إمام مسجد النور بنيوزيلندا: الإمارات سباقة في نشر التسامح عالميا
"العين الإخبارية" تلتقي الشيخ جمال فودة إمام وخطيب مسجد النور في نيوزيلندا الذي تعرَّض لهجوم إرهابي في مارس الماضي
استفاق العالم في 15 مارس/آذار 2019 على وقع هجوم إرهابي دامٍ هزّ نيوزيلندا، بعد استهداف مسجدين أثناء صلاة الجمعة في مدينة كرايستشيرش.
وراح ضحية الهجوم الذي نفَّذه أحد المتعصبين أكثر من 50 مصلياً، فيما أصيب العشرات بجروح متفاوتة الخطورة.
اليوم وبعد مرور قرابة 8 أشهر يتحدَّث الشيخ جمال فودة إمام وخطيب مسجد النور وأحد شهود العيان على ذلك الهجوم الإرهابي لـ"العين الإخبارية" عن تبعات ذلك العمل الدموي، وكيف واجهته نيوزيلندا، إذ جاء اللقاء على هامش انعقاد النسخة الثانية من "القمة العالمية للتسامح" التي تستضيفها دبي سنوياً.
وقال الشيخ جمال فودة إنّ ذلك العمل الإرهابي الذي ضرب نيوزيلندا كانت آثاره أليمة جداً، خلّفت وراءها ضحايا ومصابين لا يزالون يعانون إلى اليوم، إذ يخضع بعضهم للعلاج متحملين آلامهم بسبب بقاء الرصاصات في أجسادهم، فضلاً عن النساء الأرامل اللاتي تتجاوز أعدادهن الأربعين وتحملهن مسؤولية أطفالهن الذين أصبحوا يتامى جراء العمل الإرهابي.
وأضاف فودة واصفاً الحكمة التي تحلَّى بها مسلمو نيوزيلندا في ردة فعلهم على الهجوم الإرهابي: "الدين لا علاقة له بما يفعله المتطرفون الإرهابيون، إنما هو بريء منهم، وانطلاقاً من هذا الموقف، نعمت نيوزيلندا بحالة فريدة من التلاحم بين المسلمين والمسيحيين".
ورداً على سؤال عن الاحتياطات التي اتخذتها نيوزيلندا تفادياً لوقوع أي حوادث مشابهة، قال فودة: "هناك احتياطات أمنية كثيرة جديدة بدأ العمل بها بعد الحادثة، إذ تمَّ تزويد المساجد بكاميرات تستشعر الأسلحة وموصولة مباشرة بمراكز مراقبة تديرها الجهات الأمنية".
وأشار إلى أنّ 80% من المصلين عادوا للتردد على المسجد بشل طبيعي بعد زوال أسباب القلق والخوف، عقب الإجراءات التي اتخذتها الحكومة.
وأكد فودة أنَّ نيوزيلندا بتعاملها الحكيم والعقلاني وبتماسك شعبها من جميع أطيافه قدَّمت درساً إلى العالم عن التسامح والتعايش، مؤكداً أنَّ الحياة آمنة ومستقرة في جمهورية نيوزيلندا.
وعن القمة العالمية للتسامح، قال الشيخ جمال فودة: "في هذا الوقت الذي يواجه فيه العالم بعض الأحداث المؤلمة، كانت دولة الإمارات ولا تزال سبّاقة في نشر قيم التسامح والتعايش وتعزيز الترابط الإنساني، وهو ما نراه ونعيشه من خلال القمة العالمية للتسامح".
وأضاف "تجمع القمة الناس من مختلف الديانات والطوائف والثقافات، وهذا ما يحتاجه العالم، إذ يعدّ اجتماع القادة والمؤثرين بمكان واحد مهم جداً لبناء جسور التواصل الحضاري بين الحضارات".
وختم جمال فودة خطيب وإمام مسجد النور حديثه لـ"العين الإخبارية" بأن القرآن الكريم يقول: "وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا"، وهذا هو النهج الذي يجب أن يسير عليه الناس في كل مكان.
وانطلقت أعمال "القمة العالمية للتسامح" في دبي، الأربعاء، تحت شعار "التسامح في ظل الثقافات المتعددة: تحقيق المنافع الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية وصولاً إلى عالم متسامح"، تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
ويترأس الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح الإماراتي، رئيس مجلس أمناء المعهد الدولي للتسامح أعمال القمة، التي تعقد في دورتها الثانية في مدينة جميرا بدبي.
وينظم المعهد الدولي للتسامح الدورة الثانية من القمة التي تستمر يومين، بمشاركة أكثر من 3 آلاف متحدث ومشارك.