"الازدهار" الإثيوبي.. رصيد الإنجازات و"كاريزما" القائد في اختبار الصناديق
بحظوظ وافرة يخوض حزب "الازدهار" الحاكم في إثيوبيا الانتخابات البرلمانية المقررة الإثنين، متسلحا برصيد إنجازاته و"كاريزما" زعيمه.
وتجري إثيوبيا بعد غد أول انتخابات برلمانية في عهد رئيس الوزراء آبي أحمد، والسادسة للبلاد منذ اعتماد الدستور الحالي عام 1994.
ويتنافس في هذه الانتخابات نحو 9327 مرشحا، بينهم 1976 من النساء، يمثلون 46 حزبا، ويأتي في مقدمة الأحزاب المتنافسة الازدهار (الحاكم) من حيث عدد المرشحين بـ2799 مرشحا، وبفرص عدد كبير من المقاعد.
ويعد الحزب الذي تشكل في الثاني من ديسمبر/ كانون أول 2019 باندماج 8 أحزاب، من أكثر الأحزاب السياسية منافسة، والأوفر حظا حتى الآن في الفوز بمقاعد البرلمان، حيث سيتمكن من قيادة البلاد لـ5 سنوات قادمة حال فوزه.
ويراهن الحزب الحاكم في الفوز على رصيد المشروعات الكبير التي نفذها خلال السنوات القليلة الماضية، والمشروعات الجاري تنفيذها، وعلى رأسها سد النهضة، ومشروعات قومية وإقليمية أخرى، وعلى "كاريزما" زعيمه.
وتشكل حزب الازدهار الحاكم بزعامة آبي أحمد بعد أن مر بمرحلة ميلاد معقدة، حيث ولد من رحم الائتلاف السابق للجبهة الديمقراطية الثورية، التي تصدرت المشهد السياسي لأكثر من 27 عاما .
ووسط هذه التعقيدات، نجحت حكومة آبي أحمد في 16 نوفمبر/ تشرين ثان 2019 من انتزاع مصادقة من اللجنة التنفيذية للائتلاف الحاكم السابق، على دراسة اندماج الائتلاف في حزب وطني واحد، يضم جميع الأحزاب الموالية للائتلاف الحالي في أقاليم عفار والصومال الإثيوبي وهرر، إضافة إلى جامبيلا وبني شنقول جومز.
وحينها، جاءت مصادقة اللجنة التنفيذية المكونة من 9 أعضاء لكل من الأحزاب الأربعة الرئيسية المشكلة للائتلاف الحاكم السابق، وتمت إجازته بالأغلبية مع اعتراض محدود من بعض أعضاء اللجنة التي أشارت إلى أن الدراسة سيتم رفعها لمجلس الائتلاف لإجازتها .
وقبل حله، كان رئيس الوزراء الإثيوبي، رئيس الائتلاف الحاكم آبي أحمد، يسعى إلى الإسراع في استكمال الترتيبات النهائية لاستبدال الائتلاف السابق المنحل المكون من 4 أحزاب إثنية، بحزب وطني واحد يضم جميع الأحزاب الموالية له في أقاليم: عفار والصومال الإثيوبي، هرر، جامبيلا، بني شنقول جومز، فكل الأحزاب الأخيرة الموالية للائتلاف منذ وصوله السلطة عام 1991 لا تتمتع بنفوذ وصلاحيات الوصول إلى أرفع المناصب في الدولة، ومنها منصب الرئيس ورئيس الوزراء.
ومطلع ديسمبر/ كانون أول 2019، وقعت 8 أحزاب رئيسية وموالية للائتلاف السابق، على وثيقة الاندماج لتعلن ميلاد حزب وطني وهو "الازدهار" وهو ما عد تحولا لافتا في البلاد.
فيما رفضت جبهة تحرير شعب تجراي، مهندس الائتلاف السابق، فكرة الاندماج، لينتهي مصيرها بمواجهة الحكومة الفيدرالية في أديس أبابا بعد هجومها على قاعدة للجيش في نوفمبر 2020 بإقليم تجراي، اعتبرته أديس أبابا استهدافا لسيادة البلاد، ونظامها الدستوري، وانتهى بها المطاف بالهزيمة.
وأعلن رئيس حزب "الازدهار" آبي أحمد، أنهم أعدّوا برنامجا ولوائح واضحة، إضافة إلى خطة مدتها 10 سنوات تقود البلاد إلى الرفاهية والازدهار، وتعهد بأن يشمل حزب الازدهار جميع الإثيوبيين بتنوعهم.
ووفق مراقبين، فإن فرص الفوز حزب الازدهار الحاكم بإثيوبيا ترتكز على ثلاثة أسس هي التغيرات التي طرأت على الائتلاف، والمتمثلة في فتح الباب أمام الأحزاب الموالية مما يزيد من عدد الأقاليم المؤيدة للحزب .
ويرى مراقبون أن كاريزما آبي أحمد، تمثل إحدى الركائز في نيل عدد كبير من المقاعد في البرلمان، خصوصا أن الازدهار قدم أكبر عدد من المرشحين (2799) للاقتراع الذي يتنافس فيه 9327 مرشحا يمثلون 46 حزبا في الانتخابات العامة، يليه حزب "المواطنين الإثيوبيين من أجل العدالة الاجتماعية" المعروف بـ"إيزيما" والذي ينافس بـ 1540 مرشحا.
وبحسب مجلس الانتخابات الإثيوبي (هيئة دستورية مستقلة)، فإن المشاركة النسائية سجلت رقما مناسبا حيث بلغ عدد المرشحات 1976، مشيرا إلى أن الحزب "الحاكم" رشح 1171، فيما ينافس حزب المواطنين الإثيوبيين من أجل العدالة الاجتماعية بـ 189 مرشحة، والحرية والمساواة بـ80.