إيطاليا تؤكد دعمها للإمارات في العديد من القضايا
لقاء الدكتورة أمل القبيسي ووزير الخارجية الإيطالي استعرض الدور المحوري للبلدين في المنطقة والعالم
استقبل باولو جينتيلوني، وزير الخارجية الإيطالي، الدكتورة أمل عبدالله القبيسي، رئيسة المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي، والوفد المرافق لها في مقر الوزارة بروما، خلال زيارة العمل الرسمية التي تقوم بها إلى الجمهورية الإيطالية.
جرى خلال اللقاء استعراض علاقات التعاون والشراكة الإستراتيجية القائمة بين دولة الإمارات والجمهورية الإيطالية، والتعاون المتنامي في المجالات السياسية والبرلمانية والاقتصادية والتجارية، والدور المحوري للبلدين في المنطقة والعالم، وجهودهما الرامية إلى السعي لتحقيق السلام والاستقرار، من خلال تعزيز القانون ومبادئ الشرعية الدولية، وجهودهما المشتركة في تقديم المساعدات الإنسانية للاجئين والالتزام بمكافحة الإرهاب وتعزيز قيم التسامح والتواصل الثقافي والحضاري بين شعوب المنطقة والعالم.
وأكد وزير الخارجية الإيطالي أن العلاقات المتميزة بين البلدين تشهد تقدماً ونمواً في المجالات السياسية والاقتصادية والبرلمانية، وقال، نتطلع إلى تطوير العمل في المجال الثقافي لأهميته في الدفع بهذه العلاقات إلى مجالات أرحب من خلال تعزيز التعاون السياحي، وإقامة المشاريع المتعلقة بها مثل إنشاء المدرسة الإيطالية والمركز الثقافي في الإمارات لدورها في تعزيز التقارب الحضاري بين شعبي البلدين.
وأضاف أن التعاون بين البلدين يشهد نمواً بالنظر إلى حجم الاستثمارات الذي وصل إلى ما يقارب من 8 مليارات دولار، مشيراً إلى مذكرات التعاون والاتفاقيات التي تم إبرامها بين البلدين في مختلف المجالات، وهي الأساس المتين لهذه العلاقة لشمول مختلف المجالات، مؤكداً قوة الروابط بين البلدين المستندة إلى التنسيق والتشاور المتواصل على مستوى المواقف الدولية، والتركيز على التنمية المستدامة ومكافحة الإرهاب، والقضاء على التطرف وتعزيز الأمن والسلم، وقال إن بلاده داعمة للإمارات في العديد من القضايا ،مشيراً إلى تشابه المواقف السياسية في الحرب على الإرهاب ومكافحة المجموعات الإرهابية، وفي المشاركة في التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن، وفي تبني الحلول السلمية لقضايا المنطقة.
وأشاد بدور الإمارات في مكافحة المجموعات الإرهابية والحرب على التطرف الفكري، من خلال إنشاء مركزي صواب وهداية، وقال إن حكومة بلاده على دراية بمدى سعي أصحاب الفكر الضال التأثير على الشعوب ومختلف الديانات، وهذا الأمر بحاجة إلى التطور الفكري وتبادل الخبرات لتوضيح الصورة الحقيقية لدى مختلف شعوب العالم، مشيراً إلى أن البلدين يؤكدان أن الحوار السياسي هو الحل لمختلف الأزمات في دول منطقة الشرق الأوسط، والتي من أبرز تبعاتها قضية اللاجئين وتزايد أعدادهم وتبعات ذلك على دول المنطقة والدول الأوروبية.
وأكد أن البلدين يعملان بشكل مستمر ومتواصل على تعزيز وتفعيل التشاور والحوار حيال مختلف القضايا لا سيما تعزيز الأمن والسلم الدوليين.
بدورها أعربت الدكتورة القبيسي عن تقديرها لما وصلت لها علاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات من تطور ونماء، مؤكدة أن الإمارات بتوجيهات من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وبدعم من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات ،رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد ابوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تحرص على بناء علاقات متوازنة ومتطورة مع الدول الصديقة، تقوم على أسس ومبادئ الاحترام المتبادل والصداقة والمشاركة الإيجابية بما يخدم التنمية والتطور الحضاري مع مختلف البلدان.
وأكدت أهمية تطوير التعاون في مجالات الاستثمار والطاقة والثقافة، مشيرة أنه يوجد في الإمارات ما يقارب من 92 شركة إيطالية، ونحو 478 وكالة تجارية، و4000 علامة تجارية إيطالية مسجلة لدى وزارة الاقتصاد.
وأشادت بالجهود المشتركة في مجال اكسبو، ومساندة الإمارات والتعاون في اكسبو ميلانو 2015، واكسبو دبي 2020، ..مشيرة إلى أن هذا التعاون ينم عن مدى الحرص على تبادل الخبرات والتخطيط للمستقبل بأفضل أدواته.
وأشارت إلى أن المرحلة المقبلة من شأنها أن تشهد مزيداً من التعاون المشترك خاصة على صعيد الابتكار ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة والاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة، وهي من الموضوعات التي تحتل أولوية لدى الدولتين، مؤكدة أن تعزيز التعاون في المجال الثقافي بين البلدين من خلال إنشاء المدرسة الإيطالية في أبوظبي، وإنشاء المركز الثقافي الإيطالي في الإمارات، هو تعبير واضح للصداقة الوثيقة بين قيادتي وحكومتي وشعبي البلدين.
واستعرضت جهود دولة الإمارات وسعيها والتزامها بتعزيز الأمن والسلم سواء في المنطقة أو العالم، مشيرة إلى مشاركة الإمارات في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، لإعادة الشرعية في اليمن، وتركيزها على تقديم المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، والتزام الإمارات الديني والإنساني والأخلاقي في قضية اللاجئين، خاصة اللاجئين السوريين، وتقديم المساعدات الإنمائية لتعد أكبر مانح للمساعدات على مستوى العالم.
وتناولت الدكتورة القبيسي، جهود دولة الإمارات في مكافحة الإرهاب من خلال مشاركتها في التحالف الدولي لمحاربة داعش والمجموعات الإرهابية التي تتبنى أجندات خاصة تستهدف تشويه صورة الإسلام، والإسلام كدين سلام وتسامح وعدالة منهم براء، مشيدة بدور إيطاليا الداعم للسلام في دول المنطقة خاصة ليبيا وسوريا وفلسطين.
وتطرقت الدكتورة القبيسي إلى قضية الجزر الإماراتية الثلاث "طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى" المحتلة من قبل إيران، والمطالب المشروعة لدولة الإمارات باستعادة سيادتها على هذه الجزر بحل هذه القضية سواء بالمساعي السلمية أواللجوء إلى محكمة العدل الدولية.
وأكدت الدكتورة القبيسي، أن دولة الإمارات، بفضل رؤية قيادتها الثاقبة تحرص على استشراف المستقبل، وتمكين المرأة والمجتمع والشباب والتخطيط لاقتصاد ما بعد النفط بتقليل الاعتماد على النفط والابتكار وإعلاء قيم التسامح، مشيرة إلى أن تشكيل حكومة المستقبل الجديدة ضم تعيين 3 سيدات على رأس وزارات السعادة والتسامح وشؤون الشباب بينهن أصغر وزيرة في العالم.
وأكدت الدكتورة القبيسي أهمية دور البرلمانات والمؤسسات البرلمانية العربية والإسلامية والدولية في مكافحة الإرهاب والتطرف وتعزيز الأمن والسلم، والاهتمام بالعديد من القضايا التي تهم شعوبها وشعوب العالم وتتشارك فيها الإنسانية، مستعرضة الإنجازات التي حققتها الدبلوماسية البرلمانية الإماراتية على صعيد الزيارات والمشاركة في الفعاليات البرلمانية في تبني وطرح القضايا ذات الاهتمام المشترك مع الدول الشقيقة والصديقة، مثل توفير الحماية الضرورية والدعم العاجل للاجئي الحروب والصراعات الداخلية، والظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة وتفعيل دور البرلمانيين في مكافحة الإرهاب، وبناء شراكة دولية من خلال الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، للقضاء على التطرف، ونشر التعاون والتسامح بين حضارات العالم وشعوبه كأساس للسلم والأمن الدوليين.