجئين وغيرها من الملفات.
شكك وزير الداخلية الإيطالي، ماتيو سالفيني، في إمكانية استمرار أوروبا موحدة في ظل الانقسامات التي تشهدها القارة بشأن الهجرة وغيرها من الملفات الخلافية التي يصعب تجاوزها.
وأكد سالفيني، في تصريحات لمجلة "دير شبيجل" الألمانية، الجمعة، أن الاتحاد الأوروبي غير قادر على تجاوز الصعوبات التي سيشهدها العام المقبل، قائلا: "في غضون عام، سيتقرر إن كان سيكون هناك أوروبا موحدة أم لا".
وأضاف زعيم حزب الرابطة المناهض للهجرة، أنه سيتضح ذلك خلال المحادثات المقبلة بشأن ميزانية الاتحاد الأوروبي وقبيل انتخابات البرلمان الأوروبي لعام 2019، معربا عن انزعاجه من وضع برلين وباريس مقترحات مشتركة بشأن الهجرة قبيل "قمة مصغرة" في بروكسل الأحد وقمة كاملة للاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل.
وقال سالفيني إن "المسودات المصاغة مسبقا من قبل دول أخرى التي يتم إرسالها لنا لاحقا عبر البريد الإلكتروني لا تتماشى مع أسلوبنا في العمل"، مشددا على أنه ينبغي على فرنسا "أن تكف عن إعطائنا دروساً".
وتأتي هذه التصريحات فيما تواصل إيطاليا التمسك بموقفها المتشدد إزاء منظمات غير حكومية تساعد مهاجرين في البحر المتوسط، سواء بالتهديد بالحجز أو رفض فتح موانئ البلد أمام هذه السفن التي تحمل المهاجرين غير الشرعيين.
وقال وزير الداخلية الإيطالي، ماتيو سالفيني، في تغريدة الجمعة: "السفينة غير القانونية لايف لاين موجودة الآن في المياه المالطية وتحمل 239 مهاجرا.. من أجل أمن الطاقم والركاب طلبنا من مالطا فتح موانئها (لها). بالطبع يفترض أن تتم مصادرة السفينة لاحقا وتوقيف طاقمها".
وهذه الحلقة الجديدة من المعركة التي تخوضها الحكومة الإيطالية ضد المنظمات غير الحكومية بعد أقل من أسبوع من مشكلة سفينة أكواريوس الإنسانية التي اضطرت إلى التوجه إلى إسبانيا بعد رفض إيطاليا ومالطا فتح موانئها لـ630 مهاجرا كانت تقلهم.
وأعلن وزير النقل الإيطالي دانيلو تونينيلي، أمس الخميس، رغبته في حجز سفينة لايف لاين وسفينة سيفوشز التابعة للمنظمة ذاتها، معتبرا أنهما تبحران بشكل غير قانوني، الأمر الذي تنفيه المنظمة.
وفي مارس/آذار 2018 احتجز القضاء الإيطالي سفينة أوبن أرمز التابعة لمنظمة غير حكومية إسبانية بعد عملية إنقاذ رفض خلالها منقذون تسليم حرس السواحل الليبيين مهاجرين أنقذوهم قبالة ليبيا.
كما أمرت محكمة إيطالية في 2017 بمصادرة سفينة تابعة لمنظمة جوجن ريتد (إنقاذ الشباب) الألمانية غير الحكومية.
وتتهم الحكومة الإيطالية الشعبوية الجديدة باقي أعضاء الاتحاد الأوروبي بالتخلي عن روما في وقت تحاول فيه التعامل مع تدفق المهاجرين الذين يعبرون المتوسط قادمين من أفريقيا.
ونقلت المجلة الألمانية عن سالفيني قوله: "لا يمكننا استقبال حتى شخص إضافي واحد (...) على العكس، نريد أن نرسل بعضا" ممن هم في إيطاليا إلى دول أخرى.