مثقفون: "الجنادرية 33" ترسيخ للتراث السعودي والثقافة العربية
مثقفون يؤكدون أن الجنادرية مناسبة وطنية سعودية يمتزج فيها عبق التاريخ بالهوية العربية الإسلامية ويؤصل لحاضر المملكة ومستقبلها
تشهد العاصمة السعودية الرياض الخميس، افتتاح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية 33 "، والذي يعد مناسبة ثقافية سنوية تربط التكوين الثقافي المعاصر بالتراث التاريخي للمملكة والجزيرة العربية من الناحية الإنسانية.
يشارك في دورة المهرجان هذا العام جميع مناطق السعودية بطبائعها المختلفة، والهيئات والمؤسسات السياحية والاقتصادية والتنموية، إلى جانب مشاركات من دول خارجية، في محاولة يمتزج فيها عبق التاريخ بهويته العربية الإسلامية مع الموروث الشعبي الوطني بمختلف أشكاله.
ويقول الشاعر والصحفي محمد الحمامصي لـ"العين الإخبارية": "يشكل مهرجان الجنادرية تاريخًا فريدًا للمهرجانات العربية التي تحتفي بالتراث والثقافة، إذ يعده الكتاب والمثقفون والشعراء من الفعاليات ذات الأهمية في ترسيخ الوعي بالتراث والثقافة في المملكة ومنطقة الخليج، فهو إلى جانب عرضه للإرث الشعبي السعودي من مقتنيات وحُلي ومشغولات وأدوات وصناعات يدوية، تقام أيضاً في إطاره معارض الفنون التشكيلية والأمسيات الشعرية والنقاشات الفكرية والعروض الغنائية الشعبية ومسابقات الهجن وعروض الفروسية".
ويضيف: "كل احتفاء بالتراث والثقافة هو أمر جيد لابد من دعمه والتشجيع عليه كونه يعمل على تحقيق التواصل والتفاعل بين الأجيال المختلفة سعوديًا وخليجيًا وعربيًا، ويطور الرؤى والأفكار الخاصة بالهوية".
من جانبه يؤكد الفنان التشكيلي علي الرزيزاء لـ"العين الإخبارية" أن المهرجان يسهم بشكل كبير في إثراء الفنون والثقافة، إذ تعرض كل منطقة تراثها المعماري والفني لاسيما فيما يتعلق بالأبواب والرياشين ذات الطابع العربي الخالص، موضحاً أنه كان من أوائل الفنانين الذين نجحوا في توثيق الباب النجدي بالفن التشكيلي وذهب به في معارض خارج المملكة.
ويشير الرزيزاء إلى أن الموروث الشعبي جزء مهم من الثقافة فهي توفر أرضاً خصبة للعمل الفني بما تحويه من معتقدات ومعارف يمكن استلهامها وجعلها قاعدة للأعمال الفنية لاسيما في فنون الرسم والنحت معتمدة في ذلك على المادة والتكوين مضافاً إليهما جماليات المكان ودلالاته التاريخية، مؤكداً أن الفنون جزء لا يتجزأ من ذاكرة الشعوب البصرية.
في السياق ذاته يقول الأستاذ بجامعة الإمام سعود الدكتور علي الزهراني إن مهرجان الجنادرية يهتم بشكل كبير بتجسيد القيم الدينية والاجتماعية التي تمتد جذورها تاريخياً وتسترجع العادات والتقاليد التي حث عليها الدين الإسلامي ورسختها البيئة العربية والتلاحم القبلي في المناطق السعودية والخليج العربي، وهو ما يعكس اهتمام حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين بعقد المهرجان في موعده السنوي ورصد كافة الطاقات الوطنية لنجاحها والخروج به بالشكل الأمثل.
ويرى الزهران أن مهرجان الجنادرية في دورته الـ 33 سيخرج ببرامج وفعاليات تنقل تاريخ وتراث المنطقة العريق، وتبرز صيغ الترابط بين الموروث الشعبي والإنجازات الحضارية التي تعيشها السعودية مما يسهم في إزالة الحواجز القديمة بين الإبداع الأدبي والموروث الشعبي، ويساهم في تشجيع اكتشاف التراث وتجديده ثقافياً وفكرياً.
وتعد الجنادرية مناسبة وطنية سعودية يمتزج فيها عبق التاريخ بالهوية العربية الإسلامية ويؤصل لحاضر المملكة ومستقبلها، ويؤكد على موروثها الشعبي الوطني، فقد بدأت فكرته في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله-، وذلك لعرض مختلف صنوف الثقافة والتراث العربي الأصيل في قرية متكاملة، تقع شمال شرق العاصمة الرياض، تضم الموروث الثقافي والمادي للإنسان السعودي والأدوات التي كان يستخدمها في بيئته منذ عقود؛ إضافة إلى سباق سنوي للهجن الذي اكتسب مع مرور الوقت ذيوعاً على المستوى الوطني والإقليمي بين عشاق هذه الرياضة العريقة.
وتضم الجنادرية عروضاً تراثية وثقافية وأمسيات شعرية شعبية إلى جانب العرضة السعودية، الرقصة الوطنية المشهورة، إحدى أهم نشاطات المهرجان كونها تعبر عن وحدة الوطن واتحاد الشعب والقيادة، حيث يردد المشاركون الكلمات الشعرية الوطنية الحماسية، وخلال دورة " الجنادرية 33 " دشن المهرجان الوطني للتراث والثقافة تطبيق "الجنادرية" على الأجهزة الحديثة، يحتوي على تعريف كامل عن مهرجان الجنادرية وخريطة توضيحية لأجنحة وأركان النشاطات والفعاليات في المهرجان.
aXA6IDMuMTUuMTg2LjU2IA== جزيرة ام اند امز