ساناي تاكايئتشي.. اليابان تستعد لأول رئيسة وزراء في تاريخها

تستعد اليابان لتحول تاريخي في مشهدها السياسي باعتلاء ساناي تاكايئتشي منصب رئاسة الوزراء، لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب في بلاد الشمس المشرقة.
هذه السياسية المخضرمة البالغة 64 عاماً، والمعروفة بتوجهاتها المحافظة الصارمة، تصل إلى السلطة في لحظة حرجة تشهد توترات في العلاقات مع واشنطن وتحديات اقتصادية متصاعدة، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال.
جاء اختيار الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم لتاكايئتشي زعيمة له بعد استقالة رئيس الوزراء السابق شيغيرو إيشيبا، في خطوة يتوقع أن تحصل على الدعم الكافي لتولي المنصب رسمياً رغم عدم امتلاك حزبها لأغلبية برلمانية مطلقة.
تواجه تاكايئتشي تحدياً دبلوماسياً شائكاً يتمثل في إدارة العلاقة مع واشنطن، خاصة في ظل الاتفاق التجاري المبرم برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
هذا الاتفاق الذي يفرض تعرفة جمركية بنسبة 15% على الصادرات اليابانية من السيارات والآلات، مقابل استثمار طوكيو 550 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي، يظل مصدراً للتوتر رغم أنه أكثر تفضيلاً من النسبة السابقة البالغة 27.5%.
وعبرت تاكايئتشي عن موقف متوازن إزاء هذا الملف، مؤكدة تمسكها بالاتفاق مع إعلانها الاستعداد لإعادة التفاوض إذا ما ثبت وجود جوانب غير متكافئة.
هذا الموقف الذي قد يفتح الباب لمواجهة تجارية جديدة مع واشنطن، خاصة في ظل الصلاحيات الواسعة الممنوحة للرئيس الأمريكي بموجب الاتفاق.
تنتمي تاكايئتشي إلى تيار المحافظين القوميين، وتتمتع بعلاقات وثيقة مع تركة رئيس الوزراء الراحل شينزو آبي.
وتحمل رؤية اقتصادية توسعية تدعو إلى زيادة الاقتراض الحكومي والاستثمار في التقنيات المتقدمة، معتبرة أن الطاقة النووية والذكاء الاصطناعي تمثلان ركيزتين أساسيتين للأمن القومي الياباني.
يأتي صعود تاكايئتشي في سياق موجة عالمية من صعود التيارات المحافظة، تتجلى في إعادة انتخاب ترامب وتنامي اليمين في أوروبا. وقد فازت في جولة الإعادة بنسبة 54% أمام منافسها المعتدل شينجيرو كويزومي، معربة عن إدراكها لضخامة المهمة الملقاة على عاتقها.
تبدو مسيرة هذه السياسية غير تقليدية، من طفولة في أسرة متوسطة، وحلم شبابي بأن تصبح عازفة طبول في فرقة روك، إلى دراسة الجامعة والتنقل بالدراجة النارية. وهي اليوم إحدى أبرز الوجوه السياسية في اليابان، وشغلت سابقاً منصب وزيرة الأمن الاقتصادي.
لكن رئاستها قد تزيد من حدة التوتر مع الجوار الآسيوي، خاصة في ظل مواقفها المتشددة تجاه الصين ودعمها لتايوان، وزياراتها المتكررة لضريح ياسوكوني المثير للجدل. مما يضع اليابان أمام اختبار دقيق يجمع بين الرمزية التاريخية لوصول أول امرأة إلى رئاسة الوزراء، والتعقيدات الجيوسياسية في منطقة تشهد تحولات عميقة.